عدد سكان العالم يتخطى ثمانية مليارات نسمة

وكالات

تجاوز عدد سكان العالم عتبة ثمانية مليارات نسمة، اليوم الثلاثاء، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان رسمي، إن "هذه العتبة فرصة للاحتفال بالتنوع والتطور، مع مراعاة المسؤولية المشتركة للبشرية تجاه الكوكب".

وترجع الأمم المتحدة النمو السكاني إلى تطور البشرية؛ إذ إن الناس باتوا يعمرون أكثر، بفضل تحسن خدمات الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والأدوية.

كما أن الأمر يأتي ثمرة لارتفاع معدلات الخصوبة، خصوصا في بلدان العالم الأكثر فقرا، ومعظمها في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء؛ ما يعرض أهداف التنمية للخطر.

لكن فيما يخشى البعض من أن يتجاوز عدد ثمانية مليارات نسمة إمكانات الكوكب، يشير معظم الخبراء إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في الاستهلاك المفرط للموارد من قبل الأشخاص الأكثر ثراء.

وقالت الرئيسة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، نتاليا كانيم: "يعبر البعض عن قلقهم من أن عالمنا يعاني الاكتظاظ السكاني... أنا هنا لأقول بوضوح إن عدد البشر بحد ذاته لا يشكل مدعاة للقلق".

وتؤدي خياراتنا إلى استهلاك البشر موارد حيوية تتجاوز بأشواط إمكانات إنتاج الكوكب كل عام؛ مثل الغابات والأراضي؛ إذ على سبيل المثال، يؤدي الاستهلاك المفرط للوقود الأحفوري إلى مزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، المسؤول عن الاحترار العالمي.

بدوره، قال جويل كوهين، من "مختبر جامعة روكفيلر للسكان"، إن السؤال بشأن عدد السكان الذين يمكن للأرض تحملهم يحمل جانبين: الحدود الطبيعية والخيارات البشرية.

وتابع: "نحن أغبياء ونفتقر إلى بعد النظر. نتسم بالأنانية. لا نستخدم المعلومات المتوافرة لدينا. هنا تكمن الخيارات والمشكلات". لكنه رفض فكرة أن يكون البشر بمثابة لعنة حلت على الكوكب، مشيرا إلى ضرورة إتاحة خيارات أفضل أمامهم.

ويعد عدد السكان حاليا أعلى بثلاث مرات عن ذاك المسجل، عام 1950، والذي بلغ 2,5 مليار نسمة.

وبعدما بلغ ذروته مطلع ستينات القرن الماضي، تباطأ معدل النمو السكاني، بشكل كبير، وفق ما أفادت ريتشل سنو، من صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وتراجع النمو السنوي من ذروة 2,1 في المائة، بين عامي 1962 و1965، إلى أقل من 1 في المائة، عام 2020. ويمكن أن يتراجع أكثر إلى نحو 0,5 في المائة، بحلول عام 2050، نتيجة تراجع معدلات الخصوبة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يواصل عدد السكان النمو، ليصل إلى حوالى 8,5 مليارات، في عام 2030، و9,7 مليارات، في عام 2050، ليبلغ ذروته مع حوالى 10,4 مليارات نسمة، في ثمانينات الألفية الحالية.

وقدّر معهد المقاسات الصحية والتقييم في دراسة له، عام 2020، بأن العدد الإجمالي لسكان العالم سيبلغ ذروته، بحلول عام 2064، من دون أن يصل إطلاقا إلى عشرة مليارات، ليتراجع لاحقا إلى 8,8 مليارات، بحلول عام 2100.

وارتفع عدد سكان العالم، بشكل هائل، منذ ظهور أوائل البشر في إفريقيا، قبل مليوني عام؛ إذ لم يتوقف ازدياد عدد الأشخاص الذين يتشاركون موارد الأرض، إلا لفترات خاطفة.

ومن حوالي ستة ملايين نسمة في 10000 قبل الميلاد، قفز عدد سكان العالم إلى مائة مليون نسمة، عام 2000 قبل الميلاد، ومن ثم إلى 250 مليونا، في القرن الأول ميلادي، بحسب المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية.

ونتيجة الطاعون الذي يعرف بـ"الموت الأسود"، تراجع عدد سكان العالم، بين عامي 1300 و1400، من 429 إلى 374 مليونا.

كما تسببت أحداث أخرى؛ على غرار "طاعون جستنيان" الذي ضرب منطقة البحر الأبيض المتوسط  على مدى قرنين، من 541 إلى 767، والحروب مطلع العصور الوسطى في أوروبا الغربية، بانخفاض موقت في أعداد البشر على الأرض.

ومنذ القرن التاسع عشر، بدأ عدد السكان الارتفاع، بمستويات هائلة، وهو أمر ارتبط إلى حد كبير، بتطور الطب الحديث والتصنيع الزراعي؛ ما عزز الإمدادات الغذائية العالمية.

ومنذ عام 1800، قفز عدد سكان العالم ثماني مرات، من قرابة مليار إلى ثمانية مليارات نسمة. وكان تطوير اللقاحات السبب الأساسي وراء ذلك؛ إذ ساعد لقاح الجدري خصوصا في التخلص من أحد الأمراض الأكثر فتكا في التاريخ.