أوريد: التكنوقراطي أزاح السياسي والمثقف.. وكل تجاربه فشلت في المغرب

تيل كيل عربي

أكد مؤرخ المملكة الأسبق، حسن أوريد أن تجربة التكنوقراط في المغرب لم تكن صالحة ولم تنجح، وذلك لأن التكنوقراطي انتحل صفات أخرى وأزاح المثقف والسياسي. وذلك بمعرض حديث أوريد في الرباط بمناسبة صدور آخر أعماله.

أقامت مكتبة الألفية الثالثة أمس الخميس بالرباط، حفلا لمناقشة وتوقيع كتاب الأكاديمي والمؤرخ الأسبق للمملكة المغربية حسن أوريد، الذي حمل عنوان "أفول الغرب". وقال أوريد خلال مناقشة كتابه إن المشروعية التي تخوله الحديث عن  الغرب، هو أن هذا الأخير "أضحى مؤثرا وواضعا للنواميس في العالم، بما فيه العالم العربي والإسلامي".

وأضاف أوريد "أننا أمام وضع جديد"، أي في "نفس اللحظة الاحتفائية بعد سقوط برلين"، مبررا ذلك بـ"عودة روسيا في العالم وتدخلاتها في تأجيج الصراعات، بالاضافة إلى ان ما يعيشه العالم الاسلامي مع الارهاب، والتساؤل عن هويته هل هو عنف أو تعبير عن أزمة".. كل ذلك في نظر المؤرخ، "يجعلنا أمام مرآة غرب منكسرة جديدة"، وبالتالي فـ"مشكلة العالم العالم العربي توجد خارجه أكثر"، وفق تعبيره.

صاحب "أفول الغرب" أثناء مناقشته، حاول تحديد وجهة العالم العربي والإسلامي، بالإجابة عن سؤال تأزم الأوضاع من انفراجها. وقال إن "اليابان والصين استفادوا من حضارة الغرب وبنيته، لكنهم استطاعوا أن يتجاوزوها، وهذا ما يحتاجه العالم العربي".

وللخروج من الأوضاع الحالية، يرى أوريد أن الغرب عاد إلى أهمية دور المثقف الذي يحمل مشروعا مجتمعيا متسلحا بالمعرفة. ويضيف أوريد أن المغرب على غرار المجتمع الغربي يعاني من غياب المثقف، وذلك نتيجة "تقصير السياسي في أداء مهامه. مما جعل المثقف يحل مع محل الأحزاب السياسية أو القوى الوسيطة، ليظهر ما سمي في فرنسا بالمثقف الجماعي، الذي يتكلم ويوقع على عرائض وقضايا آنية: كسوريا او الهجرة... الخ".

من جهة  أخرى، يرى المؤرخ أن المغرب بمنأى أن يسقط نفس السياقات الغربية عليه، لكن الأزمة تتمثل في كون "التكنوقراطي الذي يجيب فقط على الاجوبة ويدرس حالات قد تكون غير متوافقة مع الواقع".  وبخلاف المثقف الذي يعتبره أوريد مطالبا بطرح الأسئلة، فإن "تجربة التكنوكراط في المغرب ومقارباته كانت غير ناجحة، وذلك بلأن التكنوقراطي أزاح السياسي واستولى على المثقف، وانتحل صفات غيره"، بحسب المؤرخ.

ويأسف أوريد في حديثه عن المثقفين الذين يحشرون أنفسهم في "قضايا هامشية، ذات أولويات لفئة محدودة"، مشددا في نفس الوقت على أن المثقف "يجب ان يكون حاضرا في القضايا الكبرى".