رئيس الحكومة يحضر تنصيب الرئيس البرازيلي المثير للجدل.. هذا ما قاله بولسونارو والعثماني

تيل كيل عربي

مثل رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أمس الثلاثاء ببرازيليا، الملك محمد السادس، في حفل تنصيب رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، خاير بولسونارو.

وكان العثماني مرفوقا خلال هذا الحفل بسفير المملكة في البرازيل، نبيل الدغوغي.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رئيس الحكومة "كان لي شرف تمثيل صاحب الجلالة في حفل تنصيب الرئيس الجديد للبرازيل. مثل هذه المناسبات تشكل فرصة للقاء رؤساء الدول والحكومات و وزراء الشؤون الخارجية الحاضرون ومناقشة العلاقات الثنائية".

وفي معرض تعليقه على المحادثات التي أجراها مع ممثلين عن العديد من دول أمريكا الجنوبية خلال هذا الحفل، الذي أقيم بالكونغرس، ثم بقصر بلانالتو، مقر الحكومة، و بمقر وزارة العلاقات الخارجية (إيتاماراتي)، أشار رئيس الحكومة إلى أن المملكة "تولي اهتماما لهذه البلدان ولسبل تعزيز العلاقات الثنائية" معها.

وفي ما يتعلق بالبرازيل، أكد العثماني أن المباحثات التي أجراها بهذا الشأن تركزت حول آفاق تطوير العلاقات مع هذا "البلد القارة"، الذي تجمعه بالمملكة علاقات تاريخية و عريقة.

و في هذا الصدد، قال رئيس الحكومة إن "المغرب تربطه اليوم علاقات قوية مع البرازيل ونرغب في تطويرها وتنويعها بشكل أكبر"، مشددا على أن "العلاقات الإنسانية والتجارية والاقتصادية بين البلدين قوية وسنعمل على تطويرها بشكل أكبر".

وأعلن رئيس البرازيل اليميني المتطرف الجديد جاير بولسونارو حملة ضد الجريمة والفساد بعيد تنصيبه الثلاثاء رئيسا لأكبر دول أميركا اللاتينية، كما وعد بتحرير البلاد من الاشتراكية.

وحصل بولسونارو (63 عاما) المظلي السابق، فورا على تهنئة عبر تويتر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يشترك معه في أسلوبه الفج ونظرته المستقبلية.

وكتب ترامب "أهنئ الرئيس جاير بولسونارو الذي ألقى للتو خطاب تنصيب رائع- الولايات المتحدة معك".

ورد بولسونارو بالقول "أقدر كل التقدير كلمات التشجيع التي بعثتها إلي. معا، وبحماية الرب، سنجلب الازدهار والتقدم لشعبينا".

وفي كلمة التنصيب، دعا إلى ميثاق وطني حقيقي بين المجتمع والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية" لإنعاش الاقتصاد"دون تحيز ايديولوجي".

ورغم أنه فاز بالسلطة بعد حصوله على نسبة عالية في الانتخابات، إلا أن العديد في البرازيل يخشون من حنينه إلى عهد الدكتاتورية العسكرية التي حكمت البلاد من 1964 حتى 1985، ومن نهجه المتشدد في مكافحة الجريمة، وتصريحاته الكثيرة العنصرية والمعادية للنساء والمثليين والأقليات.

وحتى قبل تنصيبه، كتب بولسونارو في تغريدة أنه سيصدر مرسوما يخفف قوانين حمل الأسلحة للسماح للمواطنين "الجيدين" بامتلاك اسلحة لمواجهة المجرمين المسلحين - وهو الإجراء الذي يعارضه 61% من البرازيليين، طبقا لاستطلاع أجراه معهد داتافولها.

كما أثار وعده بمنع الحصانة لعناصر قوات الأمن الذين يستخدمون القوة القاتلة ضد المشتبه بهم، مشاعر استياء في البلاد التي تسجل مقتل نحو خمسة آلاف شخص سنويا برصاص الشرطة.
في كلمته انتقد بولسونارو مرارا "ايدولوجية" اليسار التي قال أنها أدت إلى تدهور البرازيل. وتوضح تصريحاته السابقة أنه يشير إلى السياسات التي نفذها حزب العمال الذي حكم البلاد في الفترة ما بين 2003 و2016 وانتهت بسلسلة من فضائح الفساد.

