البنك الدولي: مواليد الشرق الأوسط اليوم لن يحققوا ماسيحققه أطفال الدول المتقدمة

وكالات

حذرت مجموعة البنك الدولي ، من أن الطفل المولود اليوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لن يحقق أكثر من 57 بالمائة من قدرته الإنتاجية بعد أن يكبر مقارنة بإنتاجيته لو كان حصل على تعليم كامل وفي صحة تامة.

وأوردت المجموعة، هذا التحذير في اطار تحليل بيانات حول مؤشر رأس المال البشري لسنة 2020، والمتعلق بالإنتاجية المتوقعة للعاملين في المستقبل .

ويتضمن مؤشر رأس المال البشري 2020 الذي وضعته مجموعة البنك الدولي بيانات عن الصحة والتعليم في 174 بلدا تغطي 98% من سكان العالم، وذلك حتى شهر مارس 2020، مما يتيح خط أساس لما قبل تفشي الجائحة بشأن صحة الأطفال وتعليمهم.

كما يسمح بتتبع التغيرات في رأس المال البشري ويسترشد به في النهج المتبعة لحماية البشر والاستثمار فيهم، سواء خلال الجائحة أو بعدها.

ويرتبط رأس المال البشري بزيادة دخل الناس وارتفاع دخل البلدان وزيادة التلاحم في المجتمعات وهو يعتبر أحد المحركات الرئيسية لتحقيق النمو المستدام والحد من الفقر.

وتختلف بلدان منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط ، وفق بيان صحفي نشرته مجموعة البنك الدولي على موقعها الالكتروني،اختلافا كبيرا في نواتج رأس المال البشري، التي تختلف باختلاف مستويات دخل كل بلد ومستوى تعرضها للهشاشة والصراع وتمتلك دول مجلس التعاون الخليجي الأكثر ثراء قيما أعلى لمؤشر رأس المال البشري (تتراوح بين 0.56 و0.67)، في حين أن البلدان المتأثرة بالصراع تأتي في مراكز متأخرة كاليمن (0.37) والعراق (0.41).

وحسنت بعض الدول كالمغرب وعمان والإمارات العربية المتحدة - قيمها على المؤشر خلال العقد الماضي، في حين بقيت بلدان أخرى - مثل الأردن والكويت وتونس - في مراكزها السابقة وفق التقرير.

ويعد أداء بلدان المنطقة بشكل عام ، في العادة، أقل على مؤشر رأس المال البشري من أداء البلدان ذات مستوى الدخل المماثل في المناطق الأخرى.

وقال نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج: " يجب على بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بذل المزيد من الجهد لتحسين فعالية وكفاءة استثماراتها في البشر". واضاف " نحن ملتزمون بدعم بلدان المنطقة من أجل استعادة وحماية وتوسيع مكاسبها من رأس المال البشري التي حققتها بشق الأنفس، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للمحتاجين أثناء تفشي جائحة كورونا وبعدها." ويثير استخدام رأس المال البشري الحالي مشاغل رئيسية في المنطقة، حيث تفشل بلدان المنطقة في تحويل المهارات والإمكانات الإنتاجية لنسبة ضخمة من سكانها إلى نمو اقتصادي. وتوصلت بيانات مجموعة البنك الدولي الى ان مؤشر رأس المال البشري للذكور (0.55) أقل منه للإناث (0.59) في المنطقة ككل وفي معظم بلدانها.

ويعزى هذا التفاوت إلى حد كبير إلى انخفاض النواتج التعليمية للذكور حيث يتوقع أن تكمل الفتيات أكثر من نصف سنة دراسية إضافية معدلة حسب مستوى التعلم مقارنة بالفتيان (8.0 للبنات مقابل 7.4 للذور).

وعقبت المديرة الإقليمية للتنمية البشرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي كيكو ميوا بالقول: "بوسع بلدان المنطقة أن تقوم بما هو أكثر من ذلك بكثير لتحسين حالة رأس المال البشري واستخدامه والمساواة بين الجنسين".

ويعتبر مؤشر رأس المال البشري مقياسا دوليا للمكونات الرئيسية لرأس المال البشري في مختلف البلدان ويتألف من المعارف والمهارات والقدرات الصحية التي تتراكم لدى الأشخاص على مدار حياتهم.

ويتضمن تحديث عام 2020 للمؤشر أحدث البيانات المتاحة لتسجيل درجات المؤشر لـ 174 بلدا بزيادة 17 بلدا على المؤشر مقارنة بنسخة 2018. ويستخدم تحديث 2020 بيانات جديدة وموسعة لكل مكون من مكونات المؤشر بعد أن توفرت اعتبارا من شهر مارس2020 وقد تم الحصول على البيانات من مصادر رسمية وخضعت لعملية مراجعة ومعالجة دقيقة.