جريمة إمليل الإرهابية".. هؤلاء هم المتهمون الرئيسيون وهكذا شكلوا خليتهم

أحد المتهمين في قضية مقتل السائحتين الاسكندنافيتين (تـ: تنيوني)
أحمد مدياني

تتواصل اليوم الخميس بمحكمة الإرهاب بسلا، جلسات محاكمة المتورطين والمشتبه فيهم في قضية الجريمة الإرهابية التي راحت ضحيتها سائحتان إسكندنافيتان بمنطقة إمليل في دجنبر الماضي.

"تيل كيل عربي" يعيد تركيب ما وقع من خلال ما كشفه مصدر موثوق، كما يعرض لمحة عن المتهمين الـ24 في هذه القضية التي خلفت هزة في المجتمع المغربي والدولي.

من هم المتهمون الـ24

وحسب ما كشفه مصدر "تيل كيل عربي"،  فإن المتهمين والمشتبه بهم الـ24 ينحدرون من مدن مراكش وسيدي بنور والصويرة وطنجة ومنطقة شتوكة أيت باها وآسفي والدار البيضاء وفاس وأيت ملول.

*( ع ص ج) الملقب بـ"أبي مصعب" و"أبي آسية"، هو متزعم الخلية، من مواليد 15 غشت 1993 بمراكش، متزوج وأب لبنت واحدة.

*(ي أ) الملقب بـ "أبي بكر الأوزبكي" و"أبي مجاهد الأزبكي"، مزداد عام 1991 بمراكش، متزوج وأب لبنت واحدة، عمل مياوما ونجارا.

*(ر أ)، مزداد سنة 1985 بمراكش، متزوج وأب لأربعة أبناء، حرفته نجار.

*( ع ر خ) مزداد سنة 1985 بمراكش، متزوج وأب لابنين، حرفته رصاص.

*(ن د ب) ملقب بـ"ابن القرشي" و"أبي عمر المغربي"، مزداد بتاريخ 3 مارس 1989 بالجديدة، أعزب ومهنته تاجر ملابس.

*(ه ن) مزداد بتاريخ 1 يناير 1991 بمراكش، مطلق وكان يعمل مستخدماً.

*(ع ك أ) ملقب بـ"أبي عبد القادر الجزراوي"، مزداد بتاريخ 26 شتنبر 1987 بسيدي الجزولي الصويرة، كان يعمل مسخدما بشركة خاصة.

*(ع ل د) مزداد سنة 1986 بأولاد ملول، أب لستة أبناء، حرفته تاجر.

*(ب د) مزداد بتاريخ 20ة شتنبر 1994 بدوار القايد حربيل، أعزب وحرفته نجار.

*(أ ش) الملقب بـ"أبي مصعب المغربي"، مزداد بتاريخ 26 مارس 1999، أعزب كان يعمل مياوماً.

*(ع غ ش) الملقب بـ"أبي معاذ، مزداد بتاريخ 5 يوليوز 1989 بآسفي، أعزب وعاطل عن العمل.

*(ع ز) مزداد سنة 1982 بتاونات، متزوج وأب لبنت واحدة، امام مسجد.

*(س ت) مزداد بتاريخ 29 مارس 1996 بدوار أيت حمو ابن جرير، أعزب كان يعمل مستخدماً.

*(أ د) الملقب بـ"أبي قتادة الأنصاري) مزداد بتاريخ 1 يوليوز 1987 بتحناوت، أعزب ومهنته فلاح.

*(ر و) الملقب بـ"أبي يونس) مزداد بتاريخ 17 مارس 1987 بأولاد منصور الرجامنة، متزوج وأب لثلاثة أبناء، حرفته بائع دجاج.

*(ع س الإ) الملقب بـ"أبي دجانة"، مزداد بتاريخ 8 شتنبر 1985 بالدار البيضاء، متزوج، بدون أبناء، حرفته بائع متجول.

*(ع ع ف) الملقب بـ"الصمكي"، مزداد بتاريخ 28 فبراير 1989 بمراكش، أعزب وعاطل عن العمل.

*(ح أ أ) الملقب بـ"أبي صفية المغربي"، مزداد بتاريخ 14 مارس 1990 بشيشاوة، أعزب وحرفته كهربائي.

