بالفيديو.. إمبراطور اليابان الجديد يلتزم بالوقوف دوما إلى جانب الشعب

وكالات

اعتلى إمبراطور اليابان الجديد ناروهيتو العرش في احتفال رسمي أقيم، اليوم الأربعاء، غداة تخلي والده عن العرش. وقد بعث الملك محمد السادس ببرقية تهنئة إلى  ناروهيتو إمبراطور اليابان، وذلك بمناسبة اعتلائه العرش.

صداقة مغربية يابانية

أعرب  الملك محمد السادس، في برقيته، عن أحر التهاني وأصدق المتمنيات للإمبراطور ناروهيتو، بكامل التوفيق في خدمة الشعب الياباني والارتقاء ببلده الصديق في مدارج الرخاء والازدهار في ظل عهده الجديد "ريوا".

وجاء في برقية الملك محمد السادس "وإذ أشيد بما يربط عائلتينا الملكيتين من أواصر الصداقة والتقدير المتبادل، وبما يجمع بين المملكة المغربية واليابان من علاقات متينة مبنية على التعاون المثمر والتضامن الفاعل، فإني أؤكد حرصي القوي على العمل سويا مع جلالتكم من أجل الحفاظ على المستوى المتميز لهذه العلاقات والمضي قدما في ترسيخها بما يعود بالنفع العميم على شعبينا الصديقين".

محمد السادس رفقة الإمبراطور الجديد لليابان عندما كان وليا للعهد

من جانب آخر، بعث الملك محمد السادس برقية تقدير إلى  أكيهيتو وذلك على إثر تنازله عن العرش الإمبراطوري الياباني لفائدة نجله ناروهيتو.

وأعرب  الملك في برقيته عن تقديره الكبير لشخصه، مشيدا "بما طبع عهدكم الزاهر من سلم وأمان وازدهار اقتصادي، بوأ بلدكم مكانة وازنة على الصعيدين الإقليمي والعالمي".

وعبر الملك محمد السادس، بهذه المناسبة، عن بالغ اعتزازه بما يربط "أسرتينا الملكيتين، وشعبينا من أواصر الصداقة والتقدير المتبادل، وبما يجمع بلدينا من علاقات متميزة قائمة على التعاون البناء والتضامن الفاعل، مستحضرا في هذا الصدد، أجواء الزيارة التي قمت بها لبلدكم الكبير سنة 2005، حيث سعدت بلقاء جلالتكم، والتي شكلت منذئذ محطة بارزة في مسار ترسيخ وتوطيد العلاقات المغربية اليابانية".

امبراطور بشهادة جامعية

وأصبح ناروهيتو رسميا الإمبراطور الـ126 لليابان اعتبارا من منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، لكنه خلال الاحتفال القصير الذي استمر ست دقائق فقط تسلم الشارات الإمبراطورية المقدسة التي تضفي الطابع الرسمي على مكانته كإمبراطور وهي سيف ومرآة وجوهرة.

وكان الإمبراطور الجديد وصل إلى القصر الإمبراطوري في طوكيو على متن سيارة سوداء، ملوحا بيده للحشد الصغير من المواطنين الذين تجمعوا لتحيته على طول الطريق.

وفي أول خطاب له بعد جلوسه على العرش تعهد الإمبراطور الجديد الوقوف دوما "إلى جانب الشعب".

وقال الإمبراطور ناروهيتو، وهو أول امبراطور يحمل شهادة جامعية (من جامعة يابانية قبل استكمال دراسته بأوكسفورد ببريطانيا) في خطابه المقتضب "أتعهد العمل وفقا للدستور وأداء واجباتي بصفتي رمزا للدولة ولوحدة الشعب وأن أفكر دوما بالشعب وأن أقف دوما إلى جانبه".

الإمبراطور الجديد عندما كان يدرس في جامعة أوكسفورد

أول تنح منذ أكثر من قرنين

وكانت اليابان قد شهدت أمس الثلاثاء تنحي إمبراطور للمرة الأولى منذ أكثر من مئتي عام، في مراسم لم تستمر أكثر من عشر دقائق.

أقيم الاحتفال الأول الذي تخلي خلاله الإمبراطور أكيهيتو عن عرشه بعد ثلاثين عاما في الحكم، عند الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي (02,00 ت غ) في أفخم قاعة من القصر الإمبراطوري، "قاعة الصنوبر" ("ماتسو-نو-ما").

ويعود اسم هذه القاعة التي تبلغ مساحتها 370 مترا مربعا إلى أرضيتها الخشبية الرائعة، المصنوعة من أشجار "زيلكوفا" اليابانية وجدرانها المزينة بأشكال إبر الصنوبر.

وتم إحضار "الكنوز المقدسة" في علبها لحمايتها بعناية من الأنظار. وتقول الأسطورة إن عمر هذه الكنوز يتجاوز آلاف السنين وإنها نقلت إلى السلاسة الإمبراطورية من جانب آلهة الشمس أماتيراسو.

وهذه الكنوز هي "ياتا نو كاغامي" أي مرآة، و"كوساناغي نو تسوروغي" ويعني ذلك سيف، و"ياساكاني نو ماغاتاما" أي جوهرة مجهولة. إلا أن الكنز الأول لن يكون ضمن المراسم إذ إنه لا ي نقل من مكان حفظه في القصر.

ويعتبر امتلاك هذه الكنوز الثلاثة دليلا أساسيا على شرعية الإمبراطور، لكن ليس هناك صور لها وحتى الإمبراطور نفسه لا يمكن أن يراها.

وتقول الخبيرة في شؤون العائلة الإمبراطورية ايييشي مياشيرو التي تعمل في صحيفة "أساهي شيمبون"، "لا نعلم تحديدا ماذا تشبه" هذه الكنوز.

وشارك في هذا الاحتفال أفراد من العائلة الإمبراطورية وأعضاء في الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية والسلطات المحلية.

عند منتصف الليل، سيخلفه ابنه الأكبر ناروهيتو رسميا في مؤشر على الانتقال من عهد "هيسي" (استكمال السلام) إلى عهد "رايوا" (تناغم جميل).