بوبكري: الاتحاد الاشتراكي أصبح مجرد هيكل عاجز عن إنتاج أي فكرة

تيل كيل عربي

قال محمد بوبكري، مرشح الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن "تشبث زعامة الاتحاد الاشتراكي الحالية، بمنح زعيمها إمكانية للترشح لعهدة ثالثة، يؤكد الثقافة التسلطية البعثية لهذه الزعامة، التي تصر على التمسك بالسلطة في هذا الحزب، ضدا على إرادة المناضلين، الذين بنوا هذا الحزب، وعملوا على استمراره".

وأضاف بوبكري في مقال عنونه بـ "تغول العهدة الثالثة"، أن "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تحول من حزب جماهيري تقوده نخبة مثقفة مستنيرة إلى حزب انتخابي تتصيد زعامته الفرصة، لتغيير جينات الحزب الوطني الكبير، الذي بني بدماء الشهداء، "بوافدين" جدد مهامهم الموسمية، تقتصر في الانتخابات وفي الوفاء الأعمى لذوي الفضل في استقدامهم لحزب لا تربطهم به صلة لا نضالية ولا تنظيمية".

وتابع المتحدث ذاته أن "البعثية الجديدة عملت بمنطق "تغول" أفرغ الاتحاد الاشتراكي من النواة الصلبة لوجوده والمتمثلة في التداول الديمقراطي على المسؤوليات، ولم تكن المهمة شاقة أمام هذا النظام البعثي الجديد، الذي استبعد القابضين على جمر الفكرة الاتحادية، وتحويل الحزب لوكالة استقدام للأثرياء الذين يصلحون للتمويلات والتصفيقات دون غيرها".

وأوضح أن "الاتحاد الاشتراكي كان بيتا عصي الأبواب والنوافذ، على أثرياء الانتخابات، ولقد كان البيت الاتحادي على خطى النقيض  فكريا وثقافيا مع فكر هذه الفئة التي وجدت في الزعامة الحالية ملجأ دافئا يحميها، ولا يمكن أن يقدم هذا الدفء بالمجان".

وأشار إلى أن "الاتحاد أصبح مجرد هيكل، عاجز عن إنتاج أي فكرة، أو أي قيمة، وأصبح مؤسسة لتفريخ الفراغ الفكري والقيمي، لأن الذي لا ينتج الفكر، ولا المشاريع، لا يمكنه أن ينتج قيمه، ولا يمكنه التجدد بعد أن أصبح رهينة بين يدي زعامة مهيمنة لا ترضى عن الولاء بديلا".

وشدّد على أن "الزعامة الحالية لبقايا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتي  رفعت شعار تناوب جديد إبان الحملة الانتخابية، هي التي تطوع قوانين الحزب اليوم لا خدمة للتناوب بل رفضا له داخل الاتحاد، وإن الزعامة  الحالية التي وصفت التحالف الحكومي بالتغول وألصقت هذه الصفة بالأحزاب المشاركة فيه هي من تستعين بتغول لا حد له لإقبار الفكرة الاتحادية من أصلها".

ولفت إلى أن "هذه الزعامة التي وصفت يوما ما هيئة سياسية بعبارة الوافد الجديد أوفدت هي نفسها لا وفدا وحيدا بل وفودا بصلاحية الولاء والاستكانة للمصالح، إن ما وقع في دورة المجلس الوطني لـ 18 من شهر دجنبر لم تكن لتفصل بأي حال من الأحوال عما سلف، وقد يصبح هذا الاتحاد قابلا لكل شيء بما فيها الولاية الرابعة والخامسة ولم لا توريث الحزب كاملا".