أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد، مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، في عملية عسكرية أمريكية بشمال غرب سوريا.
وقال ترامب، في كلمة ألقاها من البيت الأبيض: "أبو بكر البغدادي قتل"، مضيفا أنه ذلك تم بعد تفجير "سترته" الناسفة.
وسبق أن أعلن مرارا خلال السنوات الأخيرة مقتل المطلوب الأول في العالم الذي يعتبر مسؤولا عن العديد من الفظاعات والجرائم المرتكبة في العراق وسوريا والاعتداءات الدامية في دول عديدة.
وقال ترامب إن البغدادي الذي نصب نفسه "خليفة" على "دولة إسلامية" تحكمت في وقت من الأوقات بمصائر سبعة ملايين شخص على مساحة تفوق 240 ألف كيلومتر مربع تمتد بين سوريا والعراق، عام 2014، قتل "مثل كلب".
وأكد "لم يقتل كبطل، قتل مثل جبان"، وأضاف أنه فجر "سترته" الناسفة بعدما لجأ مع ثلاثة من أولاده إلى نفق ح فر لحمايته، مؤكدا أنه قتل معهم.
وتابع في كلمة رد بعدها على أسئلة الصحافيين "القبض على البغدادي أو قتله كان الأولوية المطلقة لإدارتي".
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية في 23 مارس القضاء على "خلافة" تنظيم الدولة الإسلامية بعد طرده بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية من جيبه الأخير في الباغوز بأقصى الشرق السوري، ليقتصر وجوده بذلك على خلايا نائمة ومقاتلين منتشرين في مناطق صحراوية.
وقال ترامب معلقا على متابعته العملية الأميركية بشكل آني عبر الكاميرات التي جهز بها عناصر القوات الخاصة "كان الأمر أشه بمشاهدة فيلم"، شاكرا روسيا وتركيا وسوريا والعراق والأكراد لمساعدهم في العملية.
وأعلن جهاز المخابرات الوطني العراقي الأحد أنه قدم معلومات إلى القوات الأميركية حددت مكان اختباء البغدادي.
وفي ردود الفعل الأولى على الإعلان، أشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد بمقتل البغدادي، معتبرا أنها "لحظة مهمة" لكنه أكد في الوقت نفسه أن "المعركة ضد شر داعش لم تنته بعد".
وتوقع القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي من جهته أن "الخلايا النائمة ستثأر للبغدادي. لذا كل شيء متوقع. بما فيها مهاجمة السجون" تحت حراسة قواته والتي يعتقل فيها الآلاف من عناصر التنظيم.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بنبأ مقتل البغدادي، واصفا العملية بأنها "حدث مهم".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد صباحا أن مروحيات أميركية أنزلت وحدات كومندوس على الأرض بعد منتصف ليل السبت في محافظة إدلب (شمال غرب) في إطار عملية استهدفت قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية على الأرجح، مشيرا إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين جهاديين.
وأفاد المرصد أن سربا من ثماني مروحيات نفذ الهجوم في باريشا على الحدود التركية في منطقة يتواجد فيها "عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية" و"تنظيم حراس الدين"، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم امرأتان وطفل.
وروى عبد الحميد، أحد سكان باريشا الذي قصد منذ الصباح الباكر موقع الهجوم، لوكالة فرانس برس أنه شاهد "منزلا مدمرا بالأرض، وإلى جانبه خيما متضررة وسيارة مدنية متضررة وفي داخلها شخصان مقتولان".
وتمكن مراسل لوكالة فرانس برس وصل الى باريشا من رؤية هيكل باص صغير متفحم طالته الضربات.
وأشار أحمد الحساوي، أحد سكان المنطقة، إلى وقوع ضربات جوية بعد منتصف الليل. وقال إن طائرات كانت "تحلق على علو منخفض جدا، ما سبب هلعا كبيرا بين الناس". وذكر أن العملية "استمرت حتى الساعة 3.30 فجرا ".
وتأتي هذه التطورات بينما يشهد شمال سوريا نشاطا عسكريا مكثفا.
فقد انتشرت قوات سورية وروسية في المنطقة الحدودية السورية التركية خلال الأيام الماضية، بينما أرسل الأميركيون تعزيزات إلى منطقة نفطية شرقا تسيطر عليها القوات الكردية، وذلك إثر هجوم تركي على الأكراد بدأ في التاسع من أكتوبر وتم تعليقه في 17 أكتوبر لاستكمال انسحاب الأكراد من "منطقة آمنة" حددتها أنقرة بعمق 30 كيلومترا وطول 440 كلم.
ويعود آخر ظهور لأبو بكر البغدادي إلى 29 أبريل الماضي في مقطع فيديو دعا فيه مناصريه إلى مواصله القتال. وكان ذلك أول ظهور له منذ خمس سنوات.
وتعهد بأن تنظيمه سوف "ينتقم" للهزائم التي مني بها في سوريا والعراق، مؤكدا أن قتال الغرب معركة طويلة.
وكان الظهور الأول للبغدادي في جامع النوري في الموصل في شمال العراق في يوليوز 2014، بعد إعلانه "الخلافة" وتقديمه كـ"أمير المؤمنين".
ودعا حينها "المسلمين" إلى مبايعته كخليفة للدولة الإسلامية التي أعلنها على أراض واسعة احتلها التنظيم في العراق وسوريا.
وتم القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في 23 مارس 2019 بعد عمليات للتحالف الدولي وقوات سوريا الديموقراطية المتحالفة معه.
والبغدادي واسمه الأصلي عواد البدري مولود في 1971 لأسرة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد.
تلقى دراسات دينية في بغداد قبل ان يصبح إماما في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.
خلال الغزو الأميركي للعراق في 2003، شكل البغدادي مجموعة صغيرة من الجهاديين قبل أن يتم توقيفه واعتقاله في سجن بوكا.
وفي غياب أدلة تدينه، أفرج عنه والتحق بمجموعة من المقاتلين السنة تحت راية تنظيم القاعدة، وتولى قيادتها لسنوات. وقد استفاد من الفوضى بسبب النزاع في سوريا وتمركز مع مقاتليه فيها في 2013 قبل هجوم كاسح اجتاح خلاله التنظيم مساحات واسعة من سوريا والعراق في 2014.