يستفيد منها أكثر من 15 ألفاً من سكان المناطق الجبلية النائية.. اطلاق خدمات الاستشارات الطبية عن بعد

مستشفى واحد وطبيبة واحدة لأكثر من دوار نواحي أزيلال - ياسين التومي
و.م.ع / تيلكيل

تم اليوم الاثنين، إطلاق خدمات الاستشارة الطبية عن بعد على مستوى المركز الصحي بأنفكو والمركز الصحي بإملشيل، التابعين لإقليم ميدلت؛ والمركز الصحي بزاوية أحنصال التابع لإقليم أزيلال.

وذكر بلاغ للجمعية المغربية للطب عن بعد، التي تنجز هذا المشروع، أن خدمات الاستشارة الطبية عن بعد ستمكن سكان هذه المناطق (أنفكو 4500 نسمة، وإملشيل 9000 نسمة، وزاوية أحنصال 10 آلاف و900 نسمة) من الاستفادة من خدمات صحية عن بعد آنية، مقدمة من قبل أطباء تابعين لجامعة محمد السادس لعلوم الصحة بالدار البيضاء، متخصصين في مختلف المجالات الطبية، (طب الأطفال، وأمراض النساء والتوليد، والأمراض الجلدية، وأمراض الرئة، وأمراض الكلى، والطب الباطني) التي تم اختيارها وفقا للمعطيات الوبائية للمناطق المعنية.

وحسب المصدر ذاته، سيتمكن الأطباء المتواجدون بالدار البيضاء، من إجراء استشارات عن بعد في ظروف مشابهة لتلك التي يمارس فيها الطب العادي، كما ستسمح تقنية الاتصال عبر الفيديو والأجهزة الطبية المتصلة، (جهاز مراقبة ضغط الدم، وجهاز تخطيط القلب، ومقياس الحرارة، وجهاز فحص الجلد) للأطباء بإجراء استشاراتهم ومن ثم تقديم الرعاية المناسبة للمرضى.

ومن أجل ضمان تقديم خدمة صحية كاملة، تم تزويد المراكز الصحية الثلاثة خلال هذه المرحلة التجريبية، بالأدوية الأساسية لتلبية احتياجات المرضى، لا سيما أولئك الذين يستفيدون من نظام المساعدة الطبية "راميد".

وستمكن هذه المرحلة الأولية، التي تهدف إلى اختبار مشروع الخدمة الطبية عن بعد في المناطق القروية المعزولة، من الاستفادة من تجربة ميدانية حقيقية وفق ظروف واقعية، مما سيسمح، في ما بعد، بإطلاق مشروع تجريبي يشمل حوالي 30 موقعا خلال النصف الأول من سنة 2019.

وسيتم تعميم خدمات الطب عن بعد، التي يتم تقديمها في هذه المناطق، لتشمل ثلاثة مواقع أخرى خلال شهر نونبر، ويتعلق الأمر بمناطق آيت تامليل (20 ألف و300 نسمة) التابعة لإقليم أزيلال، وتالوين (6800 نسمة) التابعة لإقليم تارودانت، وتالسينت ( 16 ألف نسمة) التابعة لإقليم فكيك.

وستعرف المرحلة الثانية من هذا المشروع مساهمة المستشفيات الإقليمية التابعة لوزارة الصحة، والتي ستعتبر بذلك مراكز إقليمية للطب عن بعد موزعة عبر مختلف أرجاء المملكة، ومن ثم، سيتمكن الأطباء التابعون لهذه المستشفيات من إجراء استشارات عن بعد مستقبلا، مما سيتيح للهيئة الطبية التابعة لجامعة محمد السادس لعلوم الصحة، بصفتها مركزا وطنيا في هذا المجال، تكريس نفسها للخبرة الطبية عن بعد في ما يخص الحالات التي تتطلب هذه الخدمة.

ويهدف هذا المشروع، الذي تنجزه الجمعية المغربية للطب عن بعد، في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص بمساهمة وزارة الصحة؛ ووزارة الداخلية؛ ووزارة التربية الوطنية، والتكوين المهني، والتعليم العالي والبحث العلمي؛ والمصالح الطبية التابعة للمفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية؛ والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات؛ وجامعة محمد السادس لعلوم الصحة، على المدى الطويل، إلى تغطية 160 جماعة قروية وساكنة تقدر بحوالي مليوني نسمة تعاني من العزلة الطبية.