رغم أن المغرب شارك في مؤتمرات المناخ الدولية، واستضاف نسخة "كوب 22" العام الماضي، كما انخرط في مبادرات للبحث عن سبل بديلة للحفاظ على البيئة، إلا أن تقريراً دولياً حديثاً صدر يوم 3 دجنبر الجاري، حول الطاقة، أشار إلى أن المغرب تلقى في نفس الوقت "أموالا طائلة تم توظيفها في مشاريع تستعمل الفحم المتسبب في إصدار ثاني أوكسيد الكربون".
أشارت المنظمة الأمريكية (Natural Resources Defense Council) التي تعنى بالدفاع عن البيئة، في تقريرها الصادر يوم الأحد الماضي، حول تمويل الفحم وإنتاج الطاقة، أن الدول المنضوية تحت لواء "المجموعة 20" والأبناك الدولية التنموية "لا تزال تمول استعمالات الفحم في مشاريع الطاقة، أكثر من دعمها للطاقة المتجددة المحافظة على البيئة في عدد من الدول، من بينها المغرب".
وفي الوقت الذي أعلن المغرب نهج "سياسة الحفاظ على البيئة"، فقد حل في الرتبة الرابعة من بين الدول التي تلقت أكبر دعم لمشاريعها الطاقية (الضارة والنظيفة)، يقدر بـ4.4 مليار دولار أمريكي بين سنتي 2013 و2016؛ نصفها تقريبا وظفت في مشاريع طاقة مولثة للبيئة. إذ تلقت المملكة دعما بـ2 مليار دولار، تم توظيفها في ا ستعمال الفحم لإنتاج الطاقة، فيما 2.4 مليار دولار خصصت للطاقات المتجددة البديلة، خلال نفس الفترة.
في سياق متصل، أشارت المنظمة في تقريرها الشامل حول المشاريع التي تتبنى الحفاظ على البيئة، كالمغرب، إلى أن الصين واليابان (من مجموعة 20)، قدما دعما ماليا لمشاريع توليد الطاقة المتجددة بالمغرب، تمويل نال منه مشروع "نور" للطاقة الشمسية بورزازات، مبلغاً قيمته 964 مليون دولار أمريكي، الشيء الذي سيمكن من توفير طاقة بحجم 582 ميغاواط، تكفي لإضاءة أكثر من مليون بيت، وفق تقرير المنظمة.
التقرير يفصّل في التمويل، مشيرا إلى أن 2.4 مليار دولار التي قدمتها دول مجموعة 20 للمغرب، نال حصة الأسد فيها مشروع "نور ميدلت" (Noor Midelt CSP-PV Complex) بمبلغ مالي قدره مليار و760 مليون دولار أمريكي، متبوعا بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، الذي تلقى قدرا ماليا بلغ 516 مليون و380 ألف دولار أمريكي من أجل مشاريعه للطاقة الريحية، ثم مشروع "نور تافيلالت" (Noor Talifalet Solar PV Trio).
التقرير أضاف أنه بعد أكثر من سنة على اتفاق باريس "كوب 21" الرامي إلى الحفاظ على البيئة، فإن دول "مجموعة 20" والأبناك التنموية دعمت مشاريع إنتاجية للطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. لكنها بالموازاة مع ذلك دعمت مواد إنتاج طاقية مضرة بالبيئة كاستعمال الفحم. وبلغت قيمة دعم مشاريع الطاقة المتجددة بين عامي 2013 و2016، بحسب تقرير المنظمة، "زهاء 25 مليار دولار فقط، فيما بلغ تمويل مشاريع مضرة بالبيئة 38 مليار دولار أمريكي".
وشددت المنظمة في تقريرها على ضرورة تجنب استثمار الحكومات في المزيد من مشاريع الفحم في الخارج. داعية المؤسسات المالية إلى احترام اتفاق باريس والمؤتمرات المناخية، وإلى التحول لدعم مشاريع الطاقة النظيفة.