مهرجان "ثويزا".. جبرون: الأمازيغ من نشروا الإسلام في المغرب.. والإخوان المسلمون احتضنوا الحركة الوطنية

محمد فرنان

قال الدكتور محمد جبرون، إن "الإسلام عُنصر ايجابي في التاريخ المغربي، ولا علاقة له بالعرب، والذين نشروا الإسلام في المغرب هم الأمازيغ، وليس العرب، هذه حقيقة للتاريخ، وللأسف كثير من الناس لهم التباسات حولها، والذين أسسوا الدولة في ظل الإسلام هم الأمازيغ".

وأضاف أثناء حديثه في ندوة ضمن فعاليات مهرجان ثويزا، يوم الأحد الماضي، أن "الفتح الإسلامي للمغرب بين مزدوجين حدُه ما بين ثلاثين وعشرين سنة فقط، المغرب مستقل عن المشرق، وله هويته المستقلة منذ حوالي 122 هجرية (730 ميلادي)".

وأورد المتحدث ذاته، أن "الأمازيغ هُم رأس الحربة في هذه العملية، وحينما نعود قبل، لم يكن فقط الأمازيغ، يجب أن نكون منفتحين، على الأقل الانسان العاقل يصل مداه إلى 300 ألف سنة".

وتابع: "يعني من هذا الوقت إلى الآن، تعاقبت على المغرب تجارب عديدة وأجيال، هذا موضوع كبير ليس وقته، وتاريخنا تاريخ عريق، وممتد، ولا يمكن اختصاره في 15 قرنا الأخيرة".

الخصوصية

ودعا الكاتب إلى "فتح نقاش الخصوصية"، مبرزا أن "العالم له الحق في عيش خصوصيته، وبطريقته الخاصة، وللأسف إلاّ نحن لنا مشكلة، وتوتر حقيقي مع الخصوصية، مثلا، حينما أرى أمريكيين متدينين بين قوسين سلفيين في تدينهم، ويمارسون الإرهاب ضد بعضهم أكثر مما نمارسه نحن ضد بعضنا، ولا أحد يقول على أمريكا أن تتغير".

وشدّد على أنه "بكل اعتزاز يجب أن نفخر بخصوصيتنا، وأن نطورها نحو الأفضل، بنوع من الانفتاح، وثقة في الذات والمستقبل، ووضع خصوصيتنا موضع شك وتساؤل، هذا يبدو لي فيه كثير في الخلل".

الإخوان المسلمون

وأورد جبرون أن "قضية تتكرر فيها سوء فهم خطير، الإخوان المسلمين، ليسوا بعبع، بل تيار سياسي نشأ في المشرق وله خصوصيته".

وتابع: "وفي علاقتهم معنا في المغرب، علينا فهم أن الذين احتضنوا الحركة الوطنية لما ضاق عليهم الأمر في المغرب، وذهبوا إلى المشرق، جزء كبير منهم كان الإخوان المسلمين، وكان الطلبة المغاربة يسكنون عندهم لما ذهبوا للقاهرة، حتى وثائق الحركة الوطنية أنتجت في مطابع حركة الإخوان المسلمين".

وشدد على أن "هذا التاريخ، واليوم شيء آخر، وإذا كان هناك خطأ منهم مارسوه أو يمارس، يجب أن نقف ضده، لكن لا يجب أن نكون عرضة لدعاية بين قوسين سياسوية مغرضة، للوقوف في اتجاه معاكس لجماعة كيفما كان حال، وهذا مورس على اليسار في مرحلة من المراحل، والآن يمارس على هذا التيار".

ولفت إلى أنه "كمثقف غير مقتنع أن الإخوان المسلمون مجرمون يجب مسحهم من الكرة الأرضية، يمكن أن يكون عندهم أخطاء، هذا وارد، هذا الموضوع يجب مناقشته بهدوء، وأربأ بنفسي أن أكون مثقفا محرضا على القتل، والاغتيال المعنوي والسياسي لأي طرف كان، نحن مع الحرية والحوار".