تقاعد بنكيران الاستثنائي.. بين سخرية الخصوم ودفاع الأنصار

تيل كيل عربي

أشعل تسريب وثيقتين لصرف معاش استثنائي لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، نقاشاً حداً على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر أن "المعاش نوع من الريع، ويتناقض مع ما دافع عنه بنكيران حين كان على رأس الحكومة بخصوص ملف التقاعد، ورفضه لهذا النوع من المعاش أيام كان في المعارضة"، وبين من رأى في الأمر "استهدافاً لبنكيران الذي يرفض التقاعد من السياسة، وأن معاشه قرار ملكي يؤكد أن الرجل قدم خدمات لوطنه، وصرف له بعدما ساءت أوضاعه المالية".

من عارضوا تبريرات بنكيران استعملوا سلاح السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وجعلوا من تصريحاته السابقة خاصة تحت قبة البرلمان، زادهم لانتقاد تعارض مواقفه ما بين اليوم والأمس.

في المقابل، من يناصر بنكيران، وأغلبهم من شبيبة العدالة والتنمية أو المقربين من الحزب، ركزوا على مدى صحة الوثيقتين اللتين تم تسريبهما، وشككوا تحديداً في الظهير الشريف الذي ورد فيه صرف المعاش الاستثنائي بأمر من الملك، على أساس أنه موقع من طرف وزير الاقتصاد والمالية وليس من طرف رئيس الحكومة الذي يخول له الدستور التوقيع على الظهائر بالعطف.

سخرية "غرغري أولا تغرغري"

كلما ظهر جديد في حصول بنكيران على معاشه الاستثنائي، والذي ظهر من خلال الوثائق التي تم تسريبها، ولم تعلق على صحتها أو عدم صحتها أي جهة حكومية أو رسيمة إلى حدود الساعة، يعود رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى فيديو قيدم لرئيس الحكومة السابق حين كان برلمانيا معارضاً، فيديو يتحدث فيه بنكيران عن المعاشات الاستثنائية وينتقد صرفها للوزارء والمسؤولين.

ويظهر بنكيران في الفيديو وهو يستشهد بالخليفة عمر بن الخطاب، خاصة قوله: "غرغري أو لا تغرغري ولن تذوقي لا سمنا ولا زيتا حتى يشبع فقراء المسلمين". قال بنكيران بعد ذلك: "باش تهتمو بالوزارء السابقين مزيان، ولكن خاص أولا وقبل كل شيء تهتمو بعموم المواطنين... الوزراء السابقين في الغالب يتدبرون شؤونهم... هناك شرفاء ما كيمدوش ايديهم... للأسف كين بعض الوزراء السابقين كيجمدو نشاطهم الاقتصادي للحصول على هذا المعاش".

الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي، كان من بين الذين ناقشوا بقوة موضوع معاش بنكيران الاستثنائي على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف تصريحات بنكيران في فيديو مباشرة بثه مساء يوم أمس، بـ"الكارثة"، وكتب الشرقاوي على حسابه ما يلي:

من جهته، كتب الصحافي محمد لعرج على حسابه في موقع "فيبسوك"، تعليقا على معاش بنكيران الاستثنائي: "160 منيول لدعم اللايفات وخلق المزيد من البهرجة!".

وأرفق الصحافي لعرج تدوينته بوسم "الملانين_تختنق!!"، في إشارة إلى الشعار الذي كان يرفعه بنكيران وأنصاره خلال وما بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة وهو: "التحكم يختنق".

المنسق العام لحركة "أولاد الدرب" المهدي الزوات، أثار بدوره موضوع معاش بنكيران الاستثنائي بسخرية، وأشار في تدوينة له على موقع "فيسبوك" إلى "لايفات" رئيس الحكومة السابق التي أصبحت طقسا يومياً، وكتب الزوات:

بدوره كتب المدون عبد العزيز العبدي، أن "قوة بنكيران كشخص، وليس بالضرورة كعدالة وتنمية، هي نظافة يده... التي لا يختلف عليها أحد .. الحل كان هو أن يوسخوا يديه بمعاش مقتطع من الضرائب التي يدفعها الشعب، وهو مد لهم يديه لتتسخ... ثم نشروا وسخه على الجميع...."

دفاع أنصاره

وأمام السيل الجارف من التدوينات التي انتقدت استفادة بنكيران من المعاش الاستثنائي وقيمته، خرج عدد من أعضاء شبيبة العدالة والتنمية للدفاع عنه، خاصة بعدما نشر رئيس الحكومة السابق تدوينة يقول فيها، إن "ما نشر كذب ولا يتوفر على معاش مدني"، مطالباً رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير الاقتصاد والمالية بالتدخل لايضاح حقيقة ما نشر، ومهدداً باللجوء إلى القضاء.

رئيس اللجنة المركزية لشبيبة حزب العدالة والتنمية حسن حمورو كتب على حائطه في "فيسبوك": "في التفاعل مع موضوع معاش الاستاذ عبد الاله بنكيران... الساكت عن الحق شيطان... ولا يهم أن يكون أخرسا أو ناطقا!"

ويظهر من خلال تدوينة القيادي في شبيبة "البيجيدي"، أنه يقصد "ضرورة تدخل رئيس الحكومة أو الناطق الرسمي باسمها مصطفى الخليفي لتوضيح ما في الوثيقتين اللتين نشرتا أو ما جاء على لسان بنكيران دفاعاً عن نفسه".

من جهته اختارت المحامية صفاء خيرون، الدفاع عن بنكيران عبر التشكيك في صحة الوثائق التي نشرت، وكتبت على حسابها في موقع "فيسبوك"، إن "الوثائق تفتقر للمصداقية"، وأرفقت تدوينتها بصور للوثيقتين.

نفس الموقف ذهبت إليه عضوة حزب العدالة والتنمية كريمة بوتخيل، وأرفقت تدوينتها بخطاطة من كتاب بخط يدها، تتضمن تعريف الظهير الشريف.