دراسة تعري واقع التحرش بالنساء في وسائل النقل العمومية

سامي جولال

كشفت دراسة، قام بها كل من مركز التحدي للمواطنة وجمعية التحدي للبيئة، واستهدفت 200 امرأة مغربية، أن 5 في المائة منهن يتجاوزن ستين عاما، ويتعرضن للتحرش في وسائل النقل العمومية، التي حددتها الدراسة في سيارتي الأجرة الصغيرة و الكبيرة، والحافلة، والترام، و"التريبورتور"، و"الخطاف".
وأضافت الدراسة أن 12 في المائة من هؤلاء النساء عمرهن أقل من 18 سنة، يتعرضن للتحرش، بينما 54 في المائة منهن تتراوح أعمارهن بين 19 و39 سنة، يتعرضن للتحرش، أيضا، في وسائل النقل العمومية.
وأبرزت الدراسة أن التمثل الاجتماعي المتعلق بكون لباس المرأة يعتبر دافعا وراء السلوك المتعلق بالتحرش، هو تمثل خاطئ، بحيث بينت الدراسة أن التحرش تتعرض له، كذلك، نساء محجبات، وأخريات يرتدين ما يصطلح عليه ب"الخمار".
وبينت الدراسة، أيضا، أن 16 في المائة من نساء هذه العينة هن أميات، و16 في المائة منهن توقفن عن الدراسة في حدود التعليم الابتدائي. أما 17 في المائة منهن، فقد توقفن في حدود التعليم الإعدادي، في حين بلغت 22 في المائة منهن المستوى الثانوي، و24 في المائة مستوى التعليم الجامعي، و5 في المائة التعليم العالي.
وفي هذا الصدد، أوضحت الدراسة أن هؤلاء النساء، باختلاف مستوياتهن الدراسية، يتعرضن للتحرش، دون القدرة على الحد منه، بحيث يصمتن، أو يلجئن إلى العنف المضاد، مبرزة أن الصمت هو السائد.
وفيما يخص الوضعية النفسية لهؤلاء النساء، فقد وصفتها الدراسة بالهشة، مبرزة أنها تدفع بهن إلى اعتبار أنفسهن سببا في التحرش، من خلال ما يرسخه الوعي المجتمعي، أو إلى السكوت خوفا من منعهن من حقوق أساسية مثل التعليم والعمل.
وانتقدت الدراسة غياب رادع قوي، يتمثل في قانون تسنه الدولة، وتطبقه دون شروط تعجيزية. وبالنسبة لدرجة ارتياح هؤلاء النساء، وهن راكبات في وسائل النقل العمومية، فقد أوضحت الدراسة أن 71 في المائة منهن غير مرتاحات بشكل كلي، في حين قدرت نسبة المرتاحات نسبيا ب 29 في المائة من مجموع نساء العينة، مبينة أن هؤلاء ال29 في المائة يكن مرتاحات أثناء استقلالهن لسيارة الأجرة الصغيرة، التي أبرزن أنهن يتعرضن فيها، كذلك، للتحرش، ولكن بشكل أخف مقارنة مع باقي وسائل النقل العمومية الأخرى.
وفيما يتعلق بأسباب عدم ارتياحهن، فقد قلن أنها تتجلى في الاكتظاظ، واحتكاك الأجساد، والتحرش، إلى جانب الظلم، والسرقة، وعدم الاحترام، إضافة إلى سوء ورداءة التجهيزات، وسوء المعاملة من طرف مستعملي ومسؤولي الوسيلة، والسياقة المتهورة، فضلا عن عدم الالتزام بالوقت، وقلة الحافلات.
وبالنسبة للحلول المقترحة من قبلهن، للتخلص من التحرش، الذي وصفته الدراسة بالمعضلة، فقد قالت 49 امرأة إن الحل يتجلى في تشديد الأمن، بينما اعتبرته 8 نساء متمثلا في الإكثار من الحافلات، في حين حصرته 6 أخريات في تحديد عدد الركاب.
وفي نفس السياق، قالت 3 منهن بأنه يتجلى في منع "المخمورين". وبالنسبة ل 11 امرأة، فهو يتجلى في تخصيص حافلة خاصة بالنساء فقط، و16 امرأة تعتبرنه متمثلا في وضع كاميرات المراقبة. أما 5 نساء، فقد قلن عنه إنه متمثل في احترام القانون، و7 يرون أنه يكمن في احترام المواطن، و3 في النظافة، و35 في العقوبات الزجرية في حالة الإخلال، و29 في التربية الجنسية. أما 12 امرأة أخرى، فقلن أن الحل متمثل في وجود رجال أمن داخل وسائل النقل الكبيرة.