الحرب تشتعل بين نساء البجيدي .. ماء العينين تقصف الوزيرة الحقاوي

ماء العينين وبسيمة الحقاوي
تيل كيل عربي

بعدما خاطبتها على الهواء مباشرة مساء يوم أمس الجمعة، خلال مرورها في برنامج "بلا زواق" الذي يبثه راديو "أصوات"، بالقول: "يا ريت لو تملك ماء العينين الشجاعة الكافية لتكون بدون هوية مزدوجة"، خرجت البرلمانية أمينة ماء العينين بتدوينة قوية نشرتها صباح اليوم السبت على حسابه في موقع "فيسبوك"، ترد فيها على الوزير بسيمة الحقاوي.

وكتبت ماء العنين "توصلت من الكثيرين بمقطع فيديو لمشاركة لك في برنامج إذاعي، يبدو أنه لم يحظ بالاهتمام والمتابعة إلا ما تعلق بحديثك المباشر عني، حيث سمحت لنفسك خارج كل القيم والأعراف أن تكيلي لي الاتهامات وأن توجهي لي ما أردتِ أن تغلفيه في طابع "نصائح" مفتوحة على الهواء مباشرة".

بسيمة الحقاوي قالت في البرنامج أيضاً، أنها "تتمنى لو لم تكن لأمينة  ماء العينين هوية مزدوجة، وتصرح بذلك ولا تخاف في الله لومة لائم".

ليأتي رد البرلمانية التي أثير كثير من الجدل حول صورها بدون غطاء الرأي في باريس، بالقول: "سيدتي تعرفين الآية الكريمة (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم) ومع ذلك أخلاقي لا تسمح لي في هذا الرد بقول السوء".

أضاف ماء العينين في تدوينتها: "أولا: ما كان لك أن تسمحي لنفسك بالتحدث عما لا يخصك ويخص شأنا خاصا لامرأة تعرضت لحملة واسعة للتشهير وأنت وزيرة المرأة، دون أن يكون لك علم لا بالحيثيات ولا بالتفاصيل. ثانيا: إن تلك المرجعية التي أردت دائما الظهور بمظهر من ينهل منها تقول إن "النصيحة" أمام الملأ فضيحة وتشهير، علما أنك لم تتصلي بي يوما لا للنصيحة ولا للتشفي الرخيص كما تفعلين على الأثير الإذاعي. ثالثا: إذا كنت تبحثين كما فعل كثيرون غيرك عن البطولة على ظهري فأنا يمكن أن أمنحك هذه الفرصة دون أن يحرك ذلك شعرة في رأسي".

وتابعت البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، "رابعا: تعلمين أنه مرت على الحزب وقائع تم التشهير فيها برجال ونساء لم أسمعك يوما تتكلمين عنهم وعنهن في الاعلام -رغم أنك لم تكوني تقصرين في الكواليس- ربما لأنك مقتنعة أن مواقعهم التنظيمية لا تسمح لك بمهاجمتهم لما يمكن أن يكون لذلك من أثر سلبي عليك، لذلك دعيني أذكرك: قد لا أكون في موقع تنظيمي يُضرب له الحساب،غير أني لست حائطا قصيرا وأرفض الانتقائية البشعة التي يتصرف بها البعض وأنتِ منهم".

وكتبت ماء العيين في تدوينتها، موجهة الخطاب دائما للوزيرة بسيمة الحقاوي: "أستغرب أن تسمحي لنفسك أنت "الأستاذة بسيمة الحقاوي" أن تعطيني دروسا في الشجاعة، علما أن المرة الوحيدة التي سمعتك تتكلمين فيها بشجاعة منقطعة النظير هي حينما كنتِ تعددين تنازلات عبد الاله بنكيران لـ"المخزن" ولباقي الفرقاء السياسيين، لكنك لم تفعلي إلا حينما أُعفي بنكيران وتطاول عليه المتطاولون، وظللت صامتة طيلة الفترة التي كنت فيها وزيرة في حكومته دون أن تنتقدي تنازلاته كما كنتُ أفعل أنا وهو في كامل قوته وسلطته دون أن "أخاف في الحق لومة لائم" على حد تعبيرك. لذلك اسمحي لي بدوري أن أنصحك أن تنازلات أخرى قد تُقدم في الحكومة الحالية وأنه من الشجاعة أن تتكلمي عنها اليوم لا غدا".

وأضافت البرلماني أن "ما يهم الناس هو شجاعة وزيرة المرأة والتضامن في محاربة الفقر وكشف من يصنعه ويستثمر فيه، وفضح الفساد والمفسدين وإنصاف النساء ضحايا الاقصاء والتهميش واللامساواة بدل ممارسة (الشجاعة) على سياسية تخوض معاركها التي تؤدي فيها ثمن (شجاعتها)".

وعن اتهامها بأنه تعيش بـ"هوية مزدوجة"، ردت ماء العينين على الحقاوي بالقول: "لست يا سيدتي بهوية مزدوجة ولو اخترت ذلك لكنتُ اليوم في موقع مختلف لا تصل إليه المؤامرات والدسائس، وهويتي الواحدة المنسجمة هي التي تجعلني اليوم أجيبك بشكل مفتوح وقد دفعتني اضرارا لذلك حينما اخترتِ الاعلام علما أنني سمعت كثيرا عن نهشك في لحمي وعرضي - إلى جانب أخريات- في الكواليس التي لا أهتم بها لأني لست من هواة "تبركيك" بعض النسوة في مجالس كالحمامات،وظللتُ صامتة صابرة لأن رهاناتي النضاليه أكبر وأبلغ".

وتابعت ماء العينين بنبرة من التهديد تجاه الوزيرة بسيمة الحقاوي في ما يتعلق بمسؤوليتها، وكتبت في هذا الصدد "لم أسمح لنفسي يوما بالحديث عنك ولا حتى بمراقبة عملك الحكومي وأنا نائبة برلمانية في جعبتي الكثير الكثير، وحتى يوم كنتِ أنتِ وزوجك عرضة للتشهير والتعريض بالحياة الخاصة من طرف زعيم سياسي، وجدتُ نفسي "قناعة وشجاعة" في صفكِ وفي صف زوجك كامرأة وكسياسية وكمناضلة ترفض التشهير بالسياسيين لتصفية الحسابات معهم على حساب أسرهم وأطفالهم وأنت الوصية على أسر وأطفال المغاربة سياسيين وغيرهم".

واعتبرت البرلمانية عن "البجيدي" أن "نصائح" الوزيرة  بـ"مثابة القذف والتعريض لا تعني لي شيء لأن كل ما أتذكره من (شجاعتك) و(هويتك المنسجمة) هو جوابك حين سألتكِ يوما قبل سنوات وأنت تترأسين إحدى الهيئات: لماذا اخترت الأخت" ......." لتكون عضوا في هذه الهيئة رغم أن لا كفاءة لها وضررها على الهيئة أكبر من نفعها، وقد استغرب لهذا الاختيار كثيرون قبلي؟ أجبتني حينها وأنا مصدومة: هاذ الأخت راها مصاحبة مع كاع مراوات القياديين اللي في الحزب. أعذرني سيدتي، لست أبحث عن مثل هذه الشجاعة وهذا الانسجام لأنني لم أعتمد يوما في مساري السياسي المتواضع لا على القياديين ولا على زوجاتهم، لذلك أنا أؤدي الثمن وجزء منه هو تجرؤكِ علي لا على غيري".

وختمت ماء العينين تدوينته بـ: "أنتم فقط من يرفض التوقف عن الخوض في موضوع يعرف الجميع أبعاده، فتخرجون تباعا لنكث الجراح وإبقائها حية تسيل بالدماء دون مراعاة لا لأسر ولا لأطفال، في تحامل غريب وتصفية حسابات صغيرة. اسمحوا لي أن أذكركم أنتم من يفعل ذلك: أنتم بعيدون عن المرجعية الإسلامية التي تدعونها والأولى بكم الالتفات لمسؤولياتكم الجسيمة وكل تلك المآسي التي ينتظر منكم المستضعفون معالجتها".