أربع هواجس تؤرق السياح البريطانيين حول المغرب

تيل كيل عربي

مع حلول فترة الصيف، قد يفكر الأوروبيون بزيارة بعض الدول الإفريقية، لا سيما شمال القارة السمراء، لكنهم يفكرون، قبل ذلك، بأوضاع البلد الذي يقصدونه، والتي على رأسها الأوضاع الأمنية بهذا البلد، من حيث معدلات الجريمة أو خدماته الصحية. إذن هل يعتبر المغرب بلدا آمنا للسياح البريطانيين، حسب اعتقادهم، ويمكن زيارته بالتالي هذه السنة؟

السؤال طرحته مجلة "ذو ويك" (THE WEEK)، أمس الأربعاء على موقعها، مفصلة في عدد من الأسباب والعوامل التي تدفع السائح البريطاني (والأوروبي عموما)، للتفكير قبل زيارة المغرب.

وكتبت المجلة البريطانية، الذائعة الصيت، أن قطاع السياحة في البلدان المجاورة للمغرب، كالجزائر وتونس وليبيا، وكذلك مصر، عانى من توالي الثورات والانتفاضات، وبعض العمليات الإرهابية. كل هذه الأوضاع، بحسب المجلة، استفاد منها المغرب؛ فقفز عدد سياحه في السنة الفارطة، لأعلى مستوى، مسجلا 11 مليون و349347 سائح.

هاجس الإرهاب

رغم كل المؤشرات السنوية للسياحة، فالبريطانيون ما يزالون متوجسون من السفر إلى المغرب، بحسب المجلة. وبالتالي هل هم متخوفون بسبب الهجمات الإرهابية؟

تضيف المجلة البريطانية أن أكبر تهديد يتخوف منه الوافد على المملكة المغربية، هو خطر التطرف والهجمات الإرهابية. وبهذا الصدد، سبق لوزارة الخارجية والكومنويلث (FCO) أن حذرت "احتمال وقوع هجمات إرهابية بالمغرب"، منبهة مواطنيها إلى "ضرورة توخي الحذر في جميع الأوقات"، وفق المجلة.

في نفس السياق، أوردت "ذو ويك"، أن السلطات المغربية هي الأخرى، تنبهت إلى وجود ارتباط بين بعض المغاربة وبين تنظيم داعش والجماعات المتطرفة، مما اأسفر غير مرة عن تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية، التي كانت على وشك القيام بعمليات تفجيرية ضد منشآت حكومية أو في أماكن عامة وسياحية".

ورغم كل هذا، تزيد المجلة، فإن المغرب يتمتع بحصانة أمنية ضد الإرهاب، ولو بشكل "نسبي"، حيث لم يشهد عمليات كبرى، إلا هجمتين إرهابيتين في سنتي 2003 و2011، في إشارة من المجلة إلى تفجيرات الدار البيضاء وتفجير مقهى"أركانة" بمراكش.

بعبع الجريمة

أما في ما يخص التخوف من الجريمة، فتورد المجلة أن وزارة الخارجية الأمريكية، أشارت أن الجريمة في المغرب تظل "مصدر قلق خطير"، مضيفة أنه من أكثر القضايا التي يتم الإبلاغ عنها، بحسب التقارير، هي "أشكال العنف في الشارع العام، والاعتراض والسرقة، وكذلك التحرش بالنساء الأجنبيات".

المجلة تضيف، أن المجرمين والمتورطين في هاته الأعمال يستعملون "الأسلحة البيضاء أثناء عمليات السطو في الشوارع بشكل كبير". والأدهى أن ذلك يقع "ليلا ونهارا، وفي الأحياء المزدحمة أمام مرآى العامة"، وفق تعبيرها.

في ذات السياق، سبق لوزارة الخارجية البريطانية ومؤسسة "Lonely Planet، التي تعتبر أكبر دليل ومرجع للسياح في العالم، (سبق لهما)، أن أعربا عن  قلقهما عما يواجهه السياح في المغرب، "من حيل في المدن الكبرى"، مشددة على أن السياح عليهم "التأكد من المرشدين السياحيين، الذين يدعون مزاولة عملهم بترخيص من السلطات المحلية، رغم حملهم لشارة رسمية".

من جهة أخرى، تذكر المؤسسة أن المحتالين يبيعون للسياح "الحشيش" ثم يقومون بابتزازهم عبر تهديدهم بالتبليغ عنهم للشرطة، إذا ما فضوا الانصياع لهم".

حوادث السير

من الناحية الصحية، تذكر المجلة أن المغرب يعد بلدا خاليا من الأمراض الخطيرة، بحيث يمكن للسياح التوافد دون الحاجة إلى القيام بتلقيح وقائي.

وتضيف أن المغرب يمتاز بمناطق ومرتفعات جبلية، بالتحديد في جبال الأطلس، حيث يمكن الإصابة بـ"داء المرتفعات"، وهو ما يعرف بـ"مرض الجبال الحاد"، الناجم عن التأثير المرضي للعلو الشاهق، المؤدي للضغط الجزئى المنخفض للأكسجين، والذي قد يؤثر على الرئة أو يتسبب في سكتة دماغية.

إلى جانب هذا الخطر، تورد بريطانيا، بحسب المجلة، بأن التهديد الأكثر للسياح في المغرب هو حوادث السير، حيث ما يزال معدل الوفيات بسبب سوء القيادة، مرتفع ومضاعف 9 مرات عن النسب في المملكة البريطانية.

ألغام الصحراء

من جهة أخرى، متعلقة بالنزاع حول الصحراء، لا سيما بالمناطق الحدودية مع البوليساريو، التي تتواجد بها بقايا الألغام، توصي وزارة الخارجية البريطانية، بعدم السفر إلى المناطق التي لا يتواجد بها أي مسؤول قنصلي أو ديبلوماسي بريطاني، مما يجعل قد يعيق إمكانية الخروج من هناك في حالات الخطر، ويجعلها مستحيلة.