وأكد أن البرازيل "ستعود لتكون بلدا خاليا من الارتباطات الايديولوجية".

واضاف "نحتاج إلى خلق دائرة جيدة لاقتصادنا تجلب لنا الثقة اللازمة لفتح أسواقنا على التجارة الدولية، لتحفيز المنافسة والإنتاجية والفعالية من دون توجهات ايديولوجية".

وأوضح بولسونارو أنه سيبذل كل ما بوسعه لتحدي حكومات فنزويلا وكوبا اليسارية.

وفي مؤشر على توجهاته، رحب بولسونارو بحرارة بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حفل تنصيبه، وتحدث الزعيمان عن "الاخوة" بينهما. وقال نتانياهو أن بولسونارو طمأنه إلى أن البرازيل ستنقل سفارتها إلى القدس.

كما أعرب بولسونارو عن إعجابه بترامب الذي يتشارك معه في توجهاته القومية وكراهيته للمنظمات متعددة الجنسية. كما وعد بسحب البرازيل من ميثاق الأمم المتحدة للهجرة، ويفكر في الخروج كذلك من اتفاق باريس للمناخ.

وفي خطاب ألقاه بعيد تنصيبه رئيسا قال بولسونارو أن الشعب في البرازيل "بدأ اليوم التحرر من الاشتراكية"، مضيفا وهو يلوح بالعلم البرازيلي "هذا هو علمنا ولن يكون أبدا أحمر اللون (...) إلا في حال كان علينا أن نضحي بدمائنا".

ويتولى بولسونارو الرئاسة خلفا لميشال تامر، اليمين الوسط، والذي خلف ديلما روسوف زعيمة حزب العمال التي أقيلت في 2016. ولم يتمكن تامر من إحراز تقدم في الاصلاحات المالية.

ويواجه تامر، الذي يحظى بأقل نسبة شعبية في تاريخ البلاد، عددا من اتهامات الفساد.

ووعد بولسونارو أن يكون رئيسا لجميع البرازيليين (210 ملايين)، رغم أن إعلانه الأولي يشير إلى أن ذلك سيكون حسب شروطه وخططه لإعادة تشكيل البلاد بحسب أجندته.
رغم أن حكومة بولسونارو الجديدة التي ستبدأ عملها الأربعاء، تضم وزيرا تدرب في الولايات المتحدة يعتبر من أنصار السوق الحرة سيشغل منصب وزير الاقتصاد، وقاضيا اشتهر بمكافحة للفساد في منصب وزير العدل، إلا أن نحو ثلث الوزراء وعددهم 22 وزيرا، هم من العسكريين السابقين.

كما يثير تولي بولسونارو الرئاسة مخاوف بشأن بيئة البرازيل المتنوعة، إذ أن مساعيه التي تصب في مصلحة الشركات على حساب الحفاظ على البيئة وخاصة غابات الأمازون التي يطلق عليها لقب "رئة الكوكب" وتتعرض لخطر الإزالة المتزايد.

وكذلك قال بولسونارو أن وزارة التعليم ستتوقف عن تعليم "السخافات الماركسية" في المدارس والجامعات، وذلك في انتقاد آخر لحزب العمال الذي زاد بشكل كبير من حصول الفقراء والسود على التعليم.

وتقاطر عشرات الالاف لحضور تنصيب بولسونارو في برازيليا في ظل إجراءات أمنية مشددة اشتملت على دوريات للطائرات واستخدام الطائرات المسي رة واقامة الحواجز.

وفرضت لهذه المناسبة تدابير أمنية مشددة شبيهة بالتي رافقت كأس العالم لكرة القدم 2014 ودورة الألعاب الأولمبية 2016،مع نشر نظام مضاد للصواريخ وتعبئة عشرين مقاتلة وإغلاق المجال الجوي في دائرة قطرها سبعة كيلومترات.

وحرصت السلطات على إحكام الإجراءات الأمنية بعدما نجا بولسونارو من اعتداء طعنا بالسكين خلال تجمع انتخابي في سبتمبر.