"يُقال إن".. "أول تاريخ افتراضي للمغرب" في 30 حلقة

تيل كيل عربي

يطلق المؤرخ وعالم السياسة المغربي محمد نبيل ملين "أوّل تاريخ افتراضي للمغرب"، ابتداء من مساء يوم غد الخميس، من خلال مشروع "يُـقال إن"، على "يوتيوب".

ويسعى هذا المشروع الطّموح، الذي يتكون من 30 حلقة، تدوم كلّ واحدة منها حوالي عشر دقائق، إلى تقديم مختلف جوانب تاريخ المغرب وذلك بطريقة علمية وسلسة. فهو يجمع بين الرسوم والوثائق والسرد ولائحة من المصادر والمراجع من أجل تفكيك أمثل وفهم أشمل للأحداث والمؤسسات والرّموز التي شكّلت تاريخ البلاد وما زالت تُؤثّر على حاضرها.

واعتبر ملين، في اتصال بـ"تيل كيل عربي"، أن المشروع هو "طريقة جديدة لتقديم تاريخ المغرب".

ووصف المتحدث الطريقة التي ستقدم بها الفيديوهات بأنها "في الوقت نفسه علمية وسلسة". و"تتناول إما شخصيات أو أحداث أو مؤسسات أو طقوس أثرت في تاريخ المغرب ومازالت تؤثر عليه"، على حد تعبيره.

وشدد على أنه سيتم "تقديم التاريخ المعروف بطريقة أخرى أو غير المعروف إلى الجمهور".

وسيتم البدء في السلسلة بثورة الريف وذلك لسببين، حسب صاحب المشروع.

حول السبب الأول، اعتبر مولين أنه "اختيار منهجي"، وأوضح، في هذا الصدد، "اخترت ألا أحترم الكرونولوجيا التاريخية حتى لايكون التاريخ خطيا ولا أفرض سردية على الجمهور، كأنني أقول، إذا بدأت من نقطة معينة، أن تاريخ المغرب يبدأ من تلك النقطة. وجميع الحلقات ليس فيها احترام لخط زمني محدد. أبدأ من القرن العشرين والحلقة المقبلة ستكون عن القرن الثامن، والحلقة الثالثة عن القرن الخامس عشر وهكذا، وفي آخر السلسلة سيظهر نوع من التسلسل التاريخي"....

والسبب الثاني يتمثل في كون "الذكرى الستين على اندلاع انتفاضة الريف ستكون في هذا العام"، على حد قوله.

وبما أن الباحث معروف عنه التوقف عند المفاهيم المؤسسة وامتداداتها التاريخية، كمفهوم "المخزن"، فهو يقول إن "الهدف من السلسلة هو معرفة الامتدادات التاريخية لمجموعة من المفاهيم والأحداث والأشخاص وتأثيرها في زمنها وما بقي محسوسا، عن وعي أو عن غير وعي في مخيلة المغاربة".

وتتناول الحلقة الأولى حدثا من أهم أحداث تاريخ المغرب المعاصر وأكثرها غموضا: انتفاضة الريف التي دارت رحاها بين نهاية 1958 وبداية 1959 خصوصا.

وسلسلة "يُقال إن" هي أول أوراش "إنشاء"، وهي حاضنة للأفكار المبتكرة في المجالين السياسي والثقافي أُسّست سنة 2018 بفضل تضافر جهود فريق متعدد التخصصات.

ومحمد نبيل ملين، المشرف على الحاضنة، أستاذ باحث في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي. وقد حصل على دكتوراه في التاريخ من جامعة السـربون وعلى دكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس.

له العديد من المؤلفات من بينها "علماء الإسلام: تاريخ وبنية المؤسسة الدينية في السعودية بين القرنين الثامن عشر والحادي والعشرين" (بيروت، 2011) و"السلطان الشريف: الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب" (الرباط، 2013) و"الخلافة: التاريخ السياسي للإسلام" (بيروت، 2017) و"فكرة الدستور في المغرب: وثائق ونصوص (1901-2011)" (الدار البيضاء، 2017).