في دراسة مثيرة شملت المغرب.. البرلمانيات العربيات يتعرضن للتهديد بالقتل والاغتصاب والاختطاف (التفاصيل الكاملة)

المختار عماري

كشفت دراسة استكشافية حول العنف ضد النساء البرلمانيات في الوطن العربي ، شملت المغرب ومصر والعراق والجزائر والأردن وموريتانيا والسودان وتونس وليبيا وفلسطين والبحرين ولبنان وعمان والسعودية واليمن  فضلا عن البرلمان الكردي، أن 79,6 في المائة من البرلمانيات العربيات تعرضن لشكل أو أكثر من أشكال العنف، وهو ما يمثل 167 برلمانية، مقابل 20,4 قلن بأنهن لم يسبق أن تعرضن للعنف، ما يمثل 43 برلمانية.

داخل عينة الدراسة، المؤلفة من 210 برلمانية (توصلت 370 بالاستمارات، وأجابت 216، وتم حذف 6 إجابات لعدم اتساقها)، تؤكد 118 برلمانية (70,7 بالمائة) أنهن تعرضن لنوعين أو أكثر من العنف.

 ويستنتج معدو الدراسة أن هذا المعطى يؤكد نتائج دراسات سابقة تشير إلى أن النساء في السياسة يتعرضن لأكثر من مظهر من مظاهر العنف، وبشكل متزامن وممنهج ولمدد طويلة.

أنماط العنف : تهديد بالقتل والاغتصاب

تشير الدراسة إلى أن 160 برلمانية من أصل 210 برلمانيات، شملتهن الدراسة، أكدن أنهن تعرضن لواحد أو أكثر من أنماط العنف النفسي، بنسبة 76,2% من إجمالي البرلمانيات في عينة الدراسة، و95,8% من البرلمانيات اللائي تعرضن للعنف.

 كما أفادت 99 برلمانية بأنهن تعرضن لمختلف أنماط العنف اللفظي بما يتضمنه ذلك من اللغة المميزة جنسيا والتحقير القائم على الجنس، وبنسبة  47,1%  من إجمالي العينة،  و59,3% من إجمالي البرلمانيات اللائي تعرضن للعنف.

 في حين أفادت 69 برلمانية بأنهن قد تلقين تهديدات بالقتل أو الاغتصاب أو الخطف أو الضرب أو أي أشكال أخرى من العنف الجسدي ، وبنسبة 32,9% من إجمالي العينة و41,3% من إجمالي البرلمانيات اللائي تعرضن للعنف.

وأضافت الدراسة أن 72 برلمانية أكدن أنهن تعرضن للعنف الاقتصادي، إما بتعرضهن للاعتداء على ممتلكاتهن، أو حرمانهن من فرص العمل أو قطع مصدر الرزق عنهن، وبنسبة 34,3% من إجمالي العينة، و43,1% من البرلمانيات اللائي تعرضن للعنف.

وأكدت 14 برلمانية بأنهن تعرضن للعنف الجسدي، بنسبة 6,6% من إجمالي العينة، و8,4% من البرلمانيات اللائي تعرضن للعنف، كما أكدت 12 برلمانية بأنهن تعرضن للعنف الجنسي، بنسبة 5,7% من إجمالي العينة، و7,2% من مجموع البرلمانيات اللواتي تعرضن للعنف.

ويستنتج القائمون على الدراسة أن أعلى أشكال العنف شيوعا بين البرلمانيات هو العنف النفسي بنسبة 76,2%، يليه العنف الاقتصادي بنسبة 34,3% من إجمالي البرلمانيات اللائي شملتهن الدراسة.

العنف يمارسه رجال السلطة والبرلمانيين لكن أيضا النساء

تفيد 51% من البرلمانيات بأن  مصدر العنف كان رجلا، وفي 10,6% من الحالات كان مصدر العنف امرأة، في حين اشترك الجنسان ليكونا مصدرا للعنف ضد البرلمانيات العربيات بنسبة 38,4% من الحالات.

وتوزعت مصادر العنف الذي تعرضت له البرلمانيات بين:

- قالت 52 برلمانية بأن مصدر العنف كان شخصية ذات سلطة، بنسبة 31,1%

-وذكرت 51 برلمانية بأن مصدر العنف كان من مواطنين عاديين، بنسبة  5%

-أشارت 49 برلمانية بأن مصدر العنف كان من أشخاص مجهولين، بنسبة 27 %

-وأفادت 39 برلمانية بأن مصدر العنف كان من زميل في البرلمان، بنسبة 23,4%

 -أكدت 38 برلمانية بأن مصدر العنف كان من زميل في الحزب، بنسبة 22,8 %

أماكن العنف: وسائل الإعلام والتجمعات والشارع

تظهر الدراسة أن  مواقع التواصل الاجتماعي ثم وسائل الإعلام هي أكثر الأماكن التي تتعرض فيها البرلمانيات للعنف، يليها التجمعات الانتخابية، فالحزب، فالشارع، وذلك حسب النسب التالية:

أ. 32 % من البرلمانيات تعرضن للعنف من خلال الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي

ب. 19,6%  تعرضن للعنف من خلال وسائل الإعلام التقليدية

ج. 16 % تعرضن للعنف في أماكن التجمعات الانتخابية، مقابل  11,2% قلن إنهن تعرضن للعنف في الندوات واللقاءات العامة الجماهيرية.

