كيف يخطط سانشيز لاستغلال "قمة بروكسل" من أجل لقاء الطرف المغربي؟

بوريطة وسانشيز
بشرى الردادي

يتزامن حضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في القمة الأوروبية الإفريقية، التي انطلقت اليوم الخميس، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، مع حضور رئيس الحكومة الإسباني، بيدرو سانشيز، ما يشكّل أول لقاء غير مباشر بين الطرفين المغربي والإسباني، على مائدة واحدة، بعد أشهر من الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت بين الرباط ومدريد، في أبريل الماضي، بسبب قبول إسبانيا دخول زعيم جبهة البوليساريو الوهمية، إبراهيم غالي، أراضيها، للعلاج، حسبما زُعم، وهو ما اعتبرته المملكة المغربية "مخالفا لحسن الجوار"، مؤكدة أن غالي دخل إسبانيا من الجزائر، "بوثائق مزورة وهوية منتحلة".

ولم تستبعد أوساط إسبانية لقاء ثنائيا مقتضبا بين الطرفين المغربي والإسباني، على هامش القمة، وهو ما أكدته وكالة "يوربا بريس"، نقلا عن مصادر حكومية!

وأفادت الوكالة بأن إحدى طاولات النقاش ستجمع بين الطرفين المغربي والإسباني، وتناقش قضايا التعليم، والثقافة، والهجرة، والتي سيشارك رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في رئاستها، مع رئيس بنين، بينما سيكون على الجانب الأوروبي، رئيسا وزراء النمسا والبرتغال، علما أن بوريطة هو من ترأس الوفد المغربي المشارك في قمة بروكسل، بدلا من أخنوش الذي تأكد عدم حضوره بقمة بروكسل، على لسان مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في الندوة الصحفية الأسبوعية عقب انعقاد المجلس الحكومي، يومه الخميس.

وأوضحت الوكالة أن سانشيز يعتزم المشاركة في هذه الطاولة، التي ستعقد صباح يوم غد الجمعة، نظرا للاهتمام الخاص الذي توليه إسبانيا للهجرة. بينما سيكون مسؤولا عن المشاركة في رئاسة الطاولة مع قادة موريتانيا و غانا، يومه الخميس، تحت عنوان: "السلام والأمن والحكم".

وعن احتمال أي لقاءات ثنائية، نقلت "يوربا بريس" عن مصادرها في قصر مونكلوا، أن المسؤولين الإسبان يعملون على تنظيم لقاءات ثنائية لسانشيز وبعض القادة الأفارقة، دون أن يكشفوا عن أسماء هؤلاء القادة.

وأشارت "يوربا بريس" إلى أن بوريطة، ونظيره الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، لم يضعا بعد، اللمسات الأخيرة على أي اجتماع ثنائي مباشر.

يشار إلى أن ألباريس يصف العلاقة مع المملكة المغربية بـ"المتقلبة"، ويؤكد على عمل الحكومتين من أجل "علاقة القرن الحادي والعشرين"، بما يتماشى مع الرغبة التي عبر عنها الملك محمد السادس، في غشت الماضي، والملك الإسباني، فيليبي السادس، في وقت لاحق من يناير الماضي، معتبرا أن تجاوز الخلاف الحالي مع المغرب سيستغرق بعض الوقت، حتى يتم إحراز نتيجة نهائية صلبة تتمثل في تجنب أزمات مستقبلية.