رحيل وزير البيئة الذي كان يحب التنقل بدراجته العادية

تيل كيل عربي

 توفي صباح اليوم الأربعاء مولاي أحمد العراقي، وزير البيئة في حكومة عبد الرحمان اليوسفي، بعد صراع مع المرض.  الراحل، الذي كان أول من تقلد منصب كاتب دولة في البيئة في المغرب، كان عضوا سابقا في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، ويعتبر أول من وضع الأسس الأولى لوزارة البيئة في المغرب.

أحد أصدقائه الذين اشتغلوا إلى جانبه داخل الوزارة قال في حديث مع "تيلكيل عربي" إن الراحل "كان يشتغل بحيوية، وعرف عنه التواضع، والقناعة، ودفاعه المستميت عن البيئة"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الراحل كان يمتطي الدراجة لقطع المسافة بين منزله وكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، التي كان يشتغل أستاذا جامعيا بها، تعبيرا منه عن ضرورة المحافظة على البيئة".

المصدر الذي كان جد مقرب من الراحل، أضاف أن "مولاي أحمد العراقي كان كتوما جدا، وظل ينتصر لوحدة الاتحاد الاشتراكي في أحلك الظروف، ويحاول دوما أن يقود مبادرات الصلح كلما حدث نزاع أو خلاف بين الاتحاديين، والتي كان آخرها محاولاته المتكررة لرأب الصدع بين الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، وتيار الراحل أحمد الزايدي".

وخلال تقلده للمسؤولية، كلف العراقي بصفته الوزارية بالإشراف على النسخة السابعة من المؤتمر العالمي للتغيرات المناخية في مراكش سنة 2001، كما عرف بالاشتغال عن قرب في قطاع تدبير النفايات الطبية، حيث كان أحد الأطر الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، فضلا عن كونه مؤسسا للجمعية المغربية للعلوم الطبية، التي كرمته منذ 3 سنوات بالدار البيضاء في حفل كبير حضره الوزير الأول السابق، عبد الرحمان اليوسفي.

وتميز مولاي أحمد العراقي بمسار علمي وأكاديمي حافل، حيث حصل على دكتوراه في الطب من جامعة تولوز عام 1977، واشتغل أستاذا للتعليم العالي منذ سنة 1988، ورئيس اللجنة العربية للبيئة في الأمم المتحدة (1998-1999)، كما ترأس الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول التغيرات المناخية، وله عدد من الإصدارات العلمية في الطب والبيداغوجيا ونظم التعليم والصحة.

 في السنة الأخيرة من عمره، أصبح العراقي بعيدا عن الأضواء والنقاشات السياسية، حيث غاب عن المؤتمر الأخير لحزب الاتحاد الاشتراكي، وظل يلازم بيته في "طريق الجديدة" بمدينة الدار البيضاء إلى أن توفي اليوم.