أمينة مودن - كوت ديفوار
كل اختار وسيلته للوصول إلى "كوت ديفوار"، الدولة التي تستضيف، بكل حب، فعاليات النسخة الـ34 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، إلى غاية 11 فبراير 2024.
هنا بمدينة سان بيدرو، التي تستقبل مباريات المنتخب الوطني المغربي بمرحلة المجموعات، خلق المشجعون أجواء استثنائية وسط الشعب الإيفواري.
مناصرون سلكوا الطريق الصعب ليكونوا في موعد متابعة مباريات "أسود الأطلس"، عبر طريقتهم الخاصة؛ لأن لا شيء يقف أمام شغفهم.
مشيا على الأقدام، عبر درجات هوائية أو نارية وحتى سيارات من الطراز القديم.. كل هؤلاء تسلحوا بالعزيمة ووضعوا الصعاب جانبا للوصول إلى كوت ديفوار، والاستمتاع بالعرس الكروي القاري، بطريقتهم المفضلة.
السن لم يقف في وجه الحاج محمد مطهور.. وصل كوت ديفوار عبر دراجة هوائية
من مدينة مكناس، بدأت الحكاية عندما اختار محمد مطهور المعروف بـ"الحاج"، قطع آلاف الكيلومترات للوصول إلى كوت ديفوار عبر دراجة هوائية.
مطهور، وخلال دردشة مع "تيلكيل عربي"، قال إن فكرة تحدي الوصول لكوت ديفوار عبر دراجة هوائية كانت عفوية، فكيف لا وهو الذي شارك في ملحمة المسيرة الخضراء متطوعا.
96 يوما قضاها متنقلا بين دول القارة السمراء، قبل الوصول إلى أبيدجان، ومنها لمدينة سان بيدرو، حسب تصريحه، عاش خلالها تحديات استثنائية وتعرف على ثقافات عديدة.
اختار "الحاج" المبيت في المساجد، وفي أحيان كثيرة، فتحت عائلات منازلها في وجهه.
الترحيب والتلاحم وتشابه الثقافات.. كلها خلاصات خرج بها صاحب الـ74 سنة، فالعمر حسبه رقم لا غير.
عفاف حمدون "الاستثناء"
بعد خبرتها الكبيرة بطوافات المغرب عبر دراجتها النارية، انطلقت السائقة عفاف حمدون من مدينة بوزنيقة وصولا إلى مدينة أبيدجان، في رحلة استغرقت 18 يوما، بمسافة بلغت 16 ألف كيلومترا.
وخلال لقائها مع "تيلكيل عربي"، شددت حمدون على أن المغامرة لم تكن بالسهلة، بعد مواجهتها لصعوبات عديدة في الطريق.
لم تخف البطلة المغربية، التي سبق لها قطع كيلومترات عديدة بطوافات المغرب، رغبتها في إنهاء المغامرة بعد الأيام الأولى على انطلاقتها، لكن الدعم والمساندة الذي كانت تتلقاه من محيطها، منحها جرعة إضافية من العزيمة لإكمال الرحلة صوب أبيدجان.
دعم المنتخب الوطني بالمسابقة القارية من أولويات عفاف حمدون، التي حضرت أول مباراة للأسود بكأس أمم إفريقيا أمام تنزانيا من ملعب "لوران بوكو".
وستكون عفاف حمدون ممثلة للمغامرات المغربية خلال "الكان"، بدعمها الكبير للمنتخب، واختيارها إكمال رحلة كانت محفوفة بالمخاطر، حسب قولها.
ومن بين التفاصيل التي لازالت راسخة بذهن عفاف، خلال الرحلة الإفريقية، تعرضها للمضايقة من طرف سائقي بعض السيارات، الذين حاولوا تجاوزها، بسرعة جنونية، على مستوى الطريق الوطنية بموريتانيا.
أزنزار.. منزل صغير متنقل إلى غاية كوت ديفوار
اختار عبد الله أيت صديق، المعروف بـ"أزنزار"، بدوره دعم المنتخب المغربي خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا بطريقته الخاصة هو الآخر.
سيارة مجهزة بمعدات أساسية، العلم المغربي، وصورة للاعب المنتخب الوطني المغربي، حكيم زياش، كانوا سلاح أزنزار برحلته.
قضى قرابة 5 أشهر في طريقه من أكادير صوب سان بيدرو، عبر موريتانيا والسنغال ومالي، ثم كوت ديفوار.
قصة أزنزار مختلفة عن باقي المشجعين، فهو اختار التوقف بالمدارس ولقاء الأطفال الصغار؛ حيث عزف لهم عبر "الهارمونيكا"، وقدم كتبا وأقلاما وكرات.. والهدف حسبه، كان توعية الجيل الصاعد بأهمية التمدرس، مع إمكانية إتباع شغفهم لكرة القدم.
يمكنم متابعة كل هاته القصص عبر "تيلكيل عربي" بالصورة والصوت.