مجاهد لـ"تيل كيل عربي": هذه أوليات المجلس الوطني للصحافة ومقترحاتنا لعلاج مشاكل المهنة وتحدياتها

رئيس المجلس الوطني للصحافة يونس مجاهد
أحمد مدياني

بعد انتخابه رئيسا للمجلس الوطني للصحافة، اليوم الجمعة، يتحدث يونس مجاهد، في هذه الدردشة مع "تيل كيل عربي"، عن أولويات المجلس التي سوف يشتغل عليها لصالح الصحافيين المهنيين، كما يبرز أهم الملفات التي سوف تطرح لمعالجتها. كما يجيب مجاهد عن الانتقادات التي تواجه مسار تشكيل المجلس إلى يوم انتخابه رئيسا له، وعن مبادرة المجلس لإنهاء الخلاف حوله. كما يتطرق مجاهد، عن التداخل الذي قد يقع بين عمل نقابات الصحافيين والمجلس. رئيس الأخير، أجاب كذلك عن سؤال التعويضات التي سوف يحصل عليها أعضاء المجلس، وعن مستقبله، وما هي حظوظ رؤية جيل جديد يمسك بالمسؤولية داخله، أم أن نفس الوجوه سوف تتكرر بعد أرع سنوات.

*انتخبت رئيسا لأعلى مؤسسة في المغرب سوف تشرف على مجال الصحافة. هل عندكم تصور للاشتغال؟ أم أنكم سوف تنتظرون أن تتضح الرؤية في المستقبل من داخل المجلس الوطني للصحافة؟

أولاً هناك مسار نقابي ومهني طويل، نمتلكه أنا ومجوعة من الزملاء الذين تقدموا في اللائحة التي فازت، كما أن الناشرين أعضاء المجلس لهم مسار طويل داخل المهنة، ومن تقدم لهذه المسؤولية عنده مرجعية وأفكار واضخة عن حاجيات الصحافة والمهنيين. إذن، مسارنا يفرض أن نتوفر على تصور، بشراكة مع الناشرين.

المسألة الثانية، نحن مجموعة اشتغلنا كذلك في وضع مقترحات قوانين تهم مهنة الصحافة وعدد من القضايا المرتبطة بها. لم نساهم فقط في اخراج هذا القانون، المؤسس للمجلس الوطني للصحافة، كما لم نساهم فقط في إخراج المدونة مع الوزير السابق مصطفى الخلفي، بل عملنا في المجال ممتد منذ سنوات، وهناك تراكم عند مجموعة من مكونات المجلس.

ثالثاً، نحن عندما تقدمنا كلائحة، قدمنا برنامج عمل، واعتمدنا قبل وضعه الصلاحيات المخولة للمجلس بعد مناقشتها، ورصدنا الحاجيات التي نعرفها من خلال واقعنا في الصحافة.

لكن اليوم يجب أن يخرج برنامج العمل من المجلس بكل مكوناته، يعني، بمشاركة الناشرين وباقي أعضائه الممثلين لمختلف الهيئات والمؤسسات.

*(مقاطعا) الصحافيون يبحثون عن ما يسمهم بالدرجة الأولى، أنتم من موقع ممثلين لهم، ما هي الأولويات التي سوف تدافعون عنها، بحضور ممثلين لهيئات أخرى خاصة الناشرين الذين يملكون المؤسسات الصحافية؟

صراحة هناك صعوبة لتحديد الأولويات. ولكن، يجب أن نعود إلى الصلاحيات التي يمنحها القانون للمجلس الوطني للصحافة، ونحن نرى أن كل نقطة تعد أولوية يجب الاشتغال عليها.

مسألة أخلاقيات المهنة أولوية، ومطروحة بقوة عند المهنيين وداخل المجتمع. مسألة تنظيم المهنة، ومن هو الصحافي؟ وكيف يمكن الولوج للمهنة؟ كذلك ما تعيشه المقاولات الصحافية اليوم، بالنظر إلى المشاكل والأزمات والضيق المادي، وهذه نقطة مهمة، لأنها تهم بقاء وتطور المؤسسات الصحافية. أيضاً، مسألة الوساطة والتحكيم، ولا أحد ينكر أهمية هذا الجانب، ويجب أن نفكر في تطوير آلية ناجعة تتدخل في حالات النزاعات، وكيف يمكن أن يتدخل المجلس لعلاجها. كما أن الملف الاجتماعي للصحافيين يبقى حجرة الزاوية، في كل هذا، لأن الصحافي اليوم في حاجة إلى مؤسسات اجتماعية خاصة بهم، قوية، كما هو الحال بالنسبة للقطاعات المهنية الأخرى، وهناك مشاكل عديدة.

