"النار والغضب"..كتاب يكشف أسرار محرجة لترامب وأفراد عائلته

تيل كيل عربي

كتاب ميكاييل وولف "النار والغضب: داخل البيض الأبيض لترامب"، الذي تقرر صدوره أمس (الجمعة)، هو تجميع انتقائي للحكايات والطرائف التي ليست دائما غير مؤذية، فماذا يوجد تحديدا في الكتاب، الذي بمجرد صدور مقتطفات منه في "نيويورك ماكازين"، سارع باعة الكتب الأمريكيين إلى القيام بالحجز للحصول على نسخ منه في رفوفهم؟

إن الكتاب عبارة عن تجميع انتقائي لحكايات وشهادات تم الحصول عليها عبر 200 محادثة مع أشخاص في محيط الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية، وبها تم رسم "بورتريه" لبيت أبيض، تحفه الخصومات، والهواجس، والنزوات، والقلق.

"بانون" يعتبر "ترامب جونيور" خائنا

المستشار الخاص السابق لدونالد ترامب في مواجهة مع نجل الرئيس، هي المبارزة بين الأشقاء التي شدت أكثر انتباه وساءل الإعلام الأمريكية بعد نشر مقتطفات الكتاب، إذ أكد فيه ستيف بانون، المدير السابق لشبكات إعلامية متعاطفة مع اليمين المتطرف، والذي عينه دونالد ترامب مساعدا له، أن دونالد ترامب جونيور (ابن الرئيس)، تحول إلى "خائن"، بعدما نظم في 9 يونيو 2016، في مبنى "برج ترامب" في نيويورك، اجتماعا مع ثلاثة مواطنين روسيين، ومع جاريد كوشنر، صهر الرئيس، وبول مانافور، مدير الحملة الانتخابية لترامب.  وقال المستشار الخاص السابق: "هؤلاء الثلاثة المسؤولين على الحملة الانتخابية، اعتقدوا أن الالتقاء مع حكومة أجنبية، في مبنى برج ترامب، وتحديدا في قاعة الاجتماعات بالطابق 25، فكرة جيدة، بدون حضور المحامين.

وأضاف: "لم يكن هناك محامون، وإذا كنتم ترون أن هذا ليس خيانة، فهو شيء غير وطني، وبصراحة فكرة مثيرة للقرف. أنه كان من اللازم الاتصال بالمكتب الفدرالي للتحقيقات (إف بي آي)".

وبالنسبة إلى المتحدث ذاته، بدون أدنى شك، سيقوم المدعي العام الخاص المكلف بالتحقيق في ارتباطات حملة دونالد ترامب بروسيا، "بعجن دونالد جونيور كبيضة على البث المباشر التلفزيوني".

وبعد ساعات من صدور ذلك المقتطف، أبدى محامو دونالد ترامب إمكانية تقديم شكاية ضد "بانون"، تتهمه بانتهاك السر المهني الذي يربطه بالبيت الأبيض، وارتكاب القذف في حق الرئيس.

ترامب كان مقتنعا بخسارته

من بين ما كشفته المقتطفات المنشورة من الكتاب أن دونالد ترامب توقع أن يعود إلى الحياة المدنية بعدما تيقن من هزيمته في الانتخابات.

"بمجرد أن يخسر، كان ترامب ليكون مشهورا جدا والضحية الأبدي لهذه السوسة المساة هيلاري. ابنته إفانكا وصهره جاريد سيكونا نجمين عالميين، في حين كان بانون ليكون بحكم الواقع زعيم لحركة حزب الشاي. أما كيليان كونواي فكان ليصير نجما تلفزيونيا، في حين أن ميلانيا ترامب، التي تمت طمأنتها أن زوجها لن يصير رئيسا، كانت لتعود إلى وجبات فطورها السرية. إن الهزيمة كانت لتجعل الجميع سعداء، الخسارة كانت ربحا".

وحتى ميكاييل فلين، المستشار الأمني السابق، لم يجد ما يقوله عن قرار ترامب بقبول 45 ألف دولار للمشاركة في ندوة بروسيا، إذ قال "لن يكون الأمر مشكلة إلا إذا فاز".

ميلانيا رفضت استثمار أموالها في الحملة الانتخابية

في خطوة تبدو دليلا على عدم الثقة في فوزه، يقول الكتاب إن "دونالد ترامب رفض اسثمار أمواله الشخصية في الحملة الانتخابية"، إذ حسب الكتاب، حاول "بانون" حث عائلة ترامب على ضخ "50 مليون دولار في الحملة"، لكن أجابه صهر دونالد ترامب " استثمار 50 مليون دولار أمر خارج السؤال، فنحن لسنا متقينين من الفوز".

ويقول الكتاب أنه في النهاية، انتهى ترامب، الذي يقول إنه ملياردير، إلى التوافق على تقديم قرض بقيمة 10 ملايين دولار لحملته الانتخابية، بشرط أن يتمكن من استرجاع أمواله بمجرد أن يتم جمع التبرعات.

أشباح ودموع خلال ليلة الاقتراع

ليلة 8 نونبر 2016 دخلت تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى غرار كل الأحداث الاستثنائية، تعد طرائفها الأكثر إثارة.