د. 15% من البرلمانيات اللواتي تعرضن للعنف في الشارع

هـ. 16 % تعرضن للعنف في مقر الحزب، مقابل 12,2% تعرضن للعنف في مقر البرلمان.

و. عنف الأسرة كان الأدنى على الإطلاق، حيث أفادت ما نسبته  7,5% فقط من البرلمانيات بأنهن قد تعرضن للعنف والضغوطات من أفراد في الأسرة أو العشيرة.

التبليغ: خمس البرلمانيات لم يبلغن عن العنف

أظهرت الدراسة أن 130 برلمانية من إجمالي البرلمانيات اللوائي تعرضن للعنف لجأن إلى إخبار صديق أو فرد من الأسرة عما تعرضن له، أو قمن بتبليغ جهات رسمية كالشرطة أوالقضاء أو رئيس البرلمان أو رئيس الحزب، وذلك بنسبة  77,8% من إجمالي البرلمانيات اللائي تعرضن للعنف.

 في حين أفادت 37 برلمانية من أصل 167 تعرضن للعنف بأنهن لم تبلغن أبدا، ولم يشتكين لأحد ولم يخبرن أحدا عن تعرضهن للعنف كما لم يقدمن أي شكل من أشكال البلاغات الرسمية إلى أي جهة، وذلك بنسبة 22,2% من البرلمانيات المعنفات.

ويستنتج معدو الدراسة أن حوالي خمس البرلمانيات العربيات لم يخبرن أحدا على الإطلاق لا من باب الشكوى ولا من التبليغ الرسمي بما تعرضن له من عنف في عملهن السياسي.

واحتلت العائلة والأصدقاء المرتبة الأولى والثانية من حيث تكرار اللجوء بالشكوى في حالة العنف الموجه ضد البرلمانيات، حيث أفادت 58 برلمانية بأنها اشتكت إلى صديق أو صديقة، و53 برلمانية بأنها اشتكت إلى فرد من الأسرة، وذلك بنسبة 34,7%، و31,7% على التوالي. وهذا النمط من الشكوى ليس إبلاغا، بل هو مجرد بوح بالمشكلة إلى شخص محل ثقة سواء كان صديقا أو فردا من العائلة.

وضمن السياق ذاته، فقد لجأت البرلمانيات إلى البوح إلى زملاء في الحزب أو البرلمان بذات السوية، حيث أفادت 25 برلمانية بأنهن لجأن إلى الشكوى إلى زميل في البرلمان، و25 برلمانية إلى أنهن لجأن في الشكوى إلى زميل في الحزب، وبنسب 15% لكل منهما على التوالي، وهو ما يجعل هذا النوع من الشكوى التي لا تتجاوز البوح هو النمط الأعلى من حيث التكرار في سلوك البرلمانيات تجاه ما يتعرضن له من عنف.

في المقابل، فقد لجأت 35 برلمانية إلى الشرطة، و25 برلمانية إلى القضاء، و33 برلمانية الى رئيس الحزب، و17 برلمانية إلى رئيس البرلمان، وذلك بالنسب التالية على التوالي: 21%، 15%، 19.8%، 10.2%.

كما فضلت 9 برلمانيات فقط اللجوء إلى الإعلام للشكوى، وبنسبة 5,4%.

وأفادت  103 برلمانية بأن الشكوى و/أو الإبلاغ لم يأت بأي نتيجة، وذلك بنسبة 61,6%، مقابل 48 برلمانية قلن بأن الشكوى/الإبلاغ قد حققا نتائج، وذلك بنسبة 28,7%.

الآثار المترتبة على تعرض البرلمانيات للعنف:

 أفادت البرلمانيات بأن تعرضهن للعنف قد تسبب في مجموعة من الآثار، كان من أبرزها، وبحسب الشيوع ما يلي:

  • الشعور بالخوف: أفادت 79 برلمانية بأن ما تعرضن له من عنف قد أشعرهن بالخوف وذلك بنسبة 47,3%.
  • حد من حرياتهن في التعبير عن مواقفهن: أفادت 63 برلمانية بأن تعرضهن للعنف قد حد من حريتهن في التعبير عن مواقفهن السياسية والاجتماعية وغيرها وذلك بنسبة 37,7% .
  • شكل ضغوطات أسرية عليهن: أفادت 54 برلمانية بأن تعرضهن للعنف قد شكل ضغوطات أسرية عليهن، وذلك بنسبة 32,3%.
  • الحد من النشاط السياسي: أفادت 53 برلمانية، وبنسبة 31,7% من البرلمانيات بأن تعرضهن للعنف قد حد من نشاطهن السياسي، كما أفادت 32 برلمانية، وبنسبة 19,1% من البرلمانيات اللواتي تعرضن للعنف بأن العنف الموجه ضدهن قد أدى إلى امتناعهن عن المشاركة في الاحداث العامة، كما أفادت  21 برلمانية، وبنسبة 12.5% من البرلمانيات بأن ما تعرضن له من عنف قد أدى إلى انسحابهن من العمل السياسي بالكامل، كما أفادت 22 برلمانية، وبنسبة 13,1% من البرلمانيات بأن العنف الموجه ضدهن قد أدى إلى تراجعهن عن الترشح لمنصب أو موقع سياسي.
  • أفادت 33 برلمانية، بنسبة 19,7% من البرلمانيات أن العنف ادى لحرمانهن من فرصة اقتصادية أو خسارة مالية.
  • في حين أفادت 31 برلمانية ممن تعرضن للعنف، وبنسبة 18,5% بأن العنف لم يؤثر عليهن تأثيرا مباشرا.