أكد قادة اليابان وإفريقيا، اليوم الجمعة بيوكوهاما، أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية رهين إلى حد كبير بإرساء وتعزيز الأمن والاستقرار، والقضاء على النزاعات المسلحة، وظواهر الإرهاب والتطرف والقرصنة والجريمة.
ودعا هؤلاء القادة، خلال جلسة عامة حول موضوع "النهوض بالأمن والاستقرار"، انعقدت في إطار فعاليات مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية بإفريقيا (تيكاد 7)، إلى تعزيز الجهود لحل النزاعات التي تعرفها القارة عبر الحوار والحلول السلمية بدل القوة التي تقوض التنمية، وتكثيف التعاون والتنسيق الإقليمي والدولي للتصدي لخطر الإرهاب.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الشؤون الخارجية الياباني، تارو كونو، أن السلم والاستقرار يعتبر أمرا حيويا لتحقيق التنمية الاقتصادية، فيما تساهم هذه الأخيرة في توطيد السلم والاستقرار، مبرزا أن اليابان توصلت إلى هذه القناعة منذ بدء مسار "تيكاد" وعملت بشراكة مع إفريقيا لتحقيق هذا الهدف.
وذكر أن رئيس الحكومة اليابانية، شينزو آبي، أعلن في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لقمة مؤتمر "تيكاد 7" عن مقاربة جديدة للأمن والاستقرار بإفريقيا (نابسا) .
وأبرز كونو أن هذه المقاربة تعتمد على ثلاث عناصر أساسية أولها "التملك الذاتي"، الذي يعني ارتكاز السلم والاستقرار في إفريقيا على أفكار وجهود أبناء القارة، مشيرا إلى أن اليابان تلتزم بدعم جهود إفريقيا من خلال المساعدة في عمليات حفظ السلام في المنطقة، ودعم مشاريع الأمم المتحدة للشراكات الثلاثية.
وأضاف أن العنصر الثاني يهم بناء المؤسسات، حيث أن اليابان تؤمن أن الثقة في المؤسسات الحكومية هي شرط أساسي لتحقيق السلم والاستقرار، مضيفا أن بلاده تلعب دورا كبيرا في هذا الصدد من خلال دعم الاصلاحات التشريعية لعدة دول كما أنها ستستضيف مؤتمرا للامم المتحدة حول الجريمة في كيوتو في أبريل 2020.
وأشار إلى أن العنصر الثالث لهذه المقاربة يتمثل في الاستثمار في الشباب، مؤكدا أنه من الضروري دعم الشباب من خلال منحهم فرصا في الحياة وأهدافا مستقبلية من أجل محاربة التطرف، مضيفا أن طوكيو تنظم مجموعة من الدورات التدريبية لشباب من القارة كما تقوم بدعم اللاجئين والاشخاص النازحين وأيضا الدول المستضيفة للاجئين.
ولفت أنه رغم التطور الإيجابي الأخير في مجال تعزيز الأمن فلا تزال النزاعات منتشرة في القارة الافريقية، مشددا على ضرورة الانكباب على معالجة أسباب النزاعات من خلال تطوير المؤسسات والأنظمة بدل الحلول المرحلية. وخلص الى القول "أتوقع بقوة أن تطور القارة الافريقية بطريقتها الخاصة السلم والاستقرار وستدعم اليابان بشكل قوي هذه الجهود".