*(ك ز ك) الملقب بـ"أبي عبد الله" و"أبي يحيى"، ذو جنسية سويسرية وإسبانية، مزداد بتاريخ 20 شتنبر 1993 بجنيف، متزوج وأب لطفل، بدون مهنة.

*(م ش) الملقب بـ"أبي صفوان"، مزداد بتاريخ 1 يناير 1987 بالدار البيضاء، متزوج ومهنته مستخدم.

*(ن د ك) الملقب بـ"أبي جويرية"، مزداد بتاريخ 1 أكتوبر 1992 بصفرو، متزوج وأب لابنين، حرفته جباص.

*(ع الله و) مزداد بتاريخ 28 يوليوز 1987 بالدار البيضاء، أعزب وحرفته بائع متجول.

*(س خ) مزداد بتاريخ 3 يونيو 1985 بمراكش، متزوج وأب لابنين، حرفته بناء.

*(ب) مزداد بتاريخ 1 أكتوبر 1973 باشتوكة أيت باها، متزوج، بدون أبناء، حرفته خياط.

كيف تكونت خلية جريمة إمليل

حسب ما توصل به "تيل كيل عربي" من معطيات موثوقة، خلال الاستماع لمتزعم الخلية (ع ص ج) صرح أنه معتقل سابق في قضية إرهابية رفقة كل من المسمين (ع س الإ) و(ن د ب) و(هـ ن) و(ع ق) و(م ك) و(ر ح). وجاء في أقوله خلال التحقيق معه، أنهم "يحملون نفس القناعات الجهادية المتطرفة، حيث إتفق معهم على ضرورة العمل لاحقا على الإلتجاق بالتنظيم الإرهابي (داعش)، وكان أول من ضمهم إلى خليته (ي أ) و(ر أ) و(ع أ) و(ر و)، وتم الاتفاق على الالتحاق بالتنظيم بمجرد انتهاء عقوبتهم السجنية.

متزعم الخلية "واصل أنشطته بعد مغادرته للسجن سنة 2015 من خلال تشكيل خلية من الموالين للتنظيم الإرهابي "داعش"، وعقد مع الدفعة الأولى من الموالين الذين استقطبهم لقاءات بمناطق جبلية نواحي مراكش، لقاءات تمحورت حول إتفاقهم على تكفير المؤسسات المغربية وعلى الإنخراط في تفعيل المشروع التخريبي المتبنى من طرف التنظيم الإرهابي المذكور، والإصرار على الإلتحاق بمناطق نفوذ التنظيم، وذلك إلى جانب اطلاعهم عبر هواتفهم المحمولة على إصدارته وتسجيلات عملياته الإرهابية بما فيها عمليات قطع الرؤوس مع إشادتهم بها".

وخلال سنة 2016، حسب ما حصل عليه "تيل كيل عربي" من تفاصيل حول الاستماع إلى أعضاء الخلية، قام (ع ص ج) بـ"استقطاب عناصر أخرى إلى خليته الإرهابية، ويتعلق الأمر بكل من المسمين (ع ل د) وابنه (ب د) و(ع ن ش) و(ع س الإ) و(م ش)، وعقد رفقة هؤلاء لقاءات تمحورت بالأساس حول الإشادة بالعمليات الإرهابية التي ينفذها مقاتلو تنظيم (داعش)، والتأكيد على انخراطهم في مشروعه التخريبي وضرورة دعمه ومساندته بشتى الوسائل الممكنة والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب".

و"تمكن متزعم الخلية كذلك من استقطاب شخص أجنبي مسلم يدعى (عبد الله) وذلك بوساطة من عضو خليته (ع غ ش) الذي عقد معه رفقة هذا الأخير والمسمى (ه ن) و(ع ع ف) و(ع ز) و(ع ك أ) عدة لقاءات تمحورت حول مناقشة مواضيع ذات طابع إرهابي وتكفيري ومشاهدة مختلف إصدارات التنظيم الإرهابي وتسجيلات عملياته الإرهابية بالمنطقة السورية والعراقية ونشرها وترويجها، وخلال هذه اللقاءات شاطرهم الشخص الأجنبي ذو الجنسيتين السويسرية والإسبانية قناعتهم المتطرفة، مخبراً إياهم أنه على علاقة في هذا الإطار بمجموعة من مناصري نفس التنظيم بأوروبا وأيضاً بمقاتل برفع التنظيم بالفلبين".

