كتب الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، مقالة يطرح فيها الأسباب وراء قرار الحكومة بفرض جواز التلقيح في الحياة اليومية للمغاربة، ابتداء من يوم غد الخميس 21 أكتوبر.
وقال فيها: "يلعب جواز اللقاح دورا مركزيا في السماح للغالبية العظمى من المغاربة الذين تم تلقيحهم باستئناف حياة طبيعية تقريبا، في انتظار مناعة جماعية أوسع ونهاية الجائحة، كما أنه يساعد على حماية غير الملقحين أنفسهم ومحيطهم وعامة الساكنة من الخطر الذي يشكلونه: فالشخص غير الملقح معرض لخطر الوفاة 11 مرة، ولخطر دخول اقسام الانعاش 10 مرات أكثر مما لو كان ملقحا، وينشر الفيروس أكثر بكثير مما لو تم تطعيمه. وقد أظهرت الدراسات أنه من بين 100 حالة وفاة بسبب (كوفيد-19)، هناك 99.5٪ هم غير ملقحون".
وأضاف الطبيب الباحث، أن "المملكة قدمت - بنجاح كبير - تضحيات وجهودا هائلة لاحتواء الوباء والحصول على اللقاحات في الوقت المناسب وبكميات كافية. وقدمتها للمواطنين والقاطنين مجانا وبتسهيلات لوجستية قل نظيرها. وبفضل ذلك تم تطعيم أكثر من 4 من أصل كل 5 بالغين. والتطعيم من 12-17 سنة من العمر يسير بخطوات كبيرة، والجرعة الثالثة تتقدم أيضا".
وفي هذا السياق، اعتبر الطبيب حمضي أنه "سيكون من غير المنطقي ترك 36 مليون مغربي تحت اكراهات التدابير التقييدية، في انتظار انتهاء الوباء. والبديل المنطقي هو تخفيف، بل إزالة بعض التدابير لفائدة مجتمع الملقَحين للسماح لهم بالاستفادة من العودة التدريجية للحياة الطبيعية أو تقريبا، في انتظار أن ينضم الخمسة أو ستة ملايين الباقين بهم".
وتابع الكاتب ذاته، أن "استعمال جواز اللقاح، يشجع المترددين في التغلب على تخوفهم واتخاذ القرار الصحيح".
ويوضح في مقالته، أن "استراتيجية مواجهة الأزمة الصحية، تنبني على التقليل لأقصى حد ممكن من خطر انتشار الفيروس والحالات الحرجة، نظرا لاستحالة القضاء على انتشاره كليا. ويساهم جواز اللقاح بشكل كبير في ذلك".
ويضيف: "يمكن لجواز اللقاح أن يكون خطوة نحو الرفع شبه الكامل للقيود في ظل شروط معينة، منها: زيادة معدل تغطية تلقيح الساكنة، والتحكم أكثر في الحالة الوبائية والامتثال الواسع للإرشادات الصحية المتعلقة بالتدابير الوقائية الفردية والجماعية.
وفي انتظار ذلك، وفي غياب علاجات فعالة، يظل التلقيح أملنا الوحيد وأداتنا الوحيدة للاستمرار في تحسين الحالة الوبائية، وانخفاض الحالات الجديدة لفيروس (كورونا) المستجد، وأعداد الحالات التي تتطلب الاستشفاء وأقسام الانعاش والوفيات. وهو حصن كدلك ضد موجات محتملة".
ويختم الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، مقالته بالتشديد على أن "تسريع التطعيم هو طريقنا الأكثر أمانا، وهو أقصر طريق للعودة إلى الحياة الطبيعية في ظل مزيد من الحريات والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية".