"موقف" إسرائيل الرسمي من مغربية الصحراء؟.. صحفي إسرائيلي يسائل وزارة خارجية بلده

الصحراء المغربية
بشرى الردادي

تفاعلا مع مقال نشره موقع "القدس العربي"، بعنوان: "لماذا لا تعترف إسرائيل بمغربية الصحراء؟" أمس الاثنين، كشف جاكي خوجي، محلل الشؤون العربية بإذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، الرد الذي تلقاه من وزارة الخارجية الإسرائيلية، حينما طرح عليها سؤالا حول "موقف إسرائيل الرسمي من الصحراء".

وأعلن جاكي خوجي في تغريدات على حسابه الرسمي بـ"تويتر": "سألنا وزارة الخارجية الإسرائيلية عن موقف إسرائيل الرسمي في ما يتعلق بالصحراء؟ وهل تعترف بسيادة المغرب على الأرض؟ لكن المكتب لم يرد مباشرة على السؤالين".

وكتب أن الرد كان هو "الصمت"، حين قال: "القدس، هل أنت مستيقظة؟ ملك المغرب يتهم إسرائيل بتجاهل بلده في قضية الصحراء. رسالة الملك إلى القدس لم تلق الرد المنتظر".

وتابع: "اتضح أنه تحت عباءة العناق والعلاقات الحميمة، هناك استياء في المغرب من إسرائيل، التي لم تعبر حتى الآن عن موقف رسمي صريح على مستوى عال، بشأن الخلاف حول الصحراء. لذلك، قرر الملك هذا الأسبوع نزع الأقنعة".

وأضاف في تغريدة أخرى: "في خطاب للشعب، خاطب محمد السادس شريكين دون أن يسميهما؛ "التقليدي" و"الجديد".

وأوضح للجميع من يقصد: "التقليدي هو فرنسا، والجديد هو إسرائيل".

واسترسل: "بعد قرابة عامين على استئناف العلاقات، لم يرفع المغرب مستوى العلاقات الرسمية مع إسرائيل إلى فتح السفارتين".

ويشار إلى ممثل إسرائيل في المغرب، بـ"رئيس مكتب الاتصال، رغم أنه شخصية رفيعة المستوى برتبة سفير وما فوق. كما يتجاهل الملك توقعات إسرائيل لزيارة القدس. سبب كل هذا ذكره الملك في خطابه".

وأضاف: "وزيرة الداخلية، أيليت شاكيد، أعربت عن دعمها الصريح لحق المغرب في الصحراء، خلال زيارتها للمملكة، قبل شهرين. كما دعم نائب رئيس مجلس الوزراء، جيدون ساعر، موقف المغرب، خلال زيارته للمغرب، قبل شهر. لكن المغاربة يتوقعون إعلانا رسميا وواضحا من أعلى مستوى في إسرائيل، وهذا ما لم يحدث بعد".

وكشف أنه تم "سؤال وزارة الخارجية عن موقف إسرائيل الرسمي من الصحراء، وهل تعترف بسيادة المغرب على الأرض. إلا أنها لم ترد مباشرة على السؤالين".

وتابع: "أشارت لنا أحزاب سياسية إلى تصريح غير مباشر حول الموضوع لرئيس الوزراء، يائير لابيد، في مارس من هذا العام، عندما شغل منصب وزير الخارجية؛ حيث ثمن موقف إسبانيا الرسمي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باكتفائه بالقول: هذا تطور إيجابي".

وتأتي هذه التساؤلات والتحليلات بعدما طالب الملك محمد السادس في خطاب "ثورة الملك والشعب"، إسرائيل، كـ"شريك جديد"، بإعلان موقفها، بشكل رسمي وواضح، من قضية الصحراء المغربية، بدل المواقف الضبابية، لاسيما أمام ارتفاع تساؤلات الرأي العام المغربي حول ثمار تقارب البلدين.

وفي هذا السياق، أكدت شامة درشول، الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية، خلال حلولها ضيفة ببرنامج "العالم هذا المساء"، الأحد 21 غشت الجاري، على قناة "بي بي سي عربي"، أن المغرب لم يحصل إلى حدود الساعة، على أي نتيجة ملموسة من هذا التقارب مع إسرائيل.

وشددت في الحلقة التي كان سؤال: "هل تبين للمغرب أنه لم يتلق المقابل المنتظر من تطبيعه مع المغرب؟" محور حديثها، على "غموض الموقف الإسرائيلي من مغربية الصحراء، بل وكذلك الغموض حتى في موقفه من جبهة البوليساريو".