استقطاب أفراقة من دول جنوب الصحراء

وبعد التحاق الأجنبي بخلية الجريمة الإرهابية لإمليل، تفيد المعطيات التي حصل عليها "تيل كيل عربي"، أخبر "كلاً من زعيمها (ع ص ج) و(ع غ ش) و(ع ك أ) في إحدى خرجاتهم على ضرورة إستقطاب بعض المهاجرين من دول إفريقية جنوب الصحراء المتواجدين بالمغرب لدعم خليتهم والإستعانة بهم فيما بعد لمساعدة من يرغب منهم في الإلتحاق بالتنظيم الإرهابي (بوكو حرام) بالمناطق الإفريقية، كما أخبرهم بأنه ينسق عبر تطبيق التليغرام مع أحد مقاتلي التنظيم الإرهابي (حركة الشباب المجاهدين) بالصومال".

وقام الشخص الأجنبي، بـ"دفعهم لضرورة الإسراع باستهداف نقط مراقبة الدرك الملكي وتصفية عناصرها بواسطة الأسلحة البيضاء والإستيلاء على أسلحتهم الوظيفية، في أفق استعمالها في تنفيذ مخططاتهم الإرهابية، واستهداف السياح الأجانب بالمغرب".

وخلال سنة 2017، "قام الشخص الأجنبي (ك ز ك) رفقة المسمى (ع ص ج) و(ع غ ش) وأخرين بممارسة رياضة الرماية على طريقة مقاتلي تنظيم (داعش) الإرهابي، كما عمل من جهة أخرى على تلقين متزعم الخلية تقنيات استعمال تطبيق التيلغرام لتحميل التسجيلات المرئية الصادرة عن التنظيم المذكور".

تنفيذ جريمة إمليل الإرهابية

تفيد المعلومات التي حصل عليها "تيل كيل عربي"، أنه "بعد ازدياد أعداد المستقطبين للخلية غير أعضاؤها جميعهم فكرة الإلتحاق بتنظيم (داعش) بسبب تشديد الإجراءات الأمنية بالحدود التركية السورية، ليقرروا تنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب، استجابة لأوامر قادته وانخراطاً منهم في مخططه التخريبي التوسعي".

وبتاريخ 12 دجنبر 2018 "اجتمع كل من كل من (ع ص ج) و(ي أ) و(ر أ) و(ع ر خ) واتفقوا على الشروع في تنفيذ عملياتهم الإرهابية المخطط لها سلفا بمنطقة إمليل".

"وفي صبيحة اليوم الموالي 13 دجنبر 2018، قام (ي أ) بإعداد راية تنظيم (داعش) وقام بوضعها على جدار إحدى الغرف، واتفقوا على  وضع هذه الراية وتصوريها على جثث السياح الذين يستهدفونهم، ثم جلسوا جميعهم قبالة كاميرا هاتف نقال مع وجود خلفية تبين شعار (داعش)، وتسجيل شريط مرئي أعلن فيه متزعم الخلية بيعتهم جمعا للمدعو أبو بكر البغدادي على السمع والطاعة وعلى أنهم يعتبرون أنفسهم من جنوده بالمغرب الأقصى، ناعتا النظام المغربي بالطاغوت..."

وبتاريخ 14 دجنبر 2018 "اجتمع الأربعة وبحوزتهم مديات كبيرة الحجم وأغطية وخيمة، كما أن (ع ر خ) كان يحمل معه راية التنظيم إضافة إلى سكين متوسط الحجم قابل للطي وسادلور، وعند وصولهم إلى منطقة إمليل سلكوا طريقا تؤدي إلى الشلالات بجبل توبقال طيلة يوم الجمعة، يترصدون وترقبون قدوم سباح أجانب لعين المكان، إلى أن صادفوا سائحتين أجنبيتن على متن دراجتيهما الهوائيتين، فقرروا استهدافهما، غير أن (ع ص خ) طلب منهم التريث، وبعد مرور أربع ساعات سيرا على الأقدام نصبوا خيمتهم بمكان قريب من شلالات حيث قضوا المبيت بعد أن قاموا بشحد المديات التي بحوزتهم بواسطة مبرد أحضره المسمى (ر أ)".

