داء "الليشمانيا" يضرب مجددا في زاكورة.. ومندوب الصحة يرفض التعليق

يعض المصابين الجدد بحلول موسم الشتاء الحالي
تيل كيل عربي

ضرب داء "الليشمانيا"، مجددا في إقليم زاكورة، ومداشر في الجنوب الشرقي للمغرب، إذ ذكرت مصادر محلية لـ"تيلكيل – عربي"، تسجيل جماعات ومدارس، عشرات الإصابات، خلال الأيام الجارية، سيما في جماعتي "تينزولين" و"بوزروال". محمد الغفيري، المدير الإقليمي لوزارة الصحة، رفض الحديث في الموضوع، في اتصال أجراه معه "تيلكيل – عربي"، بمبرر "تعليمات وزارية".

ماتزال معاناة سكان منطقة زاكورة، مع داء "الليشمانيا"، قائمة، بعد أن سجلت مصادر "تيل كيل عربي"، عشرات الإصابات الجديدة خلال الأيام الجارية، خصوصا وسط أطفال المنطقة، أكثرها بالجماعتين الترابيتين "تنزولين" و"بوزروال".

وبينما أظهرت صور، توصل بها "تيلكيل"، أنه بمجرد حلول الشتاء، انتهت حضانة "الفيروس" وتفجر في شكل التهابات جلدية وتقرحات ونتوءات في وجوه  وأجساد عدد من التلاميذ، رفض محمد الغفيري، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليم زاكورة، الإدلاء بـ"أية معلومات حول الحالات المرصودة"، وبرر ذلك، في اتصال أجراه "تيلكيل – عربي"، اليوم (السبت)، بـ"وجود تعليمات وزارية تمنع التحدث في هذا الموضوع".

وتشير معطيات وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، أن مصدر الإصابات بالداء في المغرب، هو "نواقل المرض"، أي بعض الحشرات، من قبيل الذباب الرملي، فالعدوى والإصابات، تنتشر مع نهاية موسم ذبابة الرمل (شتنبر-أكتوبر)، وبعد فترة حضانة يقضيها في أجساد المصابين (من أسبوع إلى شهرين)، تحل بداية الشتاء، لتظهر الإصابة على البشر، ولا تشفى إلا بعد مرور ستة أشهر.

وتفيد إحصائيات أعلنتها وزارة الصحة، خلال يناير الماضي، أن المغرب يعرف سنويا، 2500 إصابة بمرض "الليشمانيا"، 90 % منها جلدية، في وقت ينخرط المغرب، منذ 2014، في خطة تطمح إلى إعلان المغرب بلدا بدون "ليشمانيا"، انطلاقا من محاربة نواقل المرض، خصوصا بعد تنبيهات منظمة الصحة العالمية، أن الداء "يمثل مشكلة صحية عمومية راهنة في المغرب".

وبينما تعتبر وزارة الصحة، في تقاريرها السابقة حول الموضوع، أن الداء يضرب في المغرب، في المناطق التي تشهد "ضعف تجهيزات الصرف الصحي، والتأخر في البنيات التحتية الأساسية المتعلقة بمعالجة مياه الصرف الصحي وجمع النفايات وطمرها في المطارح المراقبة"، قال تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أن من أسبابه، أيضا، سوء التغذية، ونزوح المجموعات السكانية، ورداءة السكن، فضلا عن لدغات الذباب الرملي.

وفيما تشير المنظمة أن الداء، يؤدي في العالم، سنويا، إلى وفاة ما بين 20 ألف و30 ألف شخص، تعتبر أنه في منطقة شمال إفريقيا، يعد داء "الليشمانيا الجلدي" الشكل الرئيسي لهذا المرض، إذ يظهر على شكل تقرحات ونتوءات متعفنة بمختلف الأطراف، يعيش المصابون بها على مستوى بشرة الوجه، معاناة جسدية ونفسانية، بسبب التشوهات التي تخلفها تلك الالتهابات الجلدية.

وتسائل الضربة الجديدة للداء خلال موسوم الخريف المنته، أداء مصالح وزارتي الصحة والداخلية  والجماعات الترابية في منطقة درعة تافيلالت، في ما يخص تنفيذ خطة محاربة نواقل الأمراض، سيما الذباب الرملي، التي أقرت لوقف استفحال داء "الليشمانيا" بالمغرب، باعتبار ذلك، الوسيلة المثلى للقضاء عليه، في ظل انعدام أي لقاحات أو مضادات تقضي عليه، باستثناء بعض الأدوية التي تخفف وترطب حدة آثاره على جلد المصابين به.

يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، توصي المغرب، في مجال "الليشمانيا"، بعدم الاكتفاء بأنشطة مكافحة النواقل، إنما دعمها بتوفير العلاج المجاني المبكر، والتثقيف الصحي، وتعزيز التنسيق بين وزارات الصحة والداخلية والفلاحة والتعليم، وتكثيف مشاركة المجتمع في الجهود الرسمية، مع التركيز على الأنشطة البحثية وإجراء مسح وطني حول انتشار "ذبابة الرمل"، سيما أن "الهجرة الفوضوية نحو المدن، تنذر بخطر إمكانية حدوث زيادة في العدوى".