نظمت القنصلية العامة للولايات المتحدة الأمريكية، أمس الجمعة بالمركز الثقافي "دار أمريكا" بالدار البيضاء، ندوة بمناسبة اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست تحت شعار "التفكير في الماضي من أجل مستقبل أفضل".
وفي كلمة بهذه المناسبة، أشارت مديرة الشؤون العامة بالقنصلية الأمريكية بالدار البيضاء، ميشيل أوتلاو، إلى أن الهولوكوست تعد فترة مظلمة من تاريخ الإنسانية، تميزت ببربرية النازيين الذين اضطهدوا وقتلوا ستة ملايين يهودي.
وأضافت أن تذكر الهولوكوست لا يكفي، مشيرة إلى أنه من الضروري أيضا التحرك عبر شجب الكراهية والتمييز بكل أشكالهما والعمل على خلق مجتمع أكثر عدلا وشمولية.
وأشارت إلى أن أبناء الجالية اليهودية قد عاشوا في المغرب منذ قرون ولعبوا دورا رئيسيا في إغناء تاريخ المملكة وثقافتها، مؤكدة على أهمية المشاريع التي تم تنفيذها لإعادة تأهيل وترميم المعابد والمقابر اليهودية.
وفي هذا الصدد، أشادت بالعمل الذي يقوم به المغرب من أجل الحفاظ على التراث اليهودي وتعزيز ثقافة وتاريخ الجالية اليهودية المغربية، معربة عن شكرها وامتنانها العميقين للملك محمد السادس الذي يولي عنايته وعطفه على المغاربة من جميع الديانات.
من جهته، أكد مؤسس ورئيس جمعية ميمونة، المهدي بودرة، أن إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست يعد أحد المحاور الأساسية لعمل الجمعية منذ سنة 2011، مذكرا بشجاعة وأعمال الراحل الملك محمد الخامس، الذي قاوم كل أنواع الترهيب ورفض علنا الموافقة على اضطهاد اليهود المغاربة في ظل نظام فيشي.
وأضاف "أن غرس قيم التسامح واحترام الاختلافات لدى الأجيال القادمة هو أحد الدروس التي يمكننا استخلاصها من هذا الفصل المظلم في تاريخ البشرية، من أجل النضال معا ضد معاداة السامية والتمييز والتعصب في مجتمعنا اليوم".
من جانبه، أبرز الحاخام ومدير "chabad house de Casablanca" ليفي بانون لوبافيتش، النموذج الذي يمثله المغرب من حيث التعايش والعيش المشترك، مشيدا بالدور الذي لعبه الملك الراحل محمد الخامس في حماية اليهود التي هي جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المغربي.