الحسن الثاني يلقي بظلاله على زيارة الأمير هاري والدوقة ميغان إلى المغرب

عبد الرحيم سموكني

لم تكن الدعوات الرافضة لزيارة الأمير البريطاني هاري وزوجته الممثلة الأمريكية ميغن ماركل إلى المغرب مبنية على الفراغ، ولا مستندة لما روجته بعض المنابر البريطانية، خاصة فيما يتعلق بالوضع الأمني والاجتماعي بسبب المسيرات الاحتجاجية التي عرفتها العاصمة الرباط يوم الأربعاء الماضي، بل للأمر ارتباط تاريخي يلقي فيه الملك الراحل الحسن الثاني بظلاله على زيارة دوق ودوقة ساكس التي تشرف اليوم الاثنين على نهايتها، فما هي الحكاية؟

وعادت صحيفة "دايلي ستار" البريطانية، قرابة أربعة عقود إلى الوراء، لتحكي ما سمته "تفاصيل الجحيم" الذي عاشته الملكة إليزابيث الثانية خلال زيارة رسمية للمغرب سنة 1980.

إذ حسب الصحيفة فإن الملكة عانت في عام 1980 من الأخطاء البرتوكولية بعد أن سلسلة من الأحداث المؤسفة.

وتروي "دايلي ستار" أن إليزابيث قررت القيام بزيارة دولة ولقاء الملك الراحل الحسن الثاني، بعد سنوات فقط من تعرضه لمحاولات انقلاب، ما جعل منه شخصا مرتابا.

ومن الذكريات الصعبة، تقول الجريدة، أن الملكة عانت انتظارًا طويلاً في خيمة صحراوية حارة، بينما اختفى الملك الحسن الثاني وذهب إلى الصالة في مكان مكيف، ما أغضب الملكة وأظهر عليها علامات الاستياء.

وخلق تغيير المواعيد على بغتة في برنامج زيارة الملكة البريطانية إزعاجا وارتباكا لها وللوفد المرافق لها، بسبب تعمد الحسن الثاني تغيير أماكن اللقاء كل مرة.

وحسب الصحيفة البريطانية، قام الراحل الحسن الثاني بتغير السيارة سبع مرات وذلك في طريقهما من مراكش إلى سفوح جبال الأطلس المغطاة بالثلوج في أكتوبر 1980.

وفي محطة ثانية، وصلت الملكة إلى مأدبة ملكية لتجد أن القصر المختار مغلق، بعد أن اختار الحسن الثاني المكان في الأنفاس الأخيرة، ما اضطر الملكة إلى الانتظار أكثر من ساعة، حتى يجري تجهيز القصر.

وفي إحدى المرات تدخلت إليزابيث لتطلب من الراحل الحسن الثاني، ألا يتكلم مع طاقمها المرافق، وذلك بعد أن عمد الحسن الثاني إلى توبيخ السكرتير الخاص للملكة الدوق روبير فلووس، بسبب تأخر تقديم وجبة الغذاء.

واشتكت الملكة إليزابيث، تضيف الصحيفة، خلال رحلتها إلى المغرب في أكتوبر من العام 1980 من عدم احترام المواعيد، وعدم الالتزام بالبرنامج المسطر مسبقا، وذلك بسبب التغييرات الطارئة ودون سابق إنذار من الجانب المغربي.

وحسب "دايلي ستار" فإن البرنامج الملكي كان يقضي بأن تزور مركزا خاصا بالأشخاص المعاقين ترعاه مولته بريطانيا، وهو مركز "ليونارد شيشاير"، وأنه خلال طريقها رفقة الراحل الحسن الثاني، فاجأها بأن البرنامج تغير، وأنه يعرض عليها زيارة أحد قصوره عوض مركزالمعاقين، فما كان منها سوى أن تطلب منه أن يوقف السيارة في هذه الحال.