ومن بين ما يورده مؤلف الكتاب نقلا عن مقرب من ابن الرئيس، وصفه وجه والده ب"للذي شاهد شبحا"، أما دموع ميلانيا ترامب، زوجة الرئيس المنتخب، فـ"لم تكن دموع فرح".

حفل تنصيب غير محبوب

لقد قاتل من أجل تحقيق نجاح شعبي، معلنا أن الصور التي أبرزت حضور عدد أقل من الناس حفل تنصيبه مقارنة بحفل تنصيب أوباما، مزورة، لكن الكتاب الجديد، شرح كيف أن دونالد ترامب، "لم يكن راضيا على حفل تنصيبه".

"لقد كان غاضبا من تجاهل نجوم الصف الأول للحفل، وكان مستاء من سكنه في "بلير هاوس" (مبنى رسمي تابع للبيت الأبيض ينزل فيه الرئيس الجديد)، وتشاجر مع زوجته التي كانت ذرفت الدموع، وطيلة اليوم اكتست وجهه ملامح ما يصفه المقربون منه بـ"تصرفات لاعب كرة المضرب".

 لا تلمسوا فرشاة أسنان الرئيس

حسب مؤلف الكتاب، وجد دونالد ترامب البيت الأبيض، "مكانا معقدا ومثيرا للقلق".

"لقد انسحب دونالد وزوجته من غرفة الرئيس والسيدة الأولى، واختاروا غرفة أخرى. وخلال الأيام الأولى، طلب شاشتي تلفزيون كبيرتين إضافيتين إلى الشاشة الموجودة، وقفلا الباب، ما أدى إلى مشادة مع الأجهزة الأمنية السرية، التي تصر على أن تتمكن في أي وقت من دخول غرفة الرئيس".

وحسب مؤلف الكتاب، لم يتردد الرئيس الجديد في توبيخ الموظفين المكلفين بالتنظيف لأنهم تجرؤوا وجمعوا من على الأرض قميصا كان ملقى فيه، إذ قال لهم دونالد ترامب "إذا كان قميصي مرميا في الأرض فلأنني أريد ذلك".

وفرض الرئيس أيضا "ألا يلمس أحد شيء، خصوصا فرشاة الأسنان، وهو ما يفسر بخوف دونالد ترامب من أن يتعرض لتسمم، ويفسر لماذا يفضل الأكل في ماكدونالد، إذ لا أحد هناك يعرف من سيأتي، وحيث الغذاء يعد آمنا".

أما الأمسيات الرئاسية خلال الأيام الأولى، فهي تسير على المنطق التالي: "إذا وصلت الساعة السادسة والنصف ولم يكن دونالد ترامب يتناول العشاء مع ستيف بانون، فهو على الأرجح على سريره يتناول شيز-برغر، ويشاهد الشاشات الثلاثة، ويتحدث إلى الهاتف".

استقالة أستاذ القانون الدستوري

عندما تسلم دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض، حصل على مساعد مكلف بتلقينه بعض الدروس حول الدستور الأمريكي، لكن المساعد لم يتمكن أن يذهب مع الرئيس أبعد من التعديل الرابع في الدستور، إذ بدا على دونالد ترامب الملل.

سر قصة شعر دونالد ترامب

لم يعد هناك أي تشويق: ترامب لا يرتدي "الباروكة"، فحسب الكاتب تعد قصة شعر الرئيس من بين ما تثيره زوجته في محادثتها مع أصدقائها، فـ"تصف أسرار قصة شعره: فروة رأس ملساء محاطة بشعر مسدول من الجانبين باتجاه مقدمة الرأس، ومسحوب نحو الأعلى، قبل مشطه نحو الوراء".

ويقول الكتاب إن إفانكا تتحدث أيضا عن لون شعر زوجها، الذي يجر عليه كثيرا من السخرية، فتقول "اللون مصدره منتوج يسمى: جاست فورمان (للرجال فقط)، يفترض عند وضعه التريث ليحدث مفعوله، لكن ترامب، وبسبب عدم صبره، أكسب المنتوج لشعره، ذلك اللون البرتقالي".

 أولويات؟

السؤال يفترض أنه عاد جدا في نظر كاتي والش، نائبة مدير الديوان الرئاسي، لكن بعد ستة أسابيع من وصول دونالد ترامب إلى البيض الأبيض، سألت جاريد كوشنر، صهر الرئيس ومستشاره: "ماهي الأولويات الثلاث للبيت الأبيض؟ أريد أعن أعرف فقط ثلاثة أمور يريد التركيز عليها"، فأجابها: "نعم، من المرجح التحدث معه في ذلك".

 إفانكا أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية

طموحات إفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي، باتت معروفة، هي التي تحظى رفقة زوجها جاريد كوشنر بدور أساسي في إدارة الرئيس ترامب، إلى درجة أن وسائل الإعلام الأمريكية، تنعتها أحيانا بـ"السيدة الأولى الحقيقية" للولايات المتحدة الأمريكية. أما الكتاب الجديد، فيؤكد وجود "ميثاق" بين إفانكا وزوجها: "لقد تفاهما مسبقا بينهما: في المستقبل، إذا كانت هناك فرصة للترشح للرئاسيات، فهي التي ستتقدم".

(عن لوموند بتصرف)