اعتبر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن "رأي المجلس العلمي الأعلى حول مقترحات مدونة الأسرة، فيما يتعلق بالتعصيب، وتوارث المسلم والكافر، وإثبات النسب عبر (ADN)، أمر محسوم وتقبله المجتمع".
وتابع ابن كيران، في كلمته خلال الاجتماع الاستثنائي للأمانة العامة للحزب انعقد، يوم أمس الأحد، وبُث اليوم الاثنين: "إلى حدود الساعة، ليس هناك أي شيء نحن ملزمون به، إلا ما صدر عن المجلس العلمي الأعلى، باعتباره لا يجوز شرعا.. صافي هذاك ما غنعاودوش نهدروا عليه حنا".
وأضاف رئيس الحكومة السابق: "أما ما تبقى من التعديلات، فنحن أحرار في إبداء رأينا حوله، وسنوضح موقفنا منه، سواء بالموافقة، أو بالموافقة الجزئية، أو بمخالفتنا له".
واعتبر ابن كيران أنه "من لطف الله بالملك أنه لم يورط نفسه في أي حكم يمكن أن يُنسب إليه مباشرة، وهذا ما قرأته بطريقة جد إيجابية، باعتبار أن عاهل البلاد يريد لهذه المقترحات، التي قطعت مسارا طويلا، أن تلقى القبول من المجتمع، أولا، أو يُدخل فيها، من خلال مناقشته لها ومحاولة معالجتها، ما يراه من تعديلات، وهذا من تمام حكمته".
واستدرك المتحدث نفسه: "لكن، بطبيعة الحال، صدرت عن وزيري العدل والأوقاف تصريحات أثارت ما أثارته من ردود فعل اجتماعية غير مسبوقة في أي موضوع، حسب الذي فهمته، إلا إذا استثنيا ما شهدته سنة 2000 حول خطة إدماج المرأة في التنمية، لكن وقتها لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي متوفرة كما هي كذلك الآن".
وسجل ابن كيران أن "الخصوصية المغربية ليست وهما، بل هي حقيقية، والحرية التي نستمتع بها في التداول حول الأمر لا يوجد لها شبيه في الدول الإسلامية"، لافتا إلى أن "الرئيس التونسي السابق، الحبيب بورقيبة، اختار هذا النوع من المنطق الذي يسير في اتجاه تعطيل أحكام الله؛ كالتعدد مثلا، ورغم ذلك لم يصل إلى الإرث، وانظروا إلى ما وقع في تونس. نفس الشيء طبقوه على سوريا والعراق، وانظروا إلى ما وقع فيها من الفوضى والخراب. والعلماء يربطون بين هذا وذاك؛ فالتنكر لأحكام الله، بطريقة غير مشروعة أو مبررة، يجر البلايا على الشعوب والأمم التي تسكت عليها".
وأكد الأمين العام لحزب "البيجيدي" على ضرورة "استحضار تدخل جهات خارجية في موضوع التعديلات الخاصة بمدونة الأسرة، بحكم أن ارتباطاتنا بالمنظمات الدولية التي تسائلنا حول قناعاتنا"، مضيفا: "بالمقابل، لا يمكن لأحد منعنا من ممارسة حريتنا في النصح وإبداء رأينا، حتى لا يحاولوا تجاوز الحدود".
كما لفت ابن كيران، في ختام حديثه، إلى أن "هناك أشياء مفهومة، لما تحمله من مصلحة حقيقية؛ مثل "الوصية الواجبة"، مسجلا أن "الشريعة الإسلامية ليست جامدة".