وبتاريخ 15 دجنبر 2018 "تابعوا صعودهم نحو قمة حبل توبقال حيث كان (ع ص ج) يقوم بتصويهم بواسطة هاتف النقال وهم يرددون عبارات جهادية حماسية، ليصادفوا سائحتين أجنبيتين مرفوقتين بثلاثة مرشدين سياحيين، قرروا استهدافهما وتصفيتهما جسديا، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك بعدما لاحظوا تواجد مواطنين مغاربة، وتابعوا صعودهم إلى أن صادفوا سائحا أجنبيا يتسلق وتراجعوا عن استهدافه مرة أخرى بعدما لاحظوا تواجد سكان محليين، ثم واصلوا سيرهم، وفي مساء نفس اليوم اقتحموا غرفة وقضوا المبيت بها.

"وفي طريقهم صعودا إلى الجبل صادفوا سائحاً آخراً تراجعوا عن استهدافه بعدما أخبرهم أنه يعتنق الديانة الإسلامية"، يوم 16 دجنبر 2018. و"حوالي الساعة السابعة من مساء نفس اليوم عند المرتفع المؤدي إلى ضريح شمهروش صادفوا شخصا أخبروه بأنهم يبحثون عن غرفة للكراء، فدلهم على منطقة بالجبل لنصب خيمتهم، وتزامن ذلك مع نزول السائحتين الضحيتين بالقرب منهم، ليتعقبوا خطواتهما وليقرروا استهدافهما في وقت متأخر من الليل، وبالتالي صاروا يراقبونهما ويترصدوهما لتصفيتهما، وقسموا الأدوار في ما بينهم على أساس أن يتكلف (ع ص ج) و(ي أ) بعملية ذبح السائحتين وأن يتكلف (ر أ) بتصوير عملية الذبح بواسطة الهاتف النقال الخاص بـ(ع ص ج).

و"بحلول منتصف الليل وبعد استيقاظهم تجهزوا لهذه العملية، إذ قام (ي أ) باصدار صوت بغاية إجبار السائحتين على الخروج لباغتهما (ع ص ج) بضربة بواسطة المدية على مستوى يدها، وبعج ذلك تمت محاصرة السائحتين من طرف (ر أ) و(ع ص ج) و(ي أ) الذين أحكموا قبصتهم عليهما لوجه لهما هذان الأخيران عدة طعنات بواسطة مديات، وبعد السيطرة على الضحية الأولى شرع (ع ص ع) في ذبحها بمساعة (ر أ) الذي ضغط برجله بقوة على رأسها، ولأن المدية التي كانت بحوزة (ع ص ج) لم تكن حادة، فقد تسلك من (ر أ) مديته ليتمكن بواسطتها من فصل رأس الضحية ووضعه بجانب جسدها، واستمر (ي أ) في طعن السائحة الثانية بواسطة سكين متوسط الحجم ذي قبصة سوداء اللون قابل للطي على مستوى عنقها، إلى أن تمكن من إحكام قبضته عليها، ليقوم بذبحها وفصل الرأس عن الجسد بواسطة نفس السكين، بعد ذلك حمل بيده الرأس المقطوعة خارج الخيمة طالبا من (ر أ) تصويره.

وبعد تنفيذهم للعملية، قرروا لقاء عضو خليتهم (ع ز) من أجل تزويدهم بالمال لتمويل عملية فرارهم إلى مدينة العيون وهو ما استجاب له بعدما سبق أن أطلعه متزعم الخلية على فيديو جريمتهم الإرهابية عبر تطبيق التيلغرام بتاريخ 17 دجنبر 2018، بالإضافة إلى رسالة صوتية يخبره فيها بنجاحهم ويحرضه على  القيام بعمليات ممثالة، وسلمهم (ع ز) مبلغ 1000 درهم وكيسين بلاستيكيين يحتويان على مواد غذائية وفواكه