ويمكن كذلك، أن نذكر ملف التكوين، والتكوين المستمر، لأن المهنة تتطور، ولا يمكن أن يواصل الصحافي بدون هذا الجانب، كما يجب أن ننجز دراسة لرصد كل هذه الجوانب.

نحن الآن في مجلس نريد منه أن يفتح محطة تاريخية جديدة للصحافية المغربية.

*عندما كنت تتحدث عن أولويات المجلس خاصة على مستوى الوضعية الاجتماعية للصحافيين، أرى أنك تتحدث بقبعة النقابي. هل سوف نصبح أمام مؤسسة تلعب دور النقابة؟

هو صحيح يصغب تغيير القبعة. ما يمكن قوله، هو أننا سوف نشتغل على أن يكون هناك تكامل.

لكن ما نؤكد عليه، هو أن عمل المجلس لن يكون مطلبياً، بل عمل يحاول من خلاله الإنجاز، والتعاون مع باقي المؤسسات ومرافقتها، ويستجيب لانتظارات الصحافيين والناشرين أو غيرهم، كذلك، سوف ينفتح على المجتمع.

نحن اليوم في حقبة جديدة، صادفت تطوراً كبيراً في المهنة، خاصة التحول الذي فرضته وسائل التواصل الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي.

سوف نبحث باستحضار التطورات التي طرأت على مهنة الصحافة، عن الوصفة المناسبة للحفاظ على استمرارها قوية، لأنه عدد من الدراسات تتحدث اليوم عن أن "هذه المهنة سوف تختفي يوماً"، لكن نحن لا نؤمن بذلك، ولابد أن نشتغل في هذا الاتجاه.

*من يعارضون مسار تشكيل المجلس ووصولك إلى رئاسته، يرون فيه تقريبا نسخة مطابقة للنقابة، وتدفع بانتقادات اتجاهك واتجاه عبد الله البقالي، لأنكما على رأس النقابة منذ مدة، واليوم أنت رئيس المجلس الوطني للصحافة.

جوابي، هو أنه من الطبيعي جداً أن تجد من راكم التجربة في مجال الاهتمام بالمهنة والمهنيين، بل من المؤكد، هم من يجب أن يضعوا ما راكموه في خدمة هذه المؤسسة.

لا يمكن أن يصل إلى المجلس، أشخصاً لم يسبق لهم أن اشتغلوا في هذا المجال، ومن راكموا الخبرة كانوا متطوعين فقط.

نحن لا نريد العودة إلى هذا الجدل، ونمد يدنا إلى الجميع، هذا مجلس سوف يكون منفتحا على كل الحساسيات والمشارب والتوجهات، وأعتقد أن صفحة هذا الجدل طويت، ويجب أن نشغل جميعاً.

*هناك من يستمر في انتقاد المجلس، يعني الصفحة لم تطوى، هل تفكرون في الانفتاح على هؤلاء، والجلوس معهم حول طاولة النقاش؟

هذا شأن خاص بالمجلس، وهو بيده وليس بيد الرئيس، ولا يصعب جداً أن أجيبك.

هناك لجن سوف تتشكل في الاجتماع القادم، وسوف تضع تصور اشتغالها، لذلك، أترك هذا الشأن لقرار المجلس كله، ولا يمكن أن أنوب عنه في هذا الموضوع.

*هل ستحصلون على تعويضات مالية لقاء عضويتكم في المجلس الوطني للصحافة؟

القانون واضح، ويتحدث عن تعويضات عن المهام، وهذا ما لدينا الآن. وخارج هذه المسألة ليست لدينا أي معلومات أخرى.

*هذا التعويض هل هو شهري؟ وكيف سوف يصرف؟

بصراحة، النص القانون يتحدث عن تعويضات عن المهام، تفاصيل هذا الأمر لا علم لنا به، لم نناقشه، ولم نهتم به.

*سوف تنتهي هذه الولاية بعد أربع سنوات. هل تتعهدون بتمهيد الطريق لوصول جيل جديد من الصحافيين المهنيين إلى تحمل المسؤولية داخل المجلس؟ أم سوف تتكرر نفس الوجوه؟

هذه المسألة ليست بيدنا. بعد أربع سنوات، سوف نرى كيف سوف يكون شكل اختيار أعضاء المجلس، لكن ما نتمناه هو تطور المهنة وتطور المنتسبين إليها، إذن لا يمكن هنا التكهن بالمستقبل.