"تمويل" شعو لحراك الريف ورشق الأمن بالحجارة يطغيان على محاكمة المعتقلين

تيل كيل عربي
عرضت غرفة الجنايات باستئنافية الدارالبيضاء، في محاكمة معتقلي حراك الريف، أمس الثلاثاء، شريط فيديو يوثق لواقعة ضرب القوات العمومية بالحجارة، عقب أحداث يوم الجمعة. وجاء عرض الشريط بطلب من دفاع الدولة المغربية المطالبة بالحق المدني، في الجلسة الثانية للاستماع إلى المتهم عمر بوحراس.
وظهر في الفيديو الذي صوره بالبث المباشر شخص على فيسبوك باسم صفحة (ريف سات) "أشخاص يصعدون من أعمدة الكهرباء نحو أسطح المنازل المجاورة لمنزل والد ناصر الزفزافي، وآخرون فوق الأسطح يحملون الحجارة والعصي قبل أن يشرعوا في رشق القوات العمومية بالحجارة، بينما ظهر أشخاص آخرون بينهم نساء يحثونهم على السلمية".
وأنهي الفيديو بلقطة يقول فيها مصوره إنه "في حال وقوع مكروه لناصر الزفزافي فإنهم سيشتشهدون جميعا" قبل أن يظهر في لقطة أخرى يقول فيها "ناصر الزفزافي بأمان".
والتمس دفاع الدولة المغربية من المحكمة، أن تدون في محضر الجلسة أن القوات العمومية تعرضت للرشق بالحجارة عدة مرات وأنه لم يظهر أي رجل أمن بزي رسمي فوق أسطح المنازل.
وعاد الجدل من جديد بين دفاع المعتقل بوحراس ودفاع الدولة المغربية بخصوص الأشخاص الذين كانوا يظهرون في الفيديو ويرشقون بالحجارة، بعد أن أنكر معرفتهم وأسماهم ونعتهم بالغرباء. ولم يتذكر، حسب قوله، من كانوا فوق الأسطح. كما عرض الوكيل العام على المتهم محضر معاينة وتحر للأشخاص الذين كانوا فوق الأسطح، حيث حددت هوياتهم وجرى تشخيص صورهم، فقال دفاعه إن المتهم ليس مفوضا قضائيا ليعاين، في حين فسر الوكيل العام عرض هذا المحضر بهدف توضيحأسباب المتابعة للمتهم أسباب متابعته. من جهته، التمس الوكيل العام استدعاء رجل أمن للشهادة أمام المحكمة لكونه أقر في المحاضر بمعاينته للمتهم يرمي القوات العمومية بالحجارة.
من جهة ثانية، يبدو أن اثنين من رفاق الزفزافي المتابعين في حراك الريف، لم يكونا صائبين من خلال اصرارهم على ترجمة مكالمة هاتفية بينهما، تحدثا فيها عن الدعم من الخارج ومع المطلوب الأول في المغرب سعيد شعو. فبعد استئناف المحكمة لجلسة المحاكمة وقبل إنهاء الاستماع إلى المتهم سمير إغيد المتابع بجناية محاولة القتل العمد، استغلت المحكمة حضور المترجم لتلبي طلب اثنين من المتهمين وهما محمد فاضل والحسين الإدرسي. المكالمة تخللتها مجموعة من العبارات الجنسية التي
أحدثت جدلا وسط المحاكمة خاصة مع الحضور الكبير لعائلات المتهمين في قاعة الجلسات اليوم الثلاثاء.
كلمات وأخرى يتخللها ضحك المتهمين وعبارات باللهجة الريفية عن المعاشرة الجنسية تضمنتها المكالمة الهاتفية التي فاقت مدتها السبع دقائق، تحدث فيها المتهمان فيما بينهما، كان يترجمها المترجم حرفيا على مسامع هيئة الحكم، قبل أن يطالب دفاع المعتقلين من المحكمة والمترجم أن يتغاضى في ترجمته عن الكلمات والعبارات الجنسية بين فاضل والادريسي لأنها تخدش حياء الجميع في قاعة الجلسات خاصة أفراد العائلات.
وتحدث المتهمان في المكالمة ذاتها عن حديث سابق جمع المعتقل الإدريسي بسعيد شعو، الموجود بهولندا، حيث قال له "كاينة واحد البركة غادي نعاونك بيها"، ليضيف إنه أجابه قائلا "والله مديرها بيا"، ليعلق المعتقل الإدريسي أنه قال ذلك لصديقه فاضل من باب السخرية فقط بعدما اتهم النشطاء في الحراك بالانفصال وتلقي الدعم من الخارج، وهو ما أصر على قوله في جوابه على أسئلة ممثل الحق العام.
وقررت الهيئة القضائية تأخير الملف إلى يوم الجمعة صباحا، كما قررت استدعاء ثلاثة رجال شرطة للشهادة في الملف ومواجهتهم ببعض معتقلي الحراك.