تفجيرات مدريد. إسبانيا تستعد لترحيل الحراق إلى المغرب

من تفجيرات مدريد
المختار عماري
تستعد السلطات الإسبانية لترحيل سعيد الحراق، المغربي المدان على خلفية تفجيرات 11 مارس 2004 بمدريد، نحو الرباط، بعد انتهاء مدة السجن النافذ التي أدين بها في 31 أكتوبر 2007.
وقالت صحيفة "إسبانيول"، اليوم (الاثنين)، نسبة إلى مصادرها، إن المغربي البالغ من العمر 44 سنة، من المقرر أن يغادر السجن في 25 أكتوبر الجاري، "وسيتم ترحيله من إسبانيا"، هو الذي اعتقل في 10 ماي 2004، وقضى سنتين في السجن، ليطلق سراحه، قبل أن يعاد اعتقاله في 31 أكتوبر 2007، ويدان ب12 سنة سجنا نافذا.
وفيما سينخفض، بخروج الحراق من السجن، عدد المدانين الموجودين فيه من المتورطين في تفجيرات قطارات "أتوشا رينفي" بمدريد في 11 مارس 2004، التي خلفت 192 قتيلا و2900 من الجرحى،  إلى ثمانية أشخاص، سيعد الحراق، ثاني مدان على خلفية القضية، يرحل نحو المغرب، إذ سبقه فؤاد المرابط، في مارس 2016، بعد خروجه من السجن لانقضاء مدة عقوبته السجنية.
واعتقلت السلطات الإسبانية على خلفيات التفجيرات،  118 مشتبها فيه، قبل الاكتفاء بمحاكمة 29 منهم ثبت تورطهم في العملية الإرهابية، أربعة منهم مغاربة، ويوصفون إلى جانب متهم مصري وآخر إسباني بأنهم المخططون الرئيسيون، في حين توفي سبعة شركاء لهم انتحارا في انفجار شقة ببلدة ليكانس ثلاثة أسابيع بعد التفجيرات الدموية.
ورأى سعيد الحراق النور في بلدة بني جرفط بإقليم العرائش، وتم اعتقاله بعد العثور في الشقة التي انتحر فيها بعض المتورطين في تفجيرات 2004، على أوراق فيها أسماء عدد من أعضاء الخلية وأرقام هواتفهم، علاوة على وثائق سيارته، بالإضافة إلى رصد مكالمات هاتفية جمعته بعدد من المتورطين، وبزوجة جمال حميدان، الملقب ب"الشينوي" والموصوف أنه زعيم الخلية الإرهابية، المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وعلاوة على المغاربة، أدان القضاء الإسباني في 2007، عددا من الإسبانيين، على خلفية مساهمتهم في التفجيرات الدموية، بتموين الخلية المتورطة بالمواد التي استعملت في صناعة 10 قنابل مدمرة، عن طريق مقايضتها بكيلوغرامات من الحشيش المغربي.
وكانت لتفجيرات مدريد 2004 تداعيات سياسية كبيرة، إذ حدثت ثلاثة أيام قبل موعد اقتراع الانتخابات التشريعية، فأدت إلى سقوط حكومة خوسي ماريا أثنار، ومعاقبة تنظيمه  السياسي، الحزب الشعبي الإسباني اليميني، من قبل الناخبين، بمنح الأغلبية للحزب الاشتراكي، بزعامة خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو.
ومن تداعيات التفجيرات ذاتها، قيام الوزير الأول الاشتراكي الذي انتخب في الاقتراع الذي تلا التفجيرات، بسحب القوات العسكرية الإسبانية التي كانت مشاركة في حرب العراق التي كانت تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، علاوة على فتح حوار مع منظمة "إطا" الباسكية الانفصالية، أسفر عن تخليها في 2011 عن خيار العنف المسلح.