طالبة مغربية بأوكرانيا لـ"تيليكيل عربي": هددنا بالطرد إن عدنا إلى المغرب

مسافرون
بشرى الردادي

في ظلّ دعوة سفارة المغرب في مدينة كييف، يوم السبت الماضي، المواطنين المغاربة المتواجدين في أوكرانيا بمغادرتها، حرصا على سلامتهم، دخل طلاب مغاربة في دوامة خوف، وقلق، وحيرة بخصوص القرار الذي يجب أن يتخذوه، أمام المشاكل الإدارية التي يواجهونها مع بعض الجامعات الأوكرانية، التي لم تسمح باعتماد صيغة "التعليم عن بعد".

وفي هذا الصدد، قالت إيمان، إحدى طالبات سنة أولى بجامعة لدراسة طب الأسنان بمدينة دنيبو، في تصريح لموقع "تيلكيل عربي": "عميد جامعتنا، وعكس الكثيرين، رفض السماح لنا باعتماد صيغة "التعليم عن بعد"، وبالتالي، عودتنا إلى أوطاننا؛ حيث برّر قراره هذا، بعدم توصله بأي أوراق رسمية من السفارة المغربية تفيد بوجوب عودتنا إلى بلداننا، وأضاف أنه لا يستطيع اتخاذ قرار بهذا الخصوص، محملا إيانا بالمقابل، مسؤولية ما سنقرره".

وتابعت: "لقد هددنا بالطرد إن توقفنا عن الدراسة، لأن الجامعة لا تستطيع توفير خاصية "التعليم عن بعد" لطلبتها. وحتى وإن تم ذلك، فمن الذي سيضمن لنا ألا يتم استدعاؤنا لاجتياز الامتحانات بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من عودتنا إلى المغرب؟ نحن نعيش حالة ارتباك فظيعة".

وأضافت الطالبة إيمان أنها تواصلت رفقة زملائها المغاربة، مع السفارة المغربية؛ حيث أكد لهم أحد المسؤولين أنه سيتم إرسال بيان رسمي لجامعتهم، اليوم الاثنين، وهو ما لا يزالون ينتظرونه إلى حدود الساعة.

ولفتت إيمان إلى أن سعر تذاكر السفر ارتفع للغاية في الأيام القليلة الماضية؛ حيث بلغ 15000 درهم، بعدما كان يتراوح ما بين 5000 درهم و6000 درهم، قبل نشوب الأزمة.

واستدركت: "لكن الأمر حل مع الرحلات الاستثنائية التي أعلنت عنها شركة "لارام"، ابتداء من يوم 15 فبراير الجاري؛ حيث وجدتُ تذكرة ثمنها 5500 درهم، هذا فضلا عن كون هذه الرحلات مباشِرة".

من جهة أخرى، أكدت إيمان لـ"تيليكيل عربي" أنها كانت تعيش حياة هادئة قبل أن تتسارع الأحداث، منذ أول أمس السبت، حين بدأ أصدقاؤها وعائلتها بالمغرب، في التواصل معها، للاطمئنان على أحوالها، مشيرة إلى أن الضجة الإعلامية بالمغرب والتهويل الذي تتفاعل به الصفحات الفيسبوكية المغربية مع الأخبار، أخافا الطلبة المغاربة بأوكرانيا وعائلاتهم، فبات الجميع يركض يمينا ويسارا من أجل العودة إلى الوطن في أسرع وقت، وكأنها نهاية العالم".

وتابعت: "هم لا يعيشون هنا ليعرفوا حقيقة ما يحدث. أنا كنت هانية "فحالا ما طاري والو"، بعبارة أخرى، "ما مسوقاش". لم أتوقف عن الذهاب إلى الجامعة، كما أنني أنهيت لتوي، أحد الامتحانات. ونفس الوضع يعيشه الأوكرانيون أنفسهم. الوضع الأمني مستقر، كل المحلات التجارية مفتوحة، الجميع رفقة أطفاله في الشوارع والمقاهي والمطاعم، هناك موسيقى ورقص وغناء. لا إشارة إلى أن البلد مقبل على حرب البتة. حتى إعلام أوكرانيا لا يهوّل الأمر، ولا رئيسها الذي طمأن الشعب".

يشار إلى أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أكد، أمس السبت، أن كل الأمور تحت السيطرة، داعيا إلى عدم نشر الخوف بعد تحذير الولايات المتحدة من اعتداء روسي محتمل، في موعد أقصاه 16 فبراير الجاري، وهو الاحتمال الذي لم يؤكده".