530 مغربياً طلبوا اللجوء إلى إسبانيا لأسباب جنسية وسياسية من بينهم نشطاء الريف

عدد طالبي اللجوء المغاربة لم يرتفع بشكل ملحوظ مقارنة مع السنوات الماضية
تيل كيل عربي

طالب ما مجموعه 530 مغربياً باللجوء العام الماضي في إسبانيا،حسب وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي".  وكانت الأسباب التي ادعاها هؤلاء، للحصول على اللجوء "مخاطر التعرض للاضطهاد بسبب أفكارهم أو وضعهم الإثني أو الجنسي"، وفقاً لأرقام وزارة الداخلية الإسبانية التي حصلت عليها الوكالة، ولم تعلن بعد بشكل رسمي. كما قدمت الوكالة في سياق كشفها لهذه الأرقام، حكاية أحد أبناء الريف "فؤاد" و14  آخرين، قالوا إنهم "فروا" شهر يناير الماضي من المغرب نحو إسبانيا، لطلب اللجوء السياسي.

يمثل المغاربة طالبوا اللجوء 11٪ من الذين وصلوا سواحل اسبانيا بشكل "غير شرعي"، وعددهم 4809 شخصاً، أي خمس الواصلين عبر البحر الأبيض المتوسط، البالغ عددهم 23413، حسب الأرقام المسجلة على مدار العام من طرف وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس).

وقد تميز عام 2017 باحتجاجات كبيرة في الحسمية والريف (شمال المغرب) خلال الفصل الأول من العام الماضي، واستمرت الأوضاع هكذا طيلة العام، بسلسلة  من الاعتقالات والمحاكمات لقادة الاحتجاجات والمشاركين في المظاهرات، ما أدى إلى سجن أكثر من 400 شخص.

 فرضية ارتفاع عدد طالبي اللجوء من منطقة الريف المغربية، لـ"أسباب سياسية أو عرقية"، لاتعززها الأرقام المسجلة خلال السنوات الماضية، إذ كان هناك 530 طلبا مغربيا مقبولا في عام 2017، وفي عام 2016 كان هناك 345 طلباً، وفي عام 2015 كان هناك 413 طلبا، وفقا للأرقام الرسمية التي أبلغت عنها وزارة الداخلية الإسبانية، أي أن عدد طلبات اللجوء لم يسجل ارتفاعاً ملحوظاً.

وبما أن المغرب حليف رئيسي لإسبانيا، فإن منح اللجوء السياسي يعني ضمناً الاعتراف بوجود "مخاطر اضطهاد الأشخاص في البلاد لأسباب مختلفة"؛ لأنه في الواقع المغربي، قضايا مثل المثلية الجنسية، والنشاط الديني غير الإسلامي أو الدفاع عن الانفصال في أي منطقة مغربية، أفعال محظورة ويعاقب عليها القانون.

في السياق، قدمت وكالة "ايفي" حكاية الشاب فؤاد (اسم مستعار) 26 عاماً، وهو من منطقة الريف، "فر مطلع يناير الماضي في قارب مع أربعة عشرآخرين من نفس المنطقة، وصولوا إلى ساحل ملقة في أوائل يناير الماضي".

وطلبوا جميعا ​​اللجوء السياسي، وبعضهم من نشطاء "حراك الريف"، وصرحوا أنهم هاجروا بعد "شعورهم بالتهديد"، وفقا لما ذكرته "إيفي" في اتصال هاتفي مع فؤاد.

الشاب المغربي حسب المصدر ذاته، كان معروفاً في قريته أنه من نشطاء "حراك الريف"، وأن "الشرطة المغربية ذهبت للبحث عنه في منزل عائلته سبع مرات على الأقل، حتى تم إلقاء القبض عليه، وتم اتهامه بالانفصال وزرع الفتنة بين المواطنين". وصرح فؤاد، أنه "تمكن من الفرار من مركز الشرطة، وقرر على الفور الفرار إلى إسبانيا في (باتيرا) "قارب هجرة" مشتركة مع المواطنين الآخرين مقابل 700 أورو لكل واحد منه".

وصل فؤاد إلى إسبانيا، واعتقل في البداية في ثكنة للحرس المدني، ليحصل على مساعدة محامين من اللجنة الإسبانية لغوث اللاجئين (CEAR)، وقدموا "أدلة وثائقية تؤكد نشاطه ". وقال فؤاد للوكالة، إن المحامين "كانوا على وعي تام بالوضع في الريف، وتمكنوا من إطلاق سراحه في غضون 24 ساعة".

حاليا، فؤاد يقيم في فندق، بعد توفيرالإقامة والإطعام له من طرف اللجنة الإسبانية لغوث اللاجئين، في انتظار معالجة قضيته. ووفقا لمصادر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من "أكنور" في إسبانيا، الرد على  طلبات اللجوء لا يتجاوز سقفه الزمني  حسب القانون ستة أشهر، ولكن غالبا ما يستغرق سنة وأحيانا سنتين. ويتعين على فؤاد وأربعة عشر من مواطنيه الانتظار.

للإشارة، لم يتسن لوكالة "ايفي" معرفة عدد طالبي اللجوء من منطقة الريف، إذ أن إحصاءات وزارة الداخلية لم تفصل أبداً في أصول المغاربة طالبي اللجوء، ولا الأسباب التي تدعوهم إلى طلبه.

ويظل عدد طالبي اللجوء المغاربة منخفضا مقارنة مع 10000 من الفنزويليين، و4300 من السوريين، والدول الأخرى التي تعيش اضرابات سياسية أو حالة نزاع مثل كولومبيا وأوكرانيا.

وعن طالبي اللجوء لأسباب جنسية، سبق وقال محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، في حوار سابق مع "تيل كيل عربي"، "نحن مطلعون على خبايا موضوع اللجوء، وبالتالي فهذه الأرقام مضخمة، وأي مغربي يريد الإقامة في الخارج يدعي أنه مثلي، ويتعرض للاضطهاد. في المقابل، شهدت بلادنا أحداثا تم فيها اضطهاد مثليين من طرف ما سُمِّيَ بقضاة الشارع، وليس من طرف القوات العمومية. إذن لابد من استحضار هذه الملاحظات".

وأضاف الصبار: "نحن ضد أي تمييز أو اضطهاد على أساس الميول الجنسي، لكن القول إن هناك نسبة كبيرة من المثليين المغاربة الذين يطلبون اللجوء إلى إسبانيا، فهذا غير صحيح على الإطلاق، لأننا نتوفر على معلومات مهمة جدا في هذا الجانب، تشمل، كذلك، طالبي اللجوء السياسي، الذين لم يكن لهم أي ارتباط بالحركات السياسية في بلادنا، ويتقدمون بطلبات من هذا النوع، وهذا الأمر لا يسري فقط على المغاربة، ولكن على عدد من بلدان الجنوب أيضا".

اقرأ أيضاً: الصبار يتحدث عن الإرث والجنس ومغربيات الخليج

المصدر: "ايفي" بتصرف