دراسة رسمية: العنف ضد الأساتذة من أخطر أنواع العنف المدرسي وينسف سلطة الموظفين التربويين

محمد فرنان

أقّر تقرير "العنف في الوسط المدرسي" الذي أجراه المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، من خلال الهيئة الوطنية للتقييم، بشراكة مع منظمة اليونيسيف، أن "العنف ضد الأساتذة يعتبر من أخطر أنواع العنف المدرسي لأنه يقوض العلاقة بين التلميذ والأستاذ، ويؤثر على ظروف العمل التربوي داخل القسم وخارجه، وينسف سلطة الموظفين التربويين، ويحبط عملهم".

العنف ضد الأساتذة

وأضاف التقرير يتوفر "تيلكيل عربي" على نُسخة منه، أن "(الاعتداء اللفظي الإهانات والتهديدات...) هو أكثر أنواع هذا العنف شيوعا، والاعتداء الجسدي الهجوم والضرب والجرح  هو أكثرها خطورة، ويضع هذا الشكل من العنف الأستاذ في وضعية جد حرجة، لأن دوره هو التحكم في الآن نفسه في القسم ووضعيته (ه)".

تعريف العنف

وأوضح التقرير أن "العنف يشمل جميع الأفعال والسلوكات التي تنتهك حقوق أو كرامة الأشخاص، وتسبب آلاما جسدية أو نفسية للغير، ويشمل هذا العنف كذلك كل أفعال التخريب والإتلاف التي قد تمس الممتلكات والأشياء داخل المدرسة أو في محيطها".

وبالإضافة إلى ذلك، "يعتبر عنفا في الوسط المدرسي كل الوضعيات التي يتعرض لها فاعل أو عدة فاعلين في النظام التعليمي، مثل الأستاذ أو التلميذ أو الإطار التربوي أو الأب أو الزائر لتهديد أو عدوان أو تخويف".

وأبرز أنه ""يعتبر عنفا، كذلك كل الوضعيات التي تتعرض لها الأغراض الشخصية الشخص أو مجموعة من الأشخاص للإتلاف من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد في إطار الأنشطة المدرسية. وتتجلى الأبعاد النفسية للعنف في الوسط المدرسي في ما يمكن أن يتعرض له تلميذ من إهانة أو عقوبة بدنية. ويمكن أن يكون هذا النوع من العنف مؤلما وصادما أكثر من العنف الجسدي".

الفئات

وأورد التقرير أن "أشكال العنف المختلفة التي تتكرر في المؤسسات التعليمية تخضع لعدة تصنيفات تبعا لشكل السلوك العنيف الذي تتعرض له كل ضحية ومدى خطورته، ومن منظور الضحية، يمكن تقسيم العنف في الوسط المدرسي الذي يكتسي طابعا علائقيا إلى خمسة أصناف، العنف ضد الممتلكات والأشياء، والعنف بين التلامذة، والعنف ضد الأساتذة، والعنف ضد التلامذة، والعنف المؤسساتي".

جودة العلاقات

ولفت المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أن "بعض النتائج تكشف عن التوترات التي تميز العلاقة بين التلامذة وأساتذتهم، وهذا التوتر ملموس بشكل خاص في التعليم الثانوي وبالفعل يرى ما يقرب 23 في المائة من التلامذة في هذا السلك أن جودة العلاقات بين التلامذة والأساتذة سيئة".

وتابع: "17.4 في المائة منهم اعتبرها غير جيدة جدا، و5.5 غير جيدة على الإطلاق، ومع ذلك، لم تصرح سوى أقلية من تلامذة التعليم الابتدائي بمثل هذا الرأي السلبي حول العلاقات بين التلامذة، وحول العلاقات بين الأساتذة والتلامذة"، وفق نفس المصدر.

موازين القوى

ونبه التقرير إلى أنه "أمام هذه الأفعال المتكررة، يستعين الأساتذة بالإدارة ويكتبون تقارير ضد هؤلاء التلامذة، ويستدعون أحيانا أولياء أمورهم، لكنهم يعترفون بأن هذه التدابير نادرا ما تكون فعالة، والسبب في ذلك هو أن "موازين القوى" ليست في صالحهم".

وشدّد المجلس على أن "إيذاء أطر المؤسسة يظل نادرا، إذ لم يصرح بتعرضهم للتحرش أثناء مزاولتهم لمهامهم، منذ بداية العام الدراسي، سوى ما يقرب 6.1 في المائة منهم ومرتكبو هذا التحرش في حال وجودهم متنوعون، وبالفعل، فقد أكد 35.7 في المائة من أعضاء هيئة التدريس الذين تم استجوابهم أن المتحرش بهم هو أحد الموظفين في المؤسسة، وقال 27.2 في المائة، و19.9 في المائة، و18.6 منهم، على التوالي، إن الفاعل تلميذ، أو أب أو بعض آباء التلامذة، أو أحد أو بعض قدماء التلامذة".

منصة مرصد

وأشارت إلى أن  "نتائج هذا البحث قد كشفت أن 75.9 في المائة من الأساتذة الذين شملهم البحث لا علم لهم بمنصة «مرصد»، أطلقتها وزارة التربية الوطنية لتسجيل حالات العنف في المؤسسات التعليمية".