وحسب المقال التحليلي الذي حمل عنوان: "لماذا لا تعترف إسرائيل بمغربية الصحراء؟" على موقع "القدس العربي"، فإن السبب الأول يتمثل في "طبيعة اشتغال آليات المجتمع السياسي الإسرائيلي، التي تخضع لمفهوم الانتخابات؛ إذ يوجد يسار قوي في إسرائيل يدعو إلى حل الدولتين في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وهو اليسار نفسه الذي يدافع عن تقرير المصير في ملف الصحراء. في الوقت ذاته، اليمين يدعي عدم معرفته بنزاع الصحراء، ويرفض إعطاء موقف محدد. والأدهى أنه بدأ مؤخرا، تبني أطروحة مقايضة الاعتراف بمغربية الصحراء مقابل يهودية القدس. لقد اعتمد تيار التطبيع في المغرب كثيرا على تفسيرات ومواقف اليهود من أصل مغربي. نعم، يشكلون نسبة مهمة من المجتمع الإسرائيلي، لكن لا يمتلكون قرار الحسم في القضايا الخارجية، ومنها الصحراء".

أما بخصوص السبب الثاني، فهو أن "إسرائيل لا تهاجم جبهة البوليساريو؛ لأنها لا تريد الاصطدام مع تيارات في الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، يدافعون عن أطروحة جبهة البوليساريو؛ مثل عائلة كينيدي، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جون كيري، ورئيس لجنة الدفاع في الكونغرس الأمريكي حاليا، الجمهوري جيم إنهوف، الذي طالب مؤخرا بنقل "مناورات الأسد الإفريقي" من المغرب؛ لأنه يعتقد أنه لا يتقدم في حل نزاع الصحراء".

وفيما يتعلق بالسبب الثالث، فهو أن "إسرائيل تراجع أوراقها في شمال إفريقيا، ولا ترغب في الاصطفاف الكلي إلى جانب المغرب، وتحويل الجزائر إلى عدو أبدي، لاسيما بعدما بدأ الغرب يغازل هذا البلد، بسبب ما يجري في الساحل، وبسبب الحاجة إلى الغاز الجزائري للتقليل من الاعتماد على الغاز الروسي. لهذا، فهي تغازل الجزائر تلميحا، وتبحث عن تفاهم غير مباشر".

وتابع: "ويبقى التساؤل الكبير: هل يمكن لإسرائيل التي لا تعترف بمغربية الصحراء، إقناع دول ثالثة بمغربية الصحراء؛ أي مساعدته على المستوى الدولي؟ الجواب بنعم سيكون من باب الخيال السياسي؛ لأن نفوذ إسرائيل في العالم تراجع كثيرا، بما في ذلك في أوروبا والولايات المتحدة. ومن ضمن الأمثلة، لم ينجح اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة في حشد الدعم للمغرب؛ إذ يعرقل الكونغرس الأمريكي صفقات الأسلحة للمغرب، وأبرزها "الطائرات المسيرة MQ-9B"، بل لم يتقدم ولو عضو واحد محسوب على اللوبي اليهودي في لجنة الدفاع الأمريكي لمساندة مطالب المغرب. لا يمكن لإسرائيل مساعدة المغرب في أمريكا اللاتينية، في وقت تتعرض فيه إسرائيل لنكسات دبلوماسية بسبب عودة اليسار، ولا يمكنها مساعدته في آسيا، بينما يعتمد على علاقاته التاريخية في إفريقيا، من دون الحاجة إلى إسرائيل. ويبرز البعض المزايا الاقتصادية للتطبيع كمنقذ للمغرب من أزمته الاقتصادية، في وقت لم تتوافد فيه شركات أغنياء اليهود في العالم للاستثمار به، باستثناء شراء بعض اليهود أراض في جنوب البلاد".

وختم المقال: "يعمد البعض إلى التركيز على التعاون العسكري المغربي – الإسرائيلي، علما أنه تعاون قائم منذ مدة طويلة، وليس وليد مسلسل التطبيع الحالي، فقط أصبح علنا في الوقت الراهن. وتتولى إسرائيل الآن، كما تولت في الماضي، تحديث المقاتلات المغربية، ومد المغرب بتقارير حول الوضع العسكري في غرب البحر الأبيض المتوسط، ومساعدته نسبيا في الحرب السيبرانية. ولا يعد التعاون العسكري حاسما لتعزيز قدرات المغرب بشكل يمنحه تفوقا، لأن قدرات الجيش المغربي تعتمد على أسلحة نوعية جديدة مصدرها الصين أساسا، وليس أسلحة إسرائيلية، باستثناء الصفقة المرتقبة "باراك 8" الإسرائيلية الهندية، التي ستكون مكملة للدفاع الجوي. ولن تنخرط إسرائيل في دعم عسكري لا مشروط للمغرب، تجنبا لإغضاب إسبانيا التي لا ترغب في مغرب قوي عسكريا".