السيارات الكهربائية في المغرب.. أقل كلفة وتلويثا للبيئة!

تيل كيل عربي

هل يمكن أن تبدأ الثورة الخضراء في المغرب انطلاقا من الإسفلت وعبر النقل والتنقل؟

يبدو الجواب حتميا بالإيجاب بالنسبة لخالد الزياني المدير العام لشركة "فتيم" المتخصصة في الكراء طويل الأمد للسيارات الكهربائية، ولتحقيق هذا الهدف تبدأ الطريق من فرض ضرائب على السيارات الأكثر تلويثا للبيئة، عبر تطبيق مبدأ "يدفع أكثر من يلوث أكثر".

ويضيف زياني "إذا كانت بعض الإجراءات قد سنتها الحكومة عبر خارطة طريق التنقل المستدام، فإن هناك أخرى يجب اتخاذها كتسجيل نسبة إصدار انبعاث ثاني أكسيد الكربون لكل سيارة أو عربة، وأن يجري تسجيل هذه النسبة في الورقة الرمادية".

 التخلص من العربات الملوثة

وحسب المسؤول المتخصص في السيارات الكهربائية، فإن من شأن هذه التدابير أن تسمح بالتعرف على السيارات والمركبات الأكثر تلويثا للبيئة، ويذهب زياني بعيدا، ويدعو المدن المغربية إلى ضرورة التفكير في التخلص من السيارات والعربات التي تسير بالغازوال وقال "لقد تبنت مدن أوروبية كثيرة التخلص من الديزيل، وهناك دول وضعت سقفا زمنيا هو  2026 و2030 كحد للتوقف نهائيا على الاعتماد على الوقود الأحفوري".

يقترح كريم زياني وضع ملصق على الواقي الزجاجي الأمامي للسيارات يشير إلى معدل انبعاث ثاني أكسيد الكربون في السيارة، مضيفا أن الدعم الموجه لسيارات الأجرة يجب أن يكون مشروطا بالتحول إلى السيارات الكهربائية.

ويقول "يجري هذا الأمر في العديد من مدن العالم، ولا يوجد سبب عندنا كي لا نقوم بالأمر ذاته في المغرب" ، ويحذر رئيس "فيتيم" من الأثر السلبي والقوي جدا لعوادم سيارات الأجرة على تلوث الهواء في المدن الكبيرة".

"نحن بحاجة إلى سيارات أجرة كهربائية، وهو ما سيساعد سائق سيارة الأجرة، لأن هامش الربح لديه سيكبر، لأنه سيوفر مالا كثيرا يهدر اليوم في الوقود"، يوضح مدير الشركة التي أطلقت أنشطتها خلال مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في مراكش (كوب 22) لزيادة الوعي لدى المغاربة حول فوائد التنقل النظيف. ويسترسل موضحا"ما لا أستطيع فهمه، هو أننا في 2018، ومجالس المدن التي تفوض نقلها لشركات خاصة، لا تشترط نقلا نظيفا وبيئيا".

كهرباء بثمن أقل

ويلفت زياني الانتباه إلى أن على المكتب الوطني للماء والكهرباء، أن يقدم أسعارا خاصة لمحطات الشحن الكهربائية، مقارنة بالتعريفات العامة للإنارة، موضحا "لو أخبرنا المستهلك العادي، بأنه لو ثبت شاحنا كهربائيا واستعمل سيارة كهربائية، فإن استهلاكه للكهرباء سيحسب مثلا في الشطر الثاني وليس السادس، فأكيد سيساعد هذا الأمر كثيرين على استعمال السيارة الكهربائية".

ويكشف زياني تدابير جرى اتخاذها للانتقال من حظيرة سيارات ملوثة إلى حظيرة سيارات نظيفة، وهي تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية وتخفيض رسوم الضريبة على السيارة "فينييت"، فضلاً عن تخفيض رسوم التسجيل.

وفي هذا السياق، يشيد زياني بمزايا السيارات الكهربائية، بما في ذلك المساهمة الواضحة في الحفاظ على البيئة من خلال محرك كهربائي لا يصدر عنه أي انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون ويمكن تشغيله بمصادر طاقة مختلفة ونظيفة: الطاقة الشمسية أو الطاقة الكهرومائية أو الرياح.