رئيس وزراء جديد مثير للجدل..هل يكون بوريس جونسون"ترامب" بريطانيا؟

وكالات

فاز بوريس جونسون (55 عاما)، المثير للكثير من الجدل، اليوم الثلاثاء، بزعامة حزب المحافظين و برئاسة وزراء بريطانيا.

وتعهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون، الذي يتولى مهامه الأربعاء بإتمام بريكست في 31 أكتوبر، وذلك بعد وقت قصير من إعلان فوزه على منافسه جيريمي هانت في خلافة تيريزا ماي.

وقال جونسون "سوف ننهي العمل ببريكست في 31 أكتوبر"، الموعد المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي أرجئ مرتين، في ظل خشية مؤيدي الخروج من إرجاء إضافي.

وبادر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب رئيس الوزراء البريطاني الجديد، حيث قال إنه سيكون رئس وزراء"عظيما"، علما أن ترامب كان علاقته بلندن تأثرت مؤخراً نتيجة تسريب وثائق دبلوماسية بريطانية تنتقده.

وسعت وسائل إعلام ومراقبين إلى رصد أوجه الشبه بين ترامب وجونسون، حيث اعتبروا أنهما يتشاركان في صفة " التهور"، التي تتجلى في التعبير عن مواقف صادمة والتراجع عنها، فقد سبق لجونسون أن وصف المسلمات المنقبات بصناديق البريد ولصوص البنوك، قبل أن يعتذر، فيما لا يتردد ترامب في الهجوم على المسلمين والنائبات المهاجرات.

ويتشارك جونسون وترامب في عدائهما للاتحاد الأوربي، حيث يتفقان في الدعوة لخروج بريطانيا من الاتحاد، كما يتفقان في نظرتهما لإسرائل.

وكان بوريس جونسون وزيرا لخارجية بريطانيا منذ أكثر من سنة في أواخر عام 2017 حين ارتكب هفوة في قضية البريطانية-الايرانية نازانين زغاري-راتكليف المحتجزة في إيران والمتهمة بالمشاركة في تظاهرات ضد نظام الجمهورية الإسلامية.

وأعلن الوزير أمام لجنة برلمانية حينها أن زغاري-راتكليف كانت تقوم بتدريب صحافيين عند توقيفها في أبريل 2016، معززا تهم طهران ضدها، في وقت كان يؤكد فيه أقرباؤها أنها كانت في إجازة.

تراجع بوريس جونسون عن هذه التصريحات، لكن ذلك لم يجنبه دعوة الكثيرين له للاستقالة.

كتبت هذه العبارة بالأحرف العريضة على حافلة جالت البلاد خلال حملة استفتاء 23 يونيو 2016: "ندفع كل أسبوع 350 مليون جنيه للاتحاد الأوروبي، الأجدى أن تذهب هذه الأموال إلى نظام الرعاية الصحية".

واعتبر بوريس جونسون أن القيمة المقدرة لتلك الأموال "معقولة"، مؤكدا أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يسمح "باستعادة السيطرة" على هذه المبالغ.

لكن بحسب بيانات المفوضية الأوروبية، ارتفعت قيمة الفاتورة التي تدفعها المملكة المتحدة أسبوعيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى 135 مليون جنيه استرليني بين عامي 2010 و2014، أي أدنى بمرتين ونصف مما أكده جونسون.

وبحسب نايجل فاراج الشعبوي وأكثر مؤيدي بريكست تطرفا ، فإن تلك التقديرات الخاطئة للأموال هي "خطأ المسؤولين عن الحملة الانتخابية".

ولوحق جونسون قضائيا بتهمة الكذب بسبب تأكيده لهذه الحسابات العشوائية. وانتهى الأمر بإسقاط محكمة لندن العليا تلك التهم وأيدت دفاع جونسون بأن "دوافعها سياسية".

الفكرة مغرية: جسر- حديقة بين ضفتي نهر التيمز. 366 مترا من الأشجار والزهور، وصفها جونسون "بواحة الهدوء المذهلة" في وسط لندن حين كان رئيسا لبلدية المدينة عام 2014.

لكن المشروع انهار بسبب ملف التمويل الذي لم يدرس بشكل جيد. وبعدما قدم بداية على أنه "هدية" للندنيين يمول من مساهمات مالية خاصة، تبين أنه كلف بالنهاية دافعي الضرائب البريطانيين ملايين الجنيهات لو تم انجازه.

في عام 2017، قرر خلفه صادق خان وقف المشروع بعد أن تبين أنه مكلف جدا.

وحين كان رئيس بلدية، اشترى جونسون أيضا من ألمانيا ثلاث مركبات مزودة بخراطيم مياه لتجهيز الشرطة البريطانية بها بثمن فاق 300 ألف جنيه. ولأنها لم تستخدم أبدا ، أعيد بيعها مقابل ثمن أدنى بثلاثين مرة من ثمنها الأساسي.

عند سؤاله عام 2004 عن علاقته خارج الزواج مع الصحافية في مجلة "سبيكتيتور" بيترونيلا وايت، أجاب جونسون الذي كان رئيسا لتحرير المجلة بأن هذا الكلام "هراء".

وكان جونسون، الرجل المتزوج والأب لأربعة أطفال، حينها، يمثل أملا كبيرا بالنسبة لحزب المحافظين.

لكن والدة الصحافية كشفت حينها أن ابنتها كانت حاملا وأجهضت. وأمام انفضاح كذبه في هذه القضية، استبعد جونسون حينها من قيادة حزب المحافظين.

لكن متحدثا باسم المحافظين اعتبر يومها أن "أيامه (جونسون) في السياسة لم تنته بعد".

يقول الأستاذ الجامعي كولن لوكاس أن الملك إدوارد الثاني عاش "مرحلة من الفجور مع المثلي بيرس غافيستون" في قصر شيد عام 1325.

هذا الاقتباس الذي نشر في عام 1988 في مقال باسم بوريس جونسون في بدايات مهنته الصحافية في صحيفة "تايمز" يتضمن مشكلتين: الأولى أن غافستون أعدم عام 1312، فمن المستحيل لذلك أن نجده في قصر بعد ذلك بـ13 عاما ، والمشكلة الثانية هي أن كولن لوكاس لم يدل أبدا بهذا الكلام.

وصرفت الصحيفة جونسون من عمله في أعقاب ذلك لأنه اختلق الاقتباس، لكنه نفى أن يكون فعل ذلك.

لكن جونسون الملقب ب"بوجو" والذي كان خريجا جامعيا جديدا انتقل الى العمل في صحيفة "تلغراف" وأصبح مراسلا لها في بروكسل، حيث عمد على تغطية عمل المفوضية الأوروبية بكثير من المبالغة والفوضى، من خلال الإضاءة على أكثر الأمور غرابة في المؤسسات الأوروبية مثل حجم النقانق والمراحيض.