عكس ما كان منتظرا، التحاق المغرب بـ ''المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا''، المعروفة اختصارا بـ ''سيدياو''، لم يطرح خلال القمة 52 لهذه المجموعة الإقليمية، التي نظمت يوم أمس السبت في العاصمة النيجيرية أبوجا. ورغم أنه تم في يونيو المنصرم في العاصمة الليبيرية مونروفيا، موافقة رؤساء الدول أعضاء ''سيداو'' مبدئيا، على انضمام المغرب إلى هذه الأخيرة، وتعبيرهم عن دعمهم الكامل لهذه المسألة، فإنهم لم يستطيعوا، حسب موقع ''جون أفريك''، "إجبار أجهزتهم السياسية والدبلوماسية المعادية للمغرب بسبب قضية الصحراء، على الموافقة على انضمام المملكة إلى المجموعة"، حسب المصدر نفسه.
وتعد نيجيريا أبرز الرافضين لانضمام المغرب لـ ''سيدياو''، باعتبارها حليفا لـ ''البوليساريو'' في القارة الإفريقية، حسب "جون أفريك"، رغم كون العلاقات الملك محمد السادس ومحمد بخاري، رئيس نيجيريا، توصف بـ ''الودية''، بحيث اتصل الملك، عدة مرات، بالرئيس النيجيري للاطمئنان عن حالته الصحية، حسب ''جون أفريك''. وفي المقابل، طمأن بخاري الملك بأنه يدعم مسألة انضمام المغرب إلى ''سيدياو''، لكنه لم يستطع أن يدخل نفسه في صراع مع آلة سياسية دبلوماسية نيجيرية اكتسبها، تاريخيا، الموالون لأطروحة "البوليساريو" وحليفتها الأولى الجزائر.
وقبل بضعة أسابيع من الآن، وبصفتها البلد المضيف لقمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ''سيدياو''، أخبرت نيجيريا، فور غناسينغبي، الرئيس الطوغولي، بصفته الرئيس الحالي للمنظمة، بـ"كون عضوية المغرب في المجموعة لا يمكن أن تتم الموافقة عليها في القمة المذكورة، وتم تبرير ذلك، حسب ''جون أفريك''، بكون الدول الأعضاء في ''سيدياو'' لم يتلقوا الدراسة الخاصة بالتأثيرات التي سيسبها انضمام المغرب إلى مجموعتهم الاقتصادية في الوقت المناسب.
وبالتالي سوف يتم، وفق المصدر المذكور، تأجيل قرار قبول المغرب في ''سيدياو'' إلى بداية عام 2018، بحيث ستكون الدول الأعضاء في المجموعة قد اطلعت على الدراسة المذكورة بشكل جيد. وتم في 9 دجنبر إرسال رسالة إلى الملك محمد السادس، من قبل الرئيس الطوغولي، يوضح له فيها ''القيد التقني'' الذي حال دون أخذ قرار في مسألة انضمام المغرب إلى ''سيدياو''، في القمة المذكورة.
وفي اليوم الموالي، وبالضبط في 10 جنبر، استقبل غناسينغبي، ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في العاصمة الطوغولية لومي، وذلك في مهمة سرية، وشرح له أن ''القيود التقنية'' المذكورة لا علاقة لها بالمشاعر الطيبة، التي يكنها رؤساء دول ''سيدياو'' للعاهل المغربي.
وذكرت ''جون أفريك'' أن المغرب تفهم الرسالة التي توصل بها، رغم أن الملك لم يذهب إلى العاصمة أبوجا، ولكن جهازه الدبلوماسي مثل المغرب في القمة السالفة الذكر.