دواوير نواحي تاونات والحسيمة تعيش عزلة تامة بسبب الثلوج.. لا كهرباء لا مواد غذائية لا حطب التدفئة

أحمد مدياني

عزلة تامة. لا كهرباء ونقص حاد في المواد الغذائية وانعدام لحطب التدفئة. المؤسسات التعليمية مغلقة، والموت يتربص بالحوامل والرضع. الحياة توقفت بشكل تام منذ يوم الجمعة الماضي (8 يناير)، بسبب التساقطات الثلجية، التي حاصرت 8 دواوير، أربعة منها نواحي تونات وأربعة أخرى نواحي الحسيمة.

الدواوير التابعة لتاونات هي: دوار العيون، ودوار دمنت بوزيد، ودوار اموايلت، ودوار اساين، وتلك التابعة لجماعة فناسة باب الحيط، أما الدواوير التابعة للحسيمة فهي: دوار بني عياش، ودوار المداود، ودوار اقرارن، ودوار تبرانين.

وفي اتصال لـ"تيلكيل عربي"، اليوم الخميس 14 يناير، بالمستشار الجماعي بالجماعة المحلية "فناسة باب الحيط" بإقليم تاونات نور الدين الفاضلي، والمتواجد بعين المكان، نقل الأخير أن "هناك خطرا يتهدد أزيد من 5000 نسمة، إذا لم تتدخل السلطات لفتح الطريق الفرعية التي تربط الدواوير المحاصرة بالثلوج بمجموعة من المراكز".

وأضاف المتحدث ذاته، أن "الدواوير المذكورة التي توجد نواحي الحسيمة، تعاني لقرابة أسبوع من انقطاع التيار الكهربائي، بسبب عطل بأحد المحولات الذي لم تستطع فرق المكتب الوطني للكهرباء والماء الصلح للشرب الوصول إليه".

وتابع: "انقطاع الكهرباء ضاعف من معاناة ساكنة هذه الدواوير، خاصة مع نفاذ المواد الأساسية ومنها مادة الشمع، وحطب التدفئة".

وبخصوص تدخل السلطات المحلية والمسؤولين في وزارة التجهيز محليا، كشف المستشارأن "قائد الإقليم حل للإشرف على عملية فتح الطريق الفرعية، رفقة مسؤولين من المياه والغابات الذين تكلفوا بإزاحة الأشجار المتساقطة، ولكن جرافة الثلوج التابعة للجماعة صغيرة الحجم، وتحتاج لأسبوع إضافي كي تستطيع فتح الطريق بشكل كلي أمام الدواوير المحاصرة".

ودق المستشار الجماعي ناقوس الخطر إذا استمر الوضع على ما هو عليه، محذرا من أن "تطال تداعيات حصار الثلوج النساء الحوامل بسبب استحالة وصول سيارات الإسعاف إلى هذه الدواوير، وأن تصل أيضاً إلى الرضع وكبار السن الذين يحتاجون للأدوية، وأن تطال أيضا الماشية التي تحتاج للكلأ".

وصرح مصدر "تيلكيل عربي" من عين المكان، أن العاصفة الثلجة ألحقت أضراراً بالأشجار المثمرة، خاصة الزيتون واللوز والتين.

وحول تجديد الاتصال بالمسؤولين من أجل تجتاوز هذا الوضع، قال المستشار الجماعي بالجماعة المحلية "فناسة باب الحيط" بإقليم تاونات، إن "الاتصالات بهم تجددت صباح اليوم الخميس، لكن الجواب هو غياب الوسائل اللوجستيكية، ودعوة للاكتفاء بجرافة الجماعة الصغيرة، والتي توقفت بدورها مساء يوم أمس الأربعاء بسبب نفاذ البنزين، في إنتظار وصوله صباح اليوم لاستئناف جرف الثلوج".

ونبه المسؤول الجماعي إلى أن الأسواق الأسبوعية التي تمد الساكنة في هذه المناطق بالمواد الأساسية والمواد الغظائية ومن بينها قنينات الغاز، لن تسطيع العودة لنشاطها بدون ازاحة الثلوج وفتح الطرقات خلال اليومين القادمين، مشيرا إلى أن العاصفة الثلجية القوية التي ضربت المنطقة كانت مفاجئة بنسبة لساكنتها، خاصة وأنهم يعيشون اليوم بيومه من ناحية تأمين قوت عيشهم.