المؤسسة الدينية.. أدونيس: لم أنجز شيئا ولا أعترض على الدين والمسلم العربي هو العدو الأول لإسلامه وعروبته

محمد فرنان

قال الأديب والناقد والمفكر، علي أحمد سعيد إسبر، المشهور باسم  أدونيس، إن "المجتمع لا يتقدم بالأفكار وحدها، بل بالمؤسسات، من البيت، وبالعمل، والمدرسة، وبالمؤسسة المعرفية والاقتصادية والسياسية".

وأضاف في لقاء حواري ضمن فعاليات الدورة 17 لمهرجان ثويزا، جرى يوم الأحد 09 يوليوز 2023، "حسب معرفتي، لم يتقدم مجتمع فقط بالأفكار، يعني الممارسة هي أساس التقدم، نحن في المجتمع العربي نتكلم ولا نمارس، لم نؤسس جامعة واحدة نموذجية مثلا".

وتابع: "هذه القصيدة ماذا فعلت في مجتمعي التي كتبها بلغته لاشيء، لذلك قلت التقدم على الصعيد الشعري لا يكفي وحده ولا قيمة له".

وأوضح الشاعر أدونيس أنه "بهاذا المعنى، المجتمع العربي لم يدخل للحداثة مطلقا، مثلا تأخذ أحسن طائرة، وتصعد إليها، وتسمع، سبحان من سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، تأخذ الألة كأداة لكنك ترفض الأساس المعرفي الذي أدى إلى ابتكارها، أحد الأسباب العميقة لمأساة العرب أنهم سوق أولى للمنتجات الغربية، ولن يتخلى الغرب عن هذه السوق بسهولة أبدا، نحن نستهلك ولا نبدع".

وتابع: "نحن ثقافيا محاصرون بجهنمين، جهنم الاستعارة من الآخر وجهنم الاستعادة من الذات، لا نفعل شيئا إما نستعيد أو نستعير، وحينما ننحصر فيهما لا نفعل شيئا إلا الاستهلاك، نحن لا ننتج شيئا بمعناه العميق، ليس عن عجز، المشكلة ليس في الفرد، بل في المؤسسة، وكيف أن تكون حديثة؟ وأنت لا تستطيع أن تقول ما تؤمن به، فيما يتعلق بحياتك ووجودك، اليوم ممكن أن أكون أكثر الناس شجاعة، ولكن أعترف أن هناك أشياء لا يمكن أن أفصح عنها".

وأكد أن "الفكر وحده لن يغير، لا بد أن يتمأسس في البيت والتربية والجامعة، لهذا على الفكر أن يتمأسس ليتغير المجتمع، أما في الكتاب وحده يغير بعض عقول بعض الأفراد، وتغيير المجتمع لا يتم إلا في تغيير مؤسساته، نعمل نظام جديد للعائلة، وللتربة وجامعة جديدة، الفكر يغير الأفراد وليس المجتمعات".

وجاوبا على سؤال "تيلكيل عربي" حول المؤسسة الدينية، أورد: "أنا لا أعترض على الدين، أي كان، فكيف اعترض على دين نشأت فيه وأهلي، وأنا منهم، إنما اعترض على الممارسة".

واسترسل قائلا: "علينا أن نتذكر، النص مهما كان عظيما إذا قرأه عقل صغير يصغر وإذا قرأه عقل كبير يكبر، وعندما أنظر للنص القرآني كما تنظر إليه المؤسسة الدينية، فأنا اعتبر أن المؤسسة الدينية هي العدو الأول للمجتمع، هكذا أرى الأمر، ولا أعرف اي مؤسسة دينية في مستوى النص الديني القرآني".

ونبه إلى أن "الإنسان لا يوجد إلا في ما لم يحققه بعدُ، بالقياس لما أحلم به لم أحقق شيئا، لذلك أنا لست موجودا، موجود كإسم وضمن تاريخ، لكن أنا في الواقع، أشعر أنني لا أعرف من أنا ولم أنجز أي شيئ، لأن عملي لا يرتبط بأي مؤسسة، والمجتمع لا يمكن تغييره بالأفكار بل بالمؤسسات، والمؤسسة الراسخة والتي تحول في رأيي دون نشوء مؤسسات مدنية أخرى، هي المؤسسة الدينية، وأظن، واغفروا لي هذا الخطأ، المسلم العربي هو العدو الأول لإسلامه وعروبته".