نظم العشرات من المهاجرين في المغرب مساء اليوم الخميس، وقفة أمام السفارة الليبية، احتجاجاً على تنامي تجارة الرقيق في ليبيا، التي تقترفها شبكات الاتجار بالبشر في حق ضحايا الهجرة غير الشرعية، خاصة القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وردد المشاركون في الوقفة شعارات منددة بالعبودية في ليبيا، والاتجار في المواطنين الأفارقة من دول جنوب الصحراء من قبيل "لا للعبودية، ونحن لسنا سلعة، وكفى من الاستعباد، كما حملوا لافتة كبيرة كتب عليها سؤال استنكاري: هل من الجرم أن تكون أسودا؟"
المحتجون الذين ينتمون إلى مختلف الدول الإفريقية، هتفوا بوحدة القارة السمراء، كما لم يترددوا في رفع شعارات تؤيد سياسة المغرب اتجاه المهاجرين.
"نحن هنا لنحتج على العبودية في ليبيا، هناك شبكات في هذا البلد تتاجر في البشر لمجرد أن لونهم مختلف، أنه شيء مرفوض، وغير مقبول"، حسب أحد المشاركين في الوقفة. وأضاف المحتج في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، "لنضع جميعاً اليد في اليد، ونحتج ضد هذا الوضع الذي يتعرض له اخواننا على يد شبكات الاتجار في البشر".
اقرأ أيضاً: مغاربة ليبيا يهددون بإضراب لا محدود عن الطعام حتى الموت (تسجيل صوتي)
الوقفة عرفت مشاركة بعض الجمعويين المغاربة، الذين رفعوا بدورهم لافتات ضد العبودية في ليبيا، داعين إلى تدخل عاجل لإيقاف الأمر.
وقالت خديجة الصوافي، ناشطة جمعوية ضد العنصرية في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، إن "تواجدها بهذه الوقفة يأتي للتعبير عن التضامن مع مواطني إفريقيا جنوب الصحراء، الذين يتعرضون للتمييز في ليبيا بسبب لونهم".
اقرأ أيضاً: ليبيا.. مافيا الاتجار بالبشر تهدد بقطع رأس مغربي محتجز (تسجيل صوتي)
وأضافت أن "ما كشفته وسائل الإعلام حول تعرض مواطني إفريقيا جنوب الصحراء للعبودية خطير جداً، وغير مقبول، وهو ما يستدعي تدخلا للجميع من جل وضع حد له".
وكانت قناة "سي إن إن" الأمريكية قد كشفت عن بيع شبان أفارقة بالمزاد العلني في ليبيا لاستغلالهم في المزارع.
كما كشف مهاجرون أفارقة، أن مهربين يحتجزونهم ويجبرونهم على العمل مقابل رواتب قليلة أو عدم تقاضي أي رواتب على الإطلاق.
ونشرت "سي إن إن" مقطع فيديو يظهر شباباً من النيجر وبلدان أخرى من منطقة جنوب الصحراء، يباعون بسعر 400 آلاف دولار، وهو ما أثار احتجاجات دولية واسعة، كما أعلنت الحكومة الليبية فتح تحقيق في الموضوع.
وكان موقع "تيل كيل عربي" قد نشر تسجيلات صوتية لمغاربة محتجزين في مراكز جهاز الهجرة غير الشرعية، أكدوا فيها تعرضهم للبيع كالعبيد على يد شبكات الاتجار في البشر، قبل أن يتفاوضوا مع عائلاتهم ويجبروهم على دفع مبالغ مالية.
في السياق، قال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن اعادة المغاربة المحتجزين في ليبيا تحظى بالأولوية لدى الحكومة".
اقرأ أيضاً: بالصوت والصورة.. شهادات مغاربة بيعوا كالعبيد في ليبيا
وجاء ذلك في ندوة صحفية عقب انعقاد المجلس الحكومي صباح اليوم بالرباط، مبرزا أن "وزارة الخارجية تشتغل بجدية وتتابع وضعية المغاربة العالقين في ليبيا من أجل أن تنجح عملية ترحيلهم، كما نجحت العكلية السابقة التي أسفرت عن إعادة 200 مواطن مغربي كانوا محتجزين في ليبيا".