تستقر السعودية ريما الجفالي خلف المقود في مقعد سيارتها الكهربائية الرباعية الدفع، لتخوض التمارين الأخيرة قبل أن تشارك في مسابقة محلية كأول امرأة تتنافس في سباق للسرعة في المملكة.
ولم يكن من الممكن تخيل هذا الأمر في المملكة المحافظة قبل يونيو العام الماضي، عندما رفعت السلطات الحظر على قيادة النساء للسيارات في إطار حملة انفتاح اجتماعي بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وستتنافس الجفالي (27 عاما) التي بدأت تتدرب على خوض السباقات بعد أشهر قليلة من انتهاء الحظر الذي استمر لعقود، اليوم الجمعة وغدا السبت في سباق "جاكوار آي بيس تروفي"، وهو سباق للسيارات الكهربائية في الدرعية بالقرب من العاصمة الرياض.
وقالت السائقة وقد استقرت في سيارتها الرياضية ذات اللونين الاسود والأخضر ببدلتها الرياضية البيضاء "تم رفع الحظر العام الماضي، لكنني لم أتوقع أن أتسابق بشكل احترافي".
وأضافت في مقابلة مع وكالة فرانس برس قرب حلبة الدرعية حيث تقام سباقات "فورمولا اي" أن "حقيقة أني أقوم بذلك (...) أمر مدهش".
وستشارك الجفالي، المتحدرة من مدينة جدة غرب المملكة والتي تلقت تعليمها في الولايات المتحدة، في فقرة يتم فيها استضافة سائق "مهم جدا"، ما يجعلها أول سعودية تتسابق على أرض المملكة.
ووصف الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس الهيئة العامة للرياضة، الحدث بأنه "نقطة تحول" للمملكة.
وقال لفرانس برس "ريما ستحظى بتشجيع آلاف ينطرون إليها على أنها سائقة محترفة".
وتشارك الجفالي في سباقات احترافية خارج المملكة منذ نحو عام فقط، وقد سجلت ظهورها الأول في بطولة "فومورلا 4" البريطانية في أبريل الماضي.
لكنها كانت تشعر بشغف تجاه السيارات السريعة منذ سنوات المراهقة حين بدأت تتابع سباقات "فورمولا واحد".
اجتازت الجفالي القيادة بعدما انتقلت إلى الولايات المتحدة للدراسة قبل بضع سنوات، وباتت واحدة من عدد قليل من النساء السعوديات اللواتي حصلن على "رخصة للتسابق" في بلدها الأم.
حتى خارج المملكة، لم تتسابق سوى أعداد قليلة من النساء السعوديات بشكل احترافي.
وقالت الشابة السعودية "بالنسبة للعديد من النساء اللواتي لم تتح لهن فرصة تعلم القيادة، فإن الركوب خلف عجلة القيادة أمر مخيف بالتأكيد".
وتحلم الجفالي بالمشاركة ليوم واحد في سباق لومان 24 الكلاسيكي الفرنسي، أحد أصعب سباقات السيارات في العالم.
وفي الرياض، ستتنافس ضد سائقين قدامى لكنها لن تسجل أي نقاط.
بعد أن أصبح وليا للعهد في يونيو 2017، بدأ الأمير محمد بن سلمان العديد من الإصلاحات التي سمحت للنساء بقيادة السيارة أو الحصول على جوازات سفر من دون الحاجة لموافقة الرجل.
لكن الاصلاحات ترافقت مع اعتقال ناشطات بارزات في مجال حقوق المرأة طالبن بالسماح للمرأة بقيادة السعودية قبل رفع الحظر. وتحاكم حاليا نحو عشر ناشطات سعوديات، وقد اتهمن السلطات بتعذيبهن، وهو ما نفته المملكة.
ومنح قرار السماح بقيادة السيارات المرأة السعودية استقلاليتها وأنهى اعتمادها على السائقين أو الأقارب الرجال في التنقل.
وبدأت نساء في المملكة يتوج هن نحو اقتناء السيارات السريعة التي كانت في السابق حكرا على الرجال.
ولجأت العديد من السائقات الى السيارات الداكنة الألوان، للابتعاد عن النظرة السائدة بأن الألوان الزاهية هي المفضلة لدى السائقات. حتى أن بائعي السيارات يشيرون إلى نساء طلبن شراء سيارات رياضية مكشوفة.
ولجأت بعض السائقات لقيادة سياراتهن بطريقة استعراضية، وهو أمر ممنوع في الامكان العامة ولكن يسمح به في بعض المنتزهات.
كما تتدر ب سعوديات أخريات على قيادة الدراجات النارية.
وقالت الجفالي "كثير من الناس فوجئوا بكل التغييرات التي تحدث في السعودية".
وتابعت "مشاهدتي في سيارة وأنا أتسابق هي بالنسبة لكثيرين مفاجأة، لكنني سعيدة بمفاجأة الناس".