موسم أصيلة.. مستشار ملك البحرين يُحذر من إيران وحزب الله وينتقد صمت "أمنيستي" و"بلا حدود"

محمد فرنان

قال نبيل يعقوب الحمر، مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام، عشية اليوم الجمعة، إن "الحرب الأوكرانية المستعرة حتى هذه اللحظة هي بداية تشكل نظام عالمي جديد، وبغض النظر عن من ينتصر فيها اليوم فإن العالم أمام حقبة سياسية جديدة سوف تتغير فيها الموازين وتتعزز مواقع بعض القوى وتفقد أخرى مواقعها كما بدت فيه أوروبا التي لم تعد إلا ذراعا للولايات المتحدة خلال الحرب الاوكرانية والتي افتقدت الزعامات التاريخية".

وأضاف في ندوة "الخليج العربي بين الشرق والغرب المسألة الشرقية الجديدة"، ضمن فعاليات جامعة المعتمد إبن عباد المفتوحة (36)، الذي يُعد أحد أنشطة موسم أصيلة الثقافي الدولي الثالث والأربعون، إن "الحرب الأوكرانية كشفت الكثير من مواقف العالم الغربي وخاصة ما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية والمبادئ والمفاهيم والإعلام الحر التي ذهبت كلها أدراج الرياح عندما لامست الحرب العالم الغربي".

صمت المنظمات الغربية 

وتابع: "بالمناسبة فكوني رجل إعلام فلا أعرف حتى الآن كيف سوف تصنف المنظمات الغربية كمراسلون بلا حدود ومنظمة العفو ما مارسه الإعلام الغربي من مصادرة للآراء وعنصرية وحجب المواقع الإعلامية خلال الحرب فيما كانت طوال السنوات الماضية تدين وتشجب وتستنكر وتحمل علينا وعلى إعلامنا".

وأوضح المتحدث ذاته، أنه "فيما يتعلق بدولنا العربية، فإن أهم ما كشفته الحرب الدائرة في أوكرانيا، هو أن العالم الغربي لم يستطع أن يجر العرب إلى جانبه في ساحة الحرب، وهذه كانت علامة بارزة جداً في مسيرة التحولات التي شهدتها منطقتنا العربية بين الشرق والغرب، وقد مارس الغرب ضغوطات كبيرة على دول الخليج خاصة من أجل إحداث تحولات رئيسية في مواقفها بالنسبة للحرب، وتنوعت هذه الضغوطات بين العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية وحتى المثلية، والأهم هو قيام الغرب بفتح الساحة العربية لإيران من أجل أن تعيث فيها إرهابا ودماراً".

وأورد وزير الإعلام سابقا بالبحرين، إنه "لم يكن من مصلحة دول الخليج أن تدخل طرفاً في هذه الحرب أو في الصراع الدائر بين الدول الكبرى، فهذه الدول تملك تاريخاً طيباً وعلاقات اقتصادية مستقرة سواء مع روسيا أو الصين أو سائر الدول الشرقية، وطوال تاريخها فإن دول الخليج حاولت أن تتجنب الصراعات وسياسات الاستقطاب من أية جهة كانت، واحتفظت بعلاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع الجميع".

الربيع العربي خططت له الدول الغربية

ولفت إلى أنه "إذا ما كانت هناك حسنة لما كان يطلق عليه الربيع العربي والذي خطط له من قبل الدول الغربية لتدمير الدول العربية وانهيارها، أقول، إذا ما كانت هناك حسنة، فإنها خلقت تحولات إيجابية جديدة في عالمنا العربي، فيما يخص تعزيز الجبهة الداخلية العربية والنأي بها عن التدخلات الخارجية، وتكثيف الاتصالات والتنسيق فيما بين دولنا من أجل خلق مواقف أكثر إنسجاماً في الحديث مع الخارج إلى جانب الوعي العربي العام الذي تشكل في أعقاب ذلك".

وشدّد على أن "الاستقرار والأمن الذي رسخته دول الخليج لعقود طويلة خلّق نهضة تنموية كبيرة ومثالية انعكست إيجابياً على الشعوب التي زاد التحامها والتفافها حول أنظمتها مما فوت فرص كثيرة لضرب هذه الأنظمة المستقرة، فيما كانت الشقة تتباعد أكثر وأكثر بين النظام الإيراني والشعب الذي عانى من فقر مدقع وذلك لقيام هذا النظام بصرف مدخرات إيران على منظماته الموالية وأهدافه التوسعية في الخليج وزعزعة الأمن والاستقرار فيه".

الخليج العربي يقود حراكاً دبلوماسياً

وتابع: "هذا الأمن والاستقرار والتنمية شهدت أيضا عبثا من قبل أطراف دولية متعددة ساعدتها في ذلك أحزاب ومنظمات تعتنق ايدلوجيات مهترئه وكانت يوما ما في سدة الحكم ولم تستطع أن تخلق أي مجتمع مثالي، فانهارت بعد أن انقلبت على ما ادعته من مبادئ تقدمية".

وأردف، "أستطيع أن أقول من هنا، أن الخليج العربي يقود اليوم حراكاً دبلوماسياً لا شرقياً ولا غربياً، بل يضع مصالح شعوبه ومصالح الأمة العربية في المقدمة، وانتهج سياسات لم تعد قائمة على رد الفعل بل الفعل، والعمل بما يحصن جبهته الداخلية إزاء أي محاولات لا تتماشى مع مصالحه".

إيران وحزب الله

واستطرد قائلا: "أستطيع أن أقول أيضاً أن الأيديولوجيات والأحزاب التي أضرت بدولنا وشعوبنا قد ولت، وانتهت، وانكشفت شعاراتها الزائفة أمام الرأي العام، ولم يبقى غير فلول تلفظ أنفاسها، انظروا حولكم أين أحزاب الإسلام السياسي كالإخوان، وأين الأحزاب التي ادعت التقدمية ونصبت نفسها مدافعة عن قضايا الأمة العربية كحزب البعث وغيرهم من الأحزاب مدعية التقدمية والديمقراطية وحملت لواء العروبة والقومية ولكن في نفس الوقت تعقد التحالفات مع صنيعة إيران وما يطلق عليه حزب الله وتصمت عن جرائمه المخزية في دولنا العربية وما يرتكبه من مذابح واغتيالات".

وأكد أن "زعماء من الشرق وزعماء من الغرب زاروا الخليج في الآونة الأخيرة في أكبر وأحدث دليل على تأثير السياسات الخليجية في العالم الذي أصبح يخطب ود هذه الدول، وكذلك هي بعض الدول التي كانت تتخذ موقفاً عدائياً من الخليج ولكنها سرعان ما أدركت أن ذلك ليس من مصلحتها ولا يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية".

فشل الربيع العربي

 ولفت إلى أن "ما يشهده الخليج من تحولات هي نابعة من إرادته الذاتية، مع تراجع قناعات غربية كثيرة بأن سياسة الضغوطات لم تعد تجدي مع هذه الدول التي برهنت في أكثر من موقف أن هذه الممارسات مصيرها الفشل، وكان ما يسمى بالربيع العربي وفشله أكبر دليل على ذلك".

وشدّد على أن "الخليج العربي يشهد اليوم تحولات تسير في نسق طبيعي وسريع فاجأ الكثيرين، بل وفاق توقعاتهم، هذه التحولات تختلف عن الصورة النمطية السابقة، لتشق اليوم طريقها بقوة وثبات وثقة وتصبح رقماً صعباً في السياسات الدولية، وجغرافياً فإن الخليج عرف إنه بين الشرق والغرب بموقعه المميز، واليوم فإنه يعزز هذه المسألة سياسياً واقتصادياً وفق موقف مستقل ومتوازن يرفض بشدة محاولات التدخل في شئونه الداخلية أو ممارسة أية ضغوطات عليه مهما كانت أشكالها".

وأشار إلى أنه "ليس جغرافياً وسياسياً فقط ولكن دينياً وانسانياً، فإن الخليج عرف بمساعيه الخيرة نحو تعزيز التقارب والتسامح والتلاقي وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش بين الشرق والغرب، ولا أدل على ذلك من الزيارة التاريخية غير المسبوقة التي سيقوم بها البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للبحرين في الثالث من الشهر القادم ولمدة أربعة أيام تلبية لدعوة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين للمشاركة في ملتقى البحرين "حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني".