القضاء يقترب من حسم مصير مغربي متهم بايواء منفذي اعتداءات باريس

محاكمة بن داود أثارت ضجة بسبب موجات الضحك التي رافقت أطوارها
وكالات

 باتت محاكمة البلجيكي من أصول مغربية جواد بن داود، المتهم بايواء اثنين من منفذي اعتداءات باريس في 13 نونبر 2015، في مرحلتها الأخيرة، وانتقلت إلى شهادات أقارب الضحايا، بعد أن استقطبت اهتمام وسائل الاعلام بالهرج الذي أثاره المتهم.

ومن المقرر أن تنتهي الاثنين مرافعات الادعاء في الحق المدني التي بدأت الخميس، على أن يصدر النائب العام توصياته الثلاثاء، قبل أن يترك الكلام لمحامي المتهم. ومن المفترض أن يصدر الحكم في الأيام التالية.

والمفارقة أن محاكمة الناجي الوحيد من منفذي هذه الاعتداءات صلاح عبد السلام، ستنطلق الاثنين في ببروكسل وستستمر أربعة أيام. ويمثل فيها الأخير مع شريك له بتهمة التورط المفترض في تبادل لإطلاق النار مع شرطيين في 15 مارس 2016 في بروكسل، قبل ثلاثة أيام على توقيفه.

وتلقى محاكمة بن داود منذ انطلاقها في 24 يناير الماضي، أصداء واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يتم تناقل كل جملة يقولها المتهم في غضون دقائق. كل يوم يتهافت طلاب القانون وفضوليون من أجل الدخول إلى القاعة، حيث يتم اعادة بث وقائع المحاكمة في قصر العدل بباريس.

في المحاكمة الأولى المرتبطة بالاعتداءات التي أوقعت 130 قتيلاً، يسود استغراب من تردد الضحك في القاعة الـ16 لمحكمة الجنح وفي قاعتي إعادة البث.

حتى أن وسائل الاعلام باتت تجمع "أفضل الجمل" التي تفوه بها بن داود، مثل لقائه مع جرذ في سجن فريزن (الضاحية الفرنسية) وحديثه مع رئيسة المحكمة ("سيدتي أنت قاضية ولن اعتبرك غبية")، أو وصفه لليلة 17 نونبر، عندما كان ياكل شريحة اسكالوب والجهاديين في شقته.

يحاكم بن داود وصديقه محمد سوما بتهمة "ايواء مجرمين ارهابيين"، ويواجهان امكانية الحكم عليهما بالسجن لست سنوات. وكان قد استضاف في شقته اثنين من منفذي اعتداءات باريس، أحدهما العقل المدبر عبد الحميد اباعود. لكن بن داود ينفي علمه بأنهما ارهابيان، ويصر منذ بدء المحاكمة "لم أكن على علم بشيء".

أما المتهم الثالث، فيدعى يوسف أيت بولحسن، وهو شقيق حسنة آيت بولحسن التي كانت مكلفة البحث عن مخبأ لـ"الجهاديين". وهو يواجه امكانية الحكم عليه بالسجن لخمس سنوات بتهمة "عدم الابلاغ عن جريمة ارهابية".

وأقرت ايلينا كريستيديس المحامية عن بعض الضحايا، قبل مرافعتها الخميس، "نحن أمام استعراض منذ بضعة أيام . لا أخفي الأمر، لقد ابتسمت وضحكت وأشعر بالذنب قليلا"، لكنها لم تكن الوحيدة التي سمحت لنفسها بالضحك.

لكن المدعين استنكروا أجواء الهرج، وقال والد شابة قتلت في مسرح باتاكلان "لقد شعرت بالغيظ عندما كان الضحك يسود الجلسات. لست أرى ما يضحك في الأمر". فقد شهدت المحكمة لحظات مؤثرة جداً، عندما أدلى ضحايا بشهاداتهم للمرة الأولى أمام القضاء.

شمل الادعاء المدني 670 شخصاً من ضحايا الاعتداءات إلى سكان اضطروا إلى ترك منازلهم، نتيجة الهجوم على شقة الجهاديين في 18 نونبر 2015 في سان دونيه بشمال باريس، بينهما يتولى الدفاع عنهم 110 محامين.

منذ الأربعاء، دحض محامو الضحايا ما أشاروا إليه بـ"أكاذيب" المتهمين. إذ اعتبروا، أن "بن داود كان يعلم دون شك أن ارهابيين كانوا فارين من العدالة بعكس ما يدعي. كما أنه أجرى اتصالاً هاتفياً لأكثر من ثلاث دقائق، مع حسنة بولحسن، عندما كانت مختبئة مع أباعود، وجهادي آخر يدعى شكيب عكروه".

المصدر: فرانس برس