الظواهري يدعو للقتال بالمغرب العربي.. هل يؤثر على "جهاديي" المغرب ؟

غسان الكشوري

عاد خليفة أسامة بن لادن، للظهور من جديد ليدعو أنصاره إلى "الجهاد" وقتال أعدائهم، عبر شريط فيديو خصه للمقاتلين بالمغرب العربي وإفريقيا. فهل ستؤثر دعوته على "المقاتلين والمتطرفين" بالمغرب ؟

خرج أيمن الظاهري زعيم تنظيم القاعدة، اليوم الثلاثاء، في شريط فيديو نشرته مجموعة سايت الاميركية لرصد المواقع المتطرفة، دعا فيه "المسلمين في المغرب العربي إلى مقاتلة الجنود الفرنسيين في منطقة الساحل الإفريقي".

الشريط المعنون بـ "فرنسا قد عادت يا أحفاد الأسود"، الممتدة لسبع دقائق، ورغم تخصيصه للشأن الإفريقي، لم يشر فيه الظواهري إلى هجمات "واغادوغو" الذي راح ضحيتها أكثر من 80 جريحان وسقوط منفذي الهجوم من "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، التابعة للقاعدة بمالي.

الظواهري الذي سبق أن هدد فرنسا في شتنبر المنصرم، أشار في رسالته المصورة اليوم، إلى التواجد الفرنسي بمالي، والذي يبلغ نحو 4 آلاف جندي فرنسي، وقال موجها كلامه إلى أنصاره إن "هؤلاء من قاتلهم آباؤكم وقتلوهم وطردوهم، ها قد عادوا ليقتلوا اخوانكم المسلمين ويطردوهم، ويذكرونكم أنكم ما زلتم تحت احتلالهم وقهرهم"، بحسب قوله.

هل سيؤثر على المغاربة ؟

هل لا تزال كلمة الظواهري تؤثر اليوم في المتطرفين بالمغرب، وهل يمكن أن تحرضهم على التحرك؟ للإجابة عن هذا التخوف يرى منتصر حمادة، الباحث والمتخصص في الجماعات الجهادية، أن ما خرج به الظواهري اليوم، "لا يشكل تأثيرا" على المتطرفين المغاربة، "على الأقل عند أتباع الخطاب الجهادي المعتقلين في السجون، ولو أنهم موزعون في الولاء على التنظيمين، أي تنظيم القاعدة وتنظيم داعش".

لكن ورغم ذلك، يضيف صاحب كتاب "في نقد تنظيم 'القاعدة"، في تصريحه لـ"تيل كيل عربي"، أنه "لا توجد أي ضمانات تهم من يصطلح عليهم بالذئاب المنفردة أو شباب ضحايا ظروف اجتماعية أو نفسية تغذي بشكل أو بآخر خيار الانضمام إلى المشروع الجهادي".

وبالإضافة لذلك، فما دعا إليه الظواهري في هذا الشريط، بحسب الباحث، "يثبت حضور المشروع الجهادي الذي يجسده تنظيم القاعدة موازاة مع المشروع الجهادي المنافس الذي يمثله تنظيم داعش"، مشددا أن ذلك "يفتح أعين الأتباع الجهاديين على الحضور الغربي العسكري في منطقة الساحل الأفريقي، وهو حضور يغذي القابلية للقيام باعتداءات إرهابية"، بحسب تعبير المتخصص.

"الجهاد" بالربيع العربي

في ذات الشريط، أشار الظواهري إلى ما أسماه بـ"فشل ثورات الربيع العربي" معززا كلامه بأن "الفساد القديم قد عاد أشد ضراوة وفسادا". الإحالة على الربيع العربي، يرى فيها حمادة أن "خيار الإسلاميين المشاركين في العمل السياسي كان متواضع الإنجاز أو انتهى بالفشل".

وبالتالي، فالظواهري بإحالته هاته، يدعو "الفاعل الإسلامي الحركي المعني بالتغيير، إلى تبني الخيار الجهادي عبر مواجهة العدو القريب والعدو البعيد"، وفق تعبير الباحث، الذي يؤكد أن زعيم القاعدة "هو مسطر أطروحة المواجهة الجهادية ضد العدو البعيد والعدو القريب".