"الناس مكرفصين، والماكلة ما بقات، ولو قطرة ديال الزيت". هكذا لخص سعيد عمي، أحد سكان أوزيغيمت، التي تبعد عن قلعة مكونة (تينغير) بنحو سبعين كيلومترا، معاناة أهالي بلدته بسب حصار الثلوج وانقطاع الطرق والمسالك لأكثر من أربعين يوما. ظروف دفعت هؤلاء للخروج في مسيرة مشياً على الأقدام نحو مقر عمالة زاكورة.

وأوضح سعيد عمي، الناشط المدني من بلدة أوزيغمت، الذي كان يتحدث عبر الهاتف لموقع "تيل كيل عربي" من جبل "توفلي"، بعد مشيه مدة 45 دقيقة، نظراً ضعف صبيب شبكة الاتصال، أن "غذاء أكثر من 460 أسرة في 17 دوارا نفذ، والأغنام تموت والعشرات من الأطفال أصيبوا بالحمى نتيجة انخفاض درجات الحرارة، فيما تواجه نحو عشر نساء حوامل وأكثر من 100 رضيع خطر الخصاص في الغذاء والحطب والتطبيب".

 وحتى المطحنة الوحيدة بالبلدة التي يستنجد الأهالي، البالغ مجموعهم 5000 نسمة، لإمدادهم بطحين الزرع نفذ منها، بسبب غياب وقود تشغيلها. كما توقفت الدراسة بالمؤسسات الابتدائية في المنطقة، ولم يتمكن تلاميذ الاعدادي من الالتحاق بفصول الدراسة في الثانوية الاعدادية "إغيل نمكون" بسبب حصار الثلوج، يشرح عمي.

 ونبه الفاعل المدني أن سيارة الإسعاف لم تتمكن من الوصول لنقل الأطفال المرضى بسبب انقطاع الطرق، بعد أن تراوح علوها ما بين مترين إلى أربعة أمتار.

ولم تنفع كل المحاولات التي باشرها بعض من أهالي البلدة، من أجل فك العزلة عنهم، لإزاحة الثلوج عن نحو 40 كيلومترا من المسالك الجبلية، كي يصلوا مركز الجماعة ويقتنوا حاجاتهم من الحليب والغذاء والكلأ الذي نفذ، وفق تعبير سعيد عمي.

اقرأ أيضاً: متطوعون ينقذون رحلا من الجوع بعد فقدانهم 220 رأسا من الغنم - فيديو

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الساكنة قررت تنظيم مسيرة مشيا على الأقدام في اتجاه مقر عمالة زاكورة لمطالبة بفك العزلة وحصار الثلوج، وأنهم أبلغوا ممثل السلطات بالمنطقة، بعد أن أعياهم الانتظار لأسابيع.

 وكانت مروحية للدرك الملكي قد نقلت أمس الأحد، إيشو أيت عيسى (50 عاما)، وهو أحد سكان دوار أيت عيسى بأوزيغمت، صوب مراكش، حيث يتابع علاجاته المنتظمة منذ شهور، تزامنا مع  قرب موعد فحصه السريري يوم الخميس 15 فبراير الجاري.