مهاجم كنيس كاليفورنيا معاد للسامية والإسلام.. وسبق له إحراق مسجد

أ.ف.ب / تيلكيل

قتل رجل في الـ19 من العمر قال إنه معاد للسامية وللإسلام، امرأة وجرح ثلاثة رجال، أحدهم حاخام عندما فتح نيران رشاشه في كنيس بالقرب من مدينة سان دييغو بجنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وأدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجوم الذي وقع أمس السبت في اليوم الأخير من عيد الفصح اليهودي في مدينة باواي التي تضم خمسين ألف نسمة. وهو يأتي بعد ستة أشهر تماما من الهجوم الذي أودى بحياة أحد عشر شخصا في 27 أكتوبر في كنيس بيتسبرغ في بنلسفانيا (شرق).

وصرح المسؤول في شرطة منطقة سان دييغو بيل غور في مؤتمر صحافي أن الجريح الذي توفي هو امرأة تبلغ من العمر ستين عاما، والجرحى هم فتاة قاصر وحاخام ورجل في الرابعة والثلاثين من العمر. وأضاف أن الجرحى ليسوا في حال الخطر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية إيمانويل نحشون الأحد إن طفلة في الثامنة من عمرها وخالها البالغ من العمر 31 عاما، جرحا في الهجوم، مؤكدا أن حالتهما "جيدة".

وأعلنت الشرطة المحلية أن مطلق النار هو رجل من سان دييغو يبلغ من العمر 19 عاما وتم توقيفه. وأوضحت أنه يدعى جون تي إرنست ولم يكن معروفا من قبل الشرطة.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية إنه أعلن على الإنترنت نيته قتل يهود.

وقال غور "لدينا نسخ من منشوراته على شبكات التواصل الاجتماعي ورسالته المفتوحة، وسندرسها للتأكد من صحتها ونعرف ما يمكن أن تقدمه للتحقيق".

ويؤكد النص الذي ذكرت وسائل الإعلام أن إرنست كتبه واطلعت عليه وكالة فرانس برس، أن الرجل استوحى هجومه من برنت تارانت الاسترالي الذي يؤمن بتفوق العرق الأبيض وقتل خمسين شخصا في هجوم على مسجدين في مدينة كرايست تشرش في نيوزيلندا في 15 مارس الماضي.

ويتبنى مطلق النار في النص أيضا إحراق مسجد في كاليفورنيا بعد أسبوع من هجمات كرايست تشرش.

وأوضح قائد شرطة سان دييغو أن الشاب دخل إلى كنيس شاباد بعيد الساعة 11,20 (19,20 ت غ) بينما كان حوالى مائة مؤمن متجمعين. وأضاف أنه أطلق النار من سلاح تعطل، وهذا ما يفسر عدد الضحايا القليل.

واستخدم المهاجم بندقية هجومية من طراز "إيه آر-15". وكان هذا السلاح استخدم في عمليات إطلاق نار عدة في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.

وروى كريستوفر فولتس الذي يقيم بالقرب من الكنيس، لشبكة التلفزيون المحلية "ان بي سي 7"، "كنت أمام منزلي وأستعد للعناية بحديقتي عندما سمعت ستة أو سبعة عيارات نارية". وأضاف "توقف ذلك وسمعت صوت رجل يصرخ ثم ستة أو سبعة عيارات أخرى".

وأشار غور إلى أن المسلح هرب بالسيارة لدى وصول الشرطة، غير أنه اعتقل لاحق ا ون قل إلى قسم الشرطة في سان دييغو.

أوضح قائد شرطة سان دييغو ديفيد نيسليت أن أحد عناصر حرس الحدود كان في عطلة وأطلق النار على المشتبه به عند فراره وأصاب سيارته. وأوقفه شرطي من سان دييغو تلقى إنذارا عبر اللاسلكي.

وأضاف أن الشرطي "رأى بشكل واضح بندقية على المقعد الخلفي لآلية المشتبه به الذي خرج ويديه في الهواء".

وأعلنت شرطة لوس أنجليس أنها ستعزز مراقبة الكنس وأماكن العبادة الأخرى.

من جهته، أشاد رئيس بلدية باواي "بأعضاء الكنيس الذي تصدوا لمطلق النار وتجنبوا حادثا كان يمكن أن يكون أخطر بكثير".

وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "تعازيه الحار ة"، وقال "في هذه المرحلة، يبدو أن الأمر يتعل ق بجريمة بدافع الكراهية. أقدم تعازي الحارة لجميع المتضررين".

وخلال تجمع عام في مدينة غرين باي بولاية ويسكونسين (شمال) في وقت لاحق، قال ترامب "هذا المساء، قلب أمريكا مع ضحايا عملية إطلاق النار المروعة داخل كنيس".

وأضاف أن "أمتنا بكاملها في حداد وتصلي من أجل الجرحى وتبدي تضامنها مع المجتمع اليهودي". وتابع "ندين بشدة شرور معاداة السامية والكراهية التي يجب هزيمتها".

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الهجوم في بيان الأحد بـ"الوحشي" وقال إنه "هجوم على قلب الشعب اليهودي".

من ناحيته، اعتبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الهجوم بأنه "تذكير آخر مؤلم بأن معاداة السامية وكراهية اليهود ما زالت بيننا في كل مكان". وقال الرئيس الإسرائيلي، في بيان الأحد، "من خلال إحياء ذكرى الهولوكوست وتعليم التسامح فقط يمكننا التعامل مع هذا الطاعون".

وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن "عملا جديدا عنيفا معاديا للسامية في اليوم الأخير من عيد الفصح يصدمنا"، معتبرا أن "الهجوم على كنيس شاباد في بواواي في سان دييغو يعنينا جميعا".

وشدد مركز سيمون فيسنتال في لوس أنجليس على أن "أي هجوم على مكان للعبادة، من كنائس سريلانكا وفرنسا مرورا بكنس القدس وصولا إلى مسجدي كرايست تشرش، هو اعتداء على الكرامة الإنسانية وعلى حقنا كمؤمنين في الصلاة لله".

وكانت "رابطة مكافحة التشهير" المنظمة التي تكافح معاداة السامية تحدثت عن ارتفاع بنسبة 57 بالمائة في الحوادث المعادية للسامية في الولايات المتحدة في 2017، أكبر زيادة منذ سبعينات القرن الماضي.