الحكومة تعترف: السجائر في المغرب لا تحترم المعايير الدولية

الشرقي الحرش

تستعد الحكومة للمصادقة على مشروع قانون جديد يتعلق بنظام التبغ الخام والتبغ المصنع لملائمة القانون الحالي مع مشروع قانون المالية لسنة 2021 الذي نص على إحداث ضريبة داخلية للاستهلاك على جيل جديد من منتجات التبغ المصنع، والمعروف بـ"السجائر المسخنة"، والتي لم تتم الإشارة إليها في القانون الجاري به العمل.

 وحملت المذكرة التقديمية لمشروع القانون اعترافا من الحكومة مفاده أن السجائر التي يتم تسويقها حاليا في المغرب تحتوي على نسب أعلى من القطران والنيكوتين وأول أوكسيد الكربون مقارنة مع المعايير الدولية ذات الصلة.

 لهذا السبب، يقترح مشروع القانون تعديل القانون المتعلق بنظام التبغ الخام ونظام التبغ المصنع لسن تشريعات تتماشى والمعايير الدولية فيما يخص النسب القصوى لنسب القطران والنيكوتين وأول أوكسيد الكربون التي تحتوي عليها السجائر التقليدية.

وينص المشروع على ضرورة أن تحمل كل علبة للتبغ بيانات نسب القطران والنيكوتين وأول أوكسيد الكربون. كما سيتم تحديد هذه النسب بنص تنظيمي.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن منتجات التبغ المُسخّن هي منتجات تبغ تخرج رذاذاً يحتوي على النيكوتين ومواد كيميائية أخرى يستنشقها المتعاطون عن طريق الفم. وتحتوي هذه المنتجات على مادة النيكوتين المسببة للإدمان الشديد (والتي تُوجد في التبغ)، ما يجعل منتجات التبغ المُسخّن مسببة للإدمان. وتحتوي هذه المنتجات كذلك على مضافات غير التبغ، وغالباً ما تكون مُنَكَّهة. وتحاكي منتجات التبغ المُسخّن سلوك تدخين السجائر التقليدية، ويستخدم بعضها سجائر مصممة خصيصاً لتحتوي على التبغ المراد تسخينه.

وتسخن منتجات التبغ المُسخّن التبغ الموجود فيها إلى 350 درجة مئوية لكي ينبعث منها البخار المختلط بالنيكوتين (أقل من 600 درجة مئوية كما يحدث في السجائر التقليدية) وذلك باستخدام نظم تسخين تعمل بالبطاريات. يوضع نظام التسخين داخل جهاز، ويمكن أن يتخذ شكل مصدر حرارة خارجي لإخراج رذاذ النيكوتين من السجائر المصممة خصيصاً لهذا الغرض، بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.

وكانت عدد من شركات التبغ العالمية قد زعمت أن السجائر المسخنة أقل ضررا من غيرها، إلا أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن "الحد من التعرض للمواد الكيميائية الضارة في منتجات التبغ المسخّن لا يجعل منها منتجات غير ضارة، ولا يفضي إلى انخفاض المخاطر على صحة الإنسان".

 وتحذر المنظمة من أن نسب بعض المواد السميّة التي يحتوي عليها الضبوب الذي يتولّد من منتجات التبغ المسخّن أعلى من تلك الموجودة في دخان السجائر التقليدية، كما أن ضبوب منتجات التبغ المسخّن يحتوي على مواد سميّة أخرى غير موجودة في دخان السجائر التقليدية. وتظل الآثار الصحية الناجمة عن التعرّض لهذه المواد السميّة غير معروفة.