بدأت تظهر مزيد من التفاصيل حول فاجعة "القفة الإحسانية" بإقليم الصويرة، إذ كشفت مصادر من عائلة عبد الكبير الحديدي، أحد نجوم ليالي رمضان بالعاصمة الاقتصادية، والذي يؤم التراويح في مسجد "السبيل" بحي كاليفورنيا بالبيضاء، أنه من يقف وراء عملية توزيع القفة بسيدي بولعلام.
وأوضحت المصادر نفسها ل"تيلكيل - عربي"، أن عملية توزيع القفة الإحسانية، عملية اعتيادية يقوم بها المقرئ، المرتبط بمانحين خليجيين، عن طريق الجمعية الحاملة لاسم الدوار الذي مر من مدرسته الدينية في صغره، أي "جمعية إغيسي لحفظ القرآن الكريم والأعمال الاجتماعية".
وأضافت المصادر ذاتها، أن علاقات المقرئ، الذي وصلت شهرته حد استعمال سكان عمالة مقاطعات عين الشق اسم "مسجد الحديدي" بدل اسم "مسجد السبيل" في نعت البناية المحاذية لمركب "مرجان كاليفورنيا"، مع المانحين الخليجيين، تعود إلى فترة دراسته "العلوم الشرعية" بالمملكة العربية السعودية.
وفيما أوضحت المصادر ذاتها، أن المقرئ عبد الكبير الحديدي، كان أول شخص تم الاستماع إليه من قبل الضابطة القضائية للدرك الملكي، التي كلفتها النيابة العامة بالتحقيق في الفاجعة، لم يتأكد بعد للموقع، هل وضع رهن تدابير الحراسة النظرية أم أطلق سراحه.
وبخصوص فاجعة اليوم، قالت المصادر ذاتها، إن أغلب الضحايا هم من الأشخاص القادمين، على غير العادة، من مناطق خارج جماعة سيدي بولعلام، وخارج إقليم الصويرة، إذ "توافد الناس من مناطق شيشاوة، وسبت كزولة، ونواحي أسفي"، ومنهم "من أمضى الليلة أمام مقر توزيع المساعدات".
إلى ذلك، أسرت المصادر ذاتها، أن المقرئ عبد الكبير الحديدي، يتمتع بصداقات، ليس فقط مع مانحين خليحيين، إنما حتى مع أثرياء ونجوم مغاربة، وسبق له، لمناسبة حفل تكريمي له من قبل مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن أحضر معه نجوما من أمثال لاعبي الرجاء البيضاوي، الذي يتعاطف معه، أبرزهم عبد اللطيف جريندو، وهشام أبو شروان.
ورأى المقرئ عبد الكبير الحديدي، النور في 1963، وسط أسرة، الأب فيها هو "الحاج قدور"، الحافظ للقرآن، رفقة باقي أبنائه الأربعة، ما عجل بانغماس عبد الكبير، في عالم الدراسات الإسلامية، والتجويد، بداية بإتمام حفظ القرآن في سن العاشرة بمدرسة دوار إغيسي.
وقبل أن يشد المقرئ "النجم"، الرحال إلى السعودية، جاء إلى الدار البيضاء، في أواسط الثمانينات، فالتحق بالمعهد الإسلامي لتكوين الأطر، حيث سطع نجمه بعد تألقه في جل مباريات التجويد، ومنها جائزة الحسن الثاني في 1991.
أما المسار الفعلي للحديدي في إمامة الصلاة والتراويح فبدأ خلال منتصف التسعينات في الحي المحمدي، بالدار البيضاء، ثم سطات التي قضى بها عشر سنوات، قبل أن يستقر به المقام في مسجد "السبيل"، فتحول إلى نجم يستقطب الآلاف في ليالي رمضان.