محمد السادس في الكوت ديفوار.. إنه في بيته

سامي جولال

 

في كل مرة يزور فيها كوت ديفوار، يجمع الملك محمد السادس بين الأنشطة الرسمية و الشخصية. فبعد وصوله إلى أبيدجان يوم الأحد الماضي، افتتح مشروعين إلى جانب الحسن واتارا، رئيس كوت ديفوار، وسيشارك، كذلك، في قمة الاتحادين الإفريقي والأوروبي، التي ستعقد اليوم الأربعاء في العاصمة الإيفوارية. وبفضل كرم الضيافة الإيفوارية، وعلاقة الملك الوطيدة مع الحسن واتارا، يتعامل الملك محمد السادس وكأنه في المنزل.

ففي الـ 25 نونبر (الأحد) وطأت قدما الملك، من جديد، الأرض الإيفوارية، بحيث كان في استقباله، في المطار الدولي ''فِيلِيكْسْ أُوفْوِيتْ بْوَانِي''، الرئيس الإيفواري الحسن واتارا وزوجته دومينيك واتارا، وذلك قبل أن يذهب إلى مقر إقامته المعتاد في سفارة "كُوكُودِي''، التي وضعت تحت تصرفه من قبل الدولة الإيفوارية.

وقبل وصوله إلى أبيدجان، انتقلت إلى هذه الأخيرة سفن تابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية، من أجل نقل أفراد الأمن، والطعام، والطباخين، ومجموعة من الوسائل اللوجستيكية الأخرى، التي سيحتاجها الملك خلال الفترة التي سيقضيها هناك.

وفي اليوم الموالي لوصوله إلى أبيدجان، كان جدول أعمال الملك مزدحما، إذ التقى مضيفه الحسن واتارا الذي دشن رفقته محطة مجهزة لتفريغ السمك، حملت اسم ''محمد السادس''، في قرية لُوكُودْجُورُو غير البعيدة عن القصر الرئاسي. وتطلب بناء هذه المحطة 30 مليون درهم (2.6 مليون أورو)، بحيث بنيت فيها مختلف مرافق الصيد الحرفية، وسوقا للأسماك، وأعمال الحماية البحرية.

''أَكْوَابَا'' التقليدي

في نفس اليوم، دشن الملك مركزا مهنيا متعدد القطاعات، عبارة عن مؤسسة متخصصة في البناء والأشغال العامة وقطاعات الفندقة، في منطقة يُوبُوغُونْ الواقعة في شمال أبيدجان، بغلاف مالي قدره 70 مليون درهم (6.2 مليون أورو).

وأثناء جولته، خصت لجنة خاصة بالاستقبال الملك باستقبال جمعت فيه بين الرقص والغناء، بمناسبة ''الْأَكْوَابا'' التقليدي الذي يعني ''الوصول الجيد''.

وككل زيارة لمحمد السادس إلى أبيدجان، عرفت المناطق المحيطة بإقامته جوا خاصا جدا؛ بحيث كانت هناك مجموعة من الإيفواريين تتمنى الحصول على هبة ملكية، مرفوقة بفولكلور صاخب معتاد. وبالنسبة للمغاربة المقيمين في أبيدجان، فقد تجمعوا حول الإقامة الملكية، منتظرين خروج الملك لكي يلقوا عليه السلام، أو يحيوه بالأيادي.

''أَلُوكُو'' و''Coupé décalé''

بفضل سفرياته المتكررة، أصبح الملك محمد السادس مألوفا في المشهد الإيفواري، لدرجة أنه أصبح من غير النادر أن نراه يتذوق مأكولات المطبخ الإيفواري، وخاصة أكلة ''الْأَلُوكُو'' التي تتكون من موز مقلي في زيت النخيل، إضافة إلى الموسيقى الحضرية ''Coupé décalé''، التي اكتشفها الملك من خلال حامد بَاكَايُوكُو، وزير الدفاع الإيفواري.

ويروج، أيضا، أن محمد السادس، في أبيدجان، مولوع بالحفلات الخاصة بهذا النوع من الموسيقى، كما أن هناك طباخة إيفوارية تقيم في المغرب، لكي تقدم للملك أطباقا إيفوارية نموذجية.

عن موقع جون أفريك