العياري تحكي تفاصيل اغتصابها من قبل رمضان

امحمد خيي

في الوقت الذي وصف فيه طارق رمضان، الشكايتين اللتين تقدمت بهما التونسية هند عياري، وامرأة أخرى، في مواجهته من أجل اغتصابهما، بـ"حملة الافتراء التي يقف وراءها الأعداء"، خرجت الكاتبة التونسية، صباح اليوم (الاثنين)، في لقاء مع قناة "بي إف إم تيفي"، تحكي فيه ظروف وحيثيات الاعتداء الجنسي، في غرفة فندق باريسي، استضافها فيه حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.

"كنت ضحية اعتداء جنسي فظيع، واغتصاب، في غرفة فندق في 2012 من قبل ذلك الشخص"، تقول هند عياري، التي تقدم شهادة في التلفزيون لأول مرة، مشيرة، أنها تسميه "ذلك الشخص"، لأنها تجد صعوبة كبيرة في نطق اسمه بعد ما وقع، مؤكدة: "لقد أصبت بصدمة كبيرة من قبله، وتلقيت تهديدات، وإلى حدود اليوم، ليس من السهل الحديث حول الموضوع".

تثيرين الرغبة

وقع أو اتصال بين هند عياري وطارق رمضان من خلال "فيسبوك"، وتقول عن ذلك "كانت لدي أسئلة تتعلق بالدين، وأردت طرحها عليه"، فهي خلال تلك الفترة مازالت ترتدي النقاب، ولكن للعثور على عمل، وجدت بعض المساعدات الاجتماعية، ينصحنها بضرورة نزعه.

ومنذ ذلك الحين، ولأشهر عدة، كان المفكر الإسلامي، يجيب عن أسئلتها في "فيسبوك"، إلى أن "وقع تغير مفاجئ في سلوكه، إذ وضعت صورة على فيسبوك بدون حجاب، يظهر فيها شعري، وتظهر مواد التجميل على وجهي"، ليسارع طارق رمضان، حسب أقوالها، إلى التواصل معها.

وحكت هند عياري في اللقاء التلفزيوني، مضمون كلام طارق رمضان، بعد مسارعته إلى مراسلتها بسبب تلك الصورة المتحررة، فأوردت أنه قال لها: "ليس جيدا ما قمت به، بهذه الصورة، أنت تثيرين رغبة الرجال، والمشكل أنك لم تكتف بعدم ارتداء الحجاب فقط، بل زدت الطين بلة بالماكياج".

كان مثل أخ كبير

وتعترف هند عياري، بأنها كان لها إعجاب كبير بطارق رمضان، إذ كانت ترى فيه "عالما كبيرا"، وتقول: "كنت سلفية، وبعد أن نزعت حجابي، قلت مع نفسي، سأصير امرأة مسلمة معتدلة، وسأتمكن من الحصول على عمل، قد كان طارق رمضان بالنسبة  إلي، هو نموذج الإسلام المعتدل في فرنسا، لذلك رغبت في أن أكون على اتصال معه، حتى أطمئن إلى قراراتي".

وتبعا لذلك، صارت المحادثات بين الطرفين، "أكثر حميمية"، وعن ذلك تقول "إن الرجل الذي كنت أراه عالما كبيرا، صار رجلا آخر، رجل بدأ يهتم بي"، وبعد اتصال أول عبر "السكايب"، أخذ طارق رمضان رقمها الهاتفي، واقترح عليها أن يتلقيا".

"بالنسبة إلي، كان موعدا مهما جدا، فأنا أريد أن أطرح عليه الكثير من الأسئلة حول الدين (...) فقد جعلت طارق رمضان في ذهني إنسانا مثاليا"، ولما حل يوم اللقاء المحدد، طلب منها المفكر الإسلامي، حسب روايتها، أنتلتحق به مباشرة في غرفته بالفندق، إذ حل بباريس ليشارك في أحد الأنشطة.

وبرر المفكر الإسلامي، حسب هند عياري، ذلك الطلب بأن قال لها: "سيكون قدومك إلى الغرفة مريحا أكثر حتى نناقش بكل هدوء، لأنه في باحة الفندق، يوجد كثير من الناس"، كاشفة أنه إلى حدود تلك اللحظة، "لم أحس بأي ارتياب، فبالنسبة إلي كان بمثابة أخ كبير لي".

انقض علي كالوحش

عندما دخلت عند عياري إلى الغرفة، قام طارق رمضان بغسل يديه ثم العودة إليها، و"بعد ثوان فقط، وبشكل مباشر، احتضنني بقوة، فكان ذلك مرعبا، لقد انقض علي مثل حيوان متوحش، ولم يكن لدي الوقت لأتنفس، فقد وجدت نفسي تحته".

وحاولت عياري، وفق روايتها للواقعة، أن ترده: "كنت أقول لا. لا. فأصابه الغضب، وضربني بشكل عنيف جدا، لقد صفعني بقوة، وبعدها خنقني لثوان، وتقطعت أنفاسي، وصراحة أحسست أنني سأموت"، وبعدها، تضيف في شهادتها: "اغتصبني. لقد كنت متيقنة أنني إذا استمررت في دفعه عني، سيقتلني، ففعل بي ما أراد".

وفيما تحكي هندا، أن رمضان "غادر، في صباح اليوم الموالي، الفندق قبلي، قائلا لي أن أغادر بعده بكل هدوء"، تشير إلى أنه وجهه لها أيضا السب والشتم، فقد قال لها "لقد جئت من أجل هذا. إن هذا ما أردت، وهو ما تسحقه النساء من أمثالك، لقد بحثت عنها".

وبالنسبة إلى هند عياري، "لقد أراد جعلي أفهم أنه لمجرد أن نزعت الحجاب، يعني أنني أثرت رغبته، وبأن الخطأ يعود إلي وليس إليه. كما عاتبني على مسألة أنه وجدني ناقصة التجربة في الجنس، أي أنني أغضبته، وأنا المسؤولة، لأنني كنت أمامه فتاة".

هدد أطفالي

"تحت الصدمة العقلية"، لم تتمكن هند عياري من تقديم شكاية فورا، فقد غمرها إحساس بالعار وشعور بالذنب، فقالت "على كل، عندما قلت له في إحدى اللحظات إنني سأبلغ عنه، هددني بالموت، وهدد أطفالي، فقلت له إنني أعرف أن نساء أخريات عشن معه ما تعرضت له، وسأبحث عنهن، وسنقوم، جماعة، بشيء ما ضده".

وأضافت هند عياري، في روايتها، أن طارق رمضان رد عليها: "هند، أعرف كل شيء عنك، ولست وحيدا. إننا نعرف أين تسكنين، ونعرف كل ما تقومين به، لذلك أنصحك بأن تغلقي فمك، فأنت لا تريدين، بالطبع، أن يقع مكروه لأطفالك، أليس كذلك؟"، فقررت الضحية، حسب قولها، السكوت.

وفي النهاية، تفجرت بهوليود قضية المنتج السينمائي "هارفي وينشاين"، مفجرة حملة عالمية ضد الاغتصاب والتحرش، فاقتنعت هند عياري، بأن تقدم شكاية ضد طارق رمضان وتفضحه: "عندما رأيت الممثلات المشهورات يتقدمن بشكاوى ضد المنتح السينمائي، الذي كان بدورها شخصا نافذا، والحملة التي دعت النساء إلى فضح المغتصبين، كتبت في فيسبوك: أنا أيضا سأكشف اسم مغتصبي".

فيديو شهادة